بعد ضاحية الدمام وحفر الباطن.. المستنقعات تتربص بأطفال «عزيزية الخبر»


بعد أزمة ضاحية الملك في الدمام، التي شهدت وفاة 3 أطفال غرقا، بالمستنقعات المنتشرة، والتي تلاها غرق 3 أطفال آخرين، بينهم شقيقان، بحي أبي موسى الأشعري بمحافظة حفر الباطن، رصدت «اليوم»، معاناة مماثلة يعيشها أهالي أحياء العزيزية بالخبر، جراء محاصرة تجمعات المياه العميقة لمنازلهم، وتداعياتها الصحية والبيئية، كانتشار الحشرات والبعوض، بالإضافة إلى هاجس الأهالي وقلقهم الكبير، من الخطر المحدق بالأطفال طوال الوقت.

وأكد عدد من الأهالي لـ«اليوم»، أن المستنقعات، التي تزكم أنوفهم بالروائح الكريهة طوال العام ولا تترك لهم مجالا للتنزه أو ممارسة المشي، يتعدى ضررها إلى المباني السكنية وغيرها، إذ تتسبب في هبوطات أرضية في منازلهم، إضافة إلى تآكل الطبقة الأسفلتية للطرق وتكون الحفر، غير أن الهاجس الأكبر يتمثل في القلق على الأطفال الصغار، إذ إن الكثير من التجمعات المائية، ذات عمق كبير، مطالبين الجهات المعنية بأهمية التدخل ووضع حلول جذرية، للقضاء على هذه التجمعات، في أسرع وقت.


بلدية الخبر: ردم 535 تجمعا مائيا

ذكر رئيس بلدية محافظة الخبر م. مشعل الحربي، أن البلدية ردمت خلال الشهرين الماضيين 13 مستنقعا في حي الصواري بالعزيزية، مشيرا إلى ردم ما يزيد على 535 مستنقعا في عامين، شملت 100 تجمع من خلال مشروع ردم مستنقعات العزيزية، والباقي بجهود ذاتية.

وأكد الاستمرار في معالجة أوضاع تلك المستنقعات حتى القضاء عليها بالكامل، مشيرا إلى أن لدى البلدية حصرا لجميع أماكن المستنقعات مع تحديد مساحات التجمعات المائية ونسبة العمق فيها وأعدادها، ويتم ردم تلك المستنقعات بجهود ذاتية وفق الإمكانات المتاحة، وذلك ضمن جهود الحفاظ على بيئة صحية ونظيفة، وتوفير الحماية للسكان من الأضرار.

وأضاف: ردم المستنقعات أولوية للبلدية؛ كونها توفر حلولا مهمة للحفاظ على مصلحة الأفراد والمجتمع بشكل عام، مشيرا إلى السعي لتطوير الواقع البيئي في أحياء العزيزية، وذلك ضمن برنامج عمل يتضمن القضاء على تلك المستنقعات والحد من المخاطر التي تسببها.

هبوطات أرضية داخل المنازل

قال المواطن بدر العتيبي أحد أهالي حي الصواري، إن التجمعات المائية المحيطة بالحي تؤثر بشكل كبير في المباني السكنية، مشيرا إلى أن الساحة الخارجية لبيته تعرضت لهبوطات وأضرار، ما دفعه إلى إعادة إصلاحها.

وأضاف: للأسف بعض السكان المجاورين لهذه المستنقعات محرومون من الجلوس داخل الساحة الخارجية للبيت بسبب انتشار البعوض والحشرات، التي يسهل وصولها إلى داخل المنازل، والتي تحتاج إلى جهد كبير وعمل من الجهة المعنية والقيام بأعمال الرش بالمبيدات الحشرية وبصفة مستمرة.

وأكد أن هذه المستنقعات المحاطة بالحشائش، بيئة خصبة لتكاثر الحشرات والبعوض والكلاب الضالة، التي أصبحت أيضا مصدر قلق وخوف، مطالبا بخطة عمل حاسمة، للقضاء على هذه المستنقعات المائية والانتهاء منها، تتضمن سحب المياه ورش المواقع بالمبيدات الحشرية، ثم تنفيذ عمليات الردم بشكل كامل، مع الاهتمام ببيئة الحي، والتجاوب مع مطالب السكان.

