حدّد عبد الفتاح البرهان قائد انقلاب السودان، خيارين للقوى السياسية، إما التوافق أو انتظار الانتخابات، وقال إنه ليس أمامها خيارات كثيرة للحلول، فيما اتهم طرفاً ثالثاً في عمليات قتل المتظاهرين.
التغيير- وكالات
أقر رئيس مجلس السيادة الانقلابي السوداني عبد الفتاح البرهان، بوجود اختلالات وتشوهات سياسية واقتصادية وأمنية استطالت مع تمدّد الحكومة الانتقالية، لكنه عزاها إلى التشاكس والتشظي السياسي.
وقال البرهان في حوار نشرته «الشرق الأوسط» اليوم: «إننا منذ 25 أكتوبر من العام الماضي، مددنا أيدينا للإخوة في القوى السياسية والقوى الوطنية بمختلف أطيافها من أجل الجلوس معاً، بهدف وضع خريطة طريق لإكمال المرحلة الانتقالية».
وأعلن التزامه التام بعملية التحول الديمقراطي وإكمال عملية الانتقال إلى المرحلة الانتخابية بالتعاون مع كل الشركاء «الوطنيين الحادبين على مصلحة السودان».
ويعيش السودان أزمة اقتصادية وسياسية وأمنية مستفحلة منذ انقلاب البرهان في 25 اكتوبر 2021م، في مقابل تصاعد الاحتجاجات الشعبية المناهضة لقرارات الانقلاب.
وأنهى البرهان أمس، زيارة إلى المملكة العربية السعودية اجتمع خلالها بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان.
طرف ثالث
وحول الإجراءات التي اتخذتها حكومته بشأن الضالعين في قتل الشباب بالشارع، قال البرهان: «هناك إجراءات تجري على قدم وساق، إذ إن هناك عدداً من المُتحفّظ عليهم سواء من الأجهزة الرسمية ومن غيرها من المشتبه بأنهم نفذوا عمليات قتل لبعض الضحايا من الجهات الأخرى، ومن المؤكد أن هناك طرفاً ثالثاً في عمليات قتل بعض المتظاهرين في الشارع السوداني، سواء كان ذلك بقصد أو من خلال عمليات الدفع المختلفة عند الاشتباك بين المتظاهرين وأطراف أخرى».
وأكد أن السلطات التنفيذية والسيادية لن تتدخل في العمل القضائي، ولفت إلى أن الإجراءات القضائية والعدلية تسير بالصورة العادية.
لا خيارات
وعن جمود العلاقة بين الحكومة الحالية والمكون المدني، قال: «ليس هناك أمام القوى السياسية خيارات كثيرة للحلول، إما نتوافق أو ننتظر حتى انطلاق الانتخابات، ومتى ما جلست هذه القوى معاً ووصلت إلى تفاهم وتوافق بينها، حينها سنعلن استعدادنا للجلوس والتفاهم معها أو نقدم لها كل ما يعينها من قبل المكون العسكري».
وأكد البرهان عدم نيته الترشح في الانتخابات المزمعة، التي زعم أن «80%» من استحقاقات مؤسساتها اكتملت.
وأقرّ بأن عمل حكومته من دون رأس تسبب في مشكلات كثيرة، واستبعد عودة حمدوك لموقعه الذي غادره منذ شهور، وأعرب عن اعتقاده بأن بلاده تتعرض لتشويش وتضليل إعلامي ممنهج ومتعمد من قبل بعض الجهات، مدافعاً عن اتفاقية جوبا للسلام، التي لا يرى أي رابط بينها وبين ما يحدث في شرق السودان.
وأشار إلى أن موقف بلاده من الأزمة الروسية- الأوكرانية يقف عند الحوار والتفاوض.
وأوضح أن مقترح بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، أكثر مقبولية لكثير من شرائح المجتمع السوداني، ما يعني أنه يمكن الاجتماع حولها، والدفع بها نحو رؤية شاملة للأزمة.
مبادرة سعودية
وكشف البرهان عن مبادرة سعودية استثمارية ضخمة سيعمل السودان على تهيئة البيئة المناسبة لاستيعابها قريباً.
فيما شدّد على أن هجمات الحوثيين المتكررة على المملكة، تتجاوز زعزعة أمن واستقرار المملكة إلى كل المنطقة، وأكد وقوف الخرطوم إلى جانب الرياض، واستمرار تعاونهما الاستخباراتي والأمني والسياسي لدرء أي عمل إرهابي وتأمين ملاحة البحر الأحمر.
كسر اللاءات
وأقر البرهان بأنه تجرأ على كسر قيد لاءات الخرطوم الثلاث أمام تل أبيب، وعزا ذلك إلى تقديم مصلحة السودان وشعبه في ظل متغيرات الأحداث ما بين زمن اللاءات الثلاث التي صعدت في سماء الأمة العربية العنوان الأبرز لقمة الخرطوم الشهيرة في 29 أغسطس 1967م على خلفية هزيمة عام 1967م.
ورفض توصيف الزيارات المتبادلة بين الخرطوم وتل أبيب بالسرية، إذ لا تخرج عن كونها زيارات تهدف لتبادل المعلومات الاستخباراتية والمعلوماتية ولا تحتاج إلى إعلان ولا إخفاء، وتفاءل بحلّ لأزمة سد النهضة، وشدّد على أنه ليس هناك ما يعكر صفو العلاقة بين الخرطوم وجوبا على خلفية ملف أبيي.
