ضمت القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، في دورتها للعام 2022، والتي أعلنت أمس الثلاثاء، رواية للكاتب المغربي، محسن الوكيلي بعنوان "أسير البرتغاليين .. حكاية الناجي"، والصادرة عن دار (ميم ) للنشر.

ومحسن الوكيلي، من مواليد مدينة تازة المغربية في 17 يناير 1978. وحصل علي العديد من الجوائز الأدبية والثقافية، نذكر من بينها: جائزة الشارقة للإبداع العربي عن روايته "رياح آب"، في العام 2013 ــ جائزة ناجي النعمان العالمية للإبداع الأدبي دورة 2011، عن المجموعة القصصية "حي العابرين" ــ جائزة دبي الثقافية 2013 عن روايته "الشغوفون" ــ جائزة أحمد بوزفور للسرد القصصي على مستوى الوطن العربي عن قصته المعنونة بــ "موت من زوايا متهددة" 2016 ــ كما حصل علي المركز الأول في الدورة الخامسة لجائزة غسان كنفاني للسرد 2016.

والكاتب المغربي محسن الوكيلي، سبق وصدر له أعمال: "ريح الشركي" عن دار الساقي. رواية "شظايا". المجموعة القصصية "فجر الغضب". ومجموعة قصصية أخري بعنوان "تيه". رواية "في كراهية الحدود". رضافة إلي العديد من الكتابات المسرحية.

وتنتمي رواية "أسير البرتغاليين .. حكاية الناجي"، للروائي المغربي محسن الوكيلي، إلي نوعية الروايات التاريخية، حيث تدور أحداثها في القرن السادس عشر، في أجواء أسطورية تاريخية، حول قروي فقير من مدينة فاس المغربية، يسعي وراء لقمة عيشه، لكنه فجأة يجد نفسه وقع أسيرا في أحد الحصون البرتغالية، مخلفا ورائه زوجته وثلاثة أطفال بلا عائل أو مورد رزق.

يؤمن الروائي المغربي محسن الوكيلي، بحرية الكتابة الإبداعية، الغير مقيدة أو محددة بشروط مسبقة، و أن التاريخ كماء النهر لا يتكرر مرتين. قد نعيش حالات متشابه تفرزها قواعد السلوك البشري، فالتاريخ يسير قدماً إلى الأمام. الهزائم والانتكاسات ليست بالضرورة اجتراراً للماضي، قد تكون سبلاً لبدايات مشرقة.

ــ ربما تغيبني متاهة من متاهات السرد
يذهب الروائي محسن الوكيلي، مؤلف رواية "أسير البرتغاليين .. حكاية الناجي"، الصاعدة إلي القائمة القصيرة بجائزة الرواية العربية البوكر، إلي أن ملامح الأمكنة والشخصيات تتشكل بهدوء، يخلقها السرد وتعززها السياقات.. تنمو، تتطور، ككل شيء في الحياة. تعظم الفكرة الصغيرة فتصير إلى عالم كامل؛ تنضج فتستوعبني تماما. أنزلق من عالمي إلى عالمها فأصير جزءا منها، ألاقي الشخصيات، أتحدث إليها، أحمل همومها وإرهاصاتها، وأستمتع بالأمكنة مدنا وفيافي وجبالا. أمكنة لا توجد في غير النص. يحدث أن يختلط العالمان معا فلا أعود أميز أين تنطلق حدود العالم الأول ولا أين تنتهي حدود العالم الثاني. يوما ما سأختفي، ربما تغيبني متاهة من متاهات السرد.

لافتا إلي أن: "الروايات تكتب نفسها. إنها الحقيقة التي تتأكد نصا بعد نص. لسنا أكثر من وسيط، من قنطرة عبور. نعم، لم أكن يوما صاحب النص، كنت مساهما فيه وحسب، أقصى ما يمكنني أن أفعله ما يمكن لأي شخصية من شخوص النص أن تفعل.

هكذا أجدني أتعلم من الشخصيات، أختلف معها، أتصالح.. أرفض وأقبل كما هو حالي في حياتي اليومية خارج النص. نمضي كلنا في طريقنا المشتركة التي لا يملك أحد منا سلطة الحسم في تحديد خاتمتها.
مع نهاية كل كتاب أنتهي قبل أن أبعث مع السطر الأول لرواية أخرى كآخر مختلف لم يكن من قبل.