عاد البترول مرة أخري يهز أركان الاقتصاد العالمي ووجد العالم نفسه أمام محنة جديدة، رغم انه كان غارقا في أزمات أخري تهدد مستقبل شعوبه، وفي مقدمتها محنة كورونا وكيف تركت آثارها علي شعوب العالم دون استثناء.. مع بداية التدخل الروسي لأوكرانيا أصبح الغاز والبترول حديث العالم كله وبدأ الحديث عن الغاز الروسي وبترول الخليج وعادت ذكريات مؤلمة عن قطع إمدادات الغاز عن دول أوروبا وهي تعتمد علي الغاز الروسي.. ووقفت دول الاتحاد الأوروبي تتساءل عن مستقبل شعوبها في ظل أعباء جديدة، خاصة أمام فصل الشتاء وما يفرضه من ضرورات.. وارتفعت أسعار الغاز والبترول حتي وصل سعر البرميل إلي ١٤٠ دولارا وهو رقم غاب سنوات عن ذاكرة الأسواق العالمية وبدأ يتأرجح فوق المائة دولار، وأن لم يهبط عنها.. علي جانب آخر كانت العقوبات التي فرضتها أمريكا والاتحاد الأوروبي علي الغاز الروسي مما جعل روسيا توقف تصدير إنتاجها إلي دول أوروبا.. وبدأت رحلة البحث عن بدائل رغم انها لم تصل إلي نتائج مناسبة في يوم من الأيام.. وبدأت الحكومات تلقي المسئولية علي بعضها في فشلها حتي الآن إلى الوصول إلي بدائل لإنتاج البترول وارتفعت أسعار الغاز والبنزين في كل دول العالم وقامت الشعوب تعلن إدانتها لفشل حكوماتها في مواجهة الأزمة التي قد تطول مع امتداد فترة الحرب.. خاصة أن البعض يعتقد أن البترول سوف يبدأ رحلة صعود أخري وقد يتجاوز الـ 2٠٠ دولار.. وهنا اتجهت دول أوروبا إلى دول الخليج تطلب منها زيادة إنتاجها حتي تتراجع الأسعار ويتوافر الإنتاج للدول المستهلكة ولكن المحاولات لم تصل إلى نتيجة.. إن الأزمة تحتاج إلى الوقت فليس من السهل الوصول إلى بدائل وليس من السهل أيضا تخفيض الأسعار.. كما أن الدول المنتجة لن تتنازل عن حقها في جني الأرباح، خاصة أن روسيا سوف تسعي لزيادة مواردها أمام العقوبات.. ومن هنا فإن عودة البترول إلى عرشه تمثل تحولا خطيرا في الاقتصاد العالمي، خاصة إذا امتدت الحرب ولم تفرج روسيا عن بترولها وفشلت أوروبا في الوصول إلى بدائل في المستقبل القريب..
نقلا عن الاهرام