تآكل الطبقة الأسفلتية وتكون الحفر

ذكر المواطن حسن عبود، من سكان حي الصواري أن التجمعات المائية التي تكونت في بعض الأحياء جراء الأمطار وغمرت الحي، تشكل هاجسا ومصدر خوف للأهالي، لمحاذاتها المواقع السكنية وعلى امتداد الشوارع، في حين يلهو الأطفال حولها، ما يشكل خطرا على حياتهم، بالإضافة إلى الأضرار البيئية والصحية التي تسببها، كتجمع الحشرات والقوارض وغيرها. وقال: كل هذه السلبيات جعلتنا لا نفكر بالخروج من داخل البيت إلا للضرورة، جراء انتشار البعوض والروائح الكريهة، مشيرا إلى أهمية وضع حلول جذرية لهذه المشكلة، التي أجبرتنا، للخروج والتنزه في أماكن بعيدة.

ولفت إلى أن المستنقعات أدت إلى تآكل جزء من الطبقة الأسفلتية لبعض الشوارع الرئيسة في الحي، مكونة حفرا وعائية عميقة أدت إلى أضرار بمركبات عابري الطرق.

تشوه بصري وأضرار بيئية وصحية

أوضح المواطن سعيد القحطاني أن خطر المستنقعات يمتد حتى للمنازل، التي تتأثر برطوبة المياه، مشيرا إلى أهمية ردم هذه المواقع المخيفة، إضافة إلى المعالجة البيئية والصحية، من خلال حملات الرش المكثفة بالمبيدات، لمواجهة تكاثر الحشرات والقوارض.

وقال: إن الأهالي يعيشون معاناة حقيقية بسبب تلك المستنقعات، وما تسببه من مشكلات كبيرة، خاصة ما يتعلق بخطورتها على الأطفال، إضافة إلى ما تمثله من تشوه بصري وبيئي وصحي، يتطلب سرعة المواجهة.

أعرب المواطن أحمد القرني، أحد سكان حي الشراع، عن أمله في التجاوب مع مطالب الأهالي، وإيجاد حلول جذرية لخطر المستنقعات المائية، مشيرا إلى أنه يقطن بالحي منذ نحو 6 سنوات، ولم يشهد جديدا طوال هذه المدة لمواجهة تلك المشكلة.

وقال: تشكل المستنقعات هاجسا وقلقا، لما تسببه من انتشار كبير للحشرات والبعوض، ومع ازدياد نسبة المياه أثناء هطول الأمطار، ترتفع حدة المخاطر المحدقة بالأطفال، بالإضافة إلى تسببها في إعاقة الحركة، وتضرر الطرق، وتكون الحفر، مؤكدا أهمية معالجة تلك التداعيات، والعمل على إيجاد حل جذري، ينهي تلك المعاناة.

ازدياد الحشرات والبعوض

أكد المواطن فواز الزهراني، معاناة أهالي حي الصواري جراء انتشار البرك والمستنقعات، التي تشبه البحيرات وتشكل خطرا كبيرا على الأطفال، مشيرا إلى أنه يتردد على الحي، منذ 3 شهور لإنشاء أبنية، وشاهد بنفسه حجم الأزمة التي يعيشها الأهالي.

وأضاف: لو ترك الأطفال هنا ودون أي متابعة، فإن خطر الغرق سيكون حاضرا، لأن منسوب المياه مرتفع جدا، والمستنقعات عميقة، بالإضافة إلى تكاثر الحشرات والقوارض، وهو ما يتطلب خطة عاجلة لردم هذه المستنقعات، مشيرا إلى أن عددا من أهالي الحي، تعاونوا وتمكنوا من ردم أجزاء من هذه المياه، لكن الأمر يحتاج إلى تدخل الجهات المعنية، لأن الجهود الفردية، في النهاية، لن تحقق المأمول.

وأضاف: من الصعوبات التي واجهتني، في بداية البناء، تلك المياه، إذ أدت إلى عدم تماسك التربة، ما أجبرني لوضع كمية من الأحجار حتى تتماسك.

عدم تماسك التربة وانتشار القوارض

قال المواطن سامي القنبر من أهالي حي الأمواج بالعزيزية، إنه يقطن بالحي منذ نحو 7 سنوات، وللأسف يعيش هو وجميع الأهالي معاناة حقيقية، من تلك التجمعات المائية، التي معها أصبحت حاضنة للحشائش الكبيرة والبعوض، والغريب هو ارتفاع منسوب المياه ما يزيد من نسبة الخطورة على الأطفال.

وأضاف: «إن المستنقعات تسببت في ازدياد الحشرات وانتشارها بشكل كبير، خاصة خلال فترة الليل، وكل ما نطالب به هو أن يكون هناك عمل مكثف للردم والرش بالمبيدات الحشرية وغيرها من أوجه المعالجة، للتخفيف من تداعيات الأزمة».
تاريخ الخبر: 2022-03-23 00:25:40
المصدر: صحيفة اليوم - السعودية
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 42%
الأهمية: 40%

آخر الأخبار حول العالم

توقعات أحوال الطقس اليوم السبت

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-27 12:25:40
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية