أكدت روسيا الجمعة أنها دمّرت أكبر موقع تخزين وقود للجيش الأوكراني قرب كييف في اليوم السابق بصواريخ كروز.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في بيان: "في 24 مارس/آذار، دُمّر أكبر موقع تخزين وقود متبقٍ للجيش الأوكراني كان يُستخدم لإمداد الوحدات في قرية كالينوفكا في الجزء الأوسط من البلاد".

وأضاف كوناشينكوف أن القوات الروسية دمّرت منذ اليوم السابق العديد من المعدات العسكرية الأوكرانية من بينها ثلاثة أنظمة دفاع جوي وأربع طائرات مسيّرة.

وأكدت وزارة حالات الطوارئ الأوكرانية الجمعة حدوث قصف الخميس "قرابة الساعة 18,00 بتوقيت غرينتش على موقع كالينيفكا لتخزين الوقود" على مسافة 40 كيلومتراً جنوب غرب كييف، دون إعطاء تفاصيل عن أهمية هذا الموقع.

وأضاف المصدر نفسه "لا يوجد تهديد بانتشار حريق خارج المخزن".

300 قتيل في مسرح ماريوبول

نقلت حكومة مدينة ماريوبول الأوكرانية عن شهود عيان أن نحو 300 شخص قُتلوا في غارة جوية روسية الأسبوع الماضي على مسرح كان يُستخدم كمأوى للقنابل في المدينة المحاصرة.

وعندما قصف المسرح في 16 مارس/آذار، وُضع نقش ضخم مكتوب عليه ”أطفال” في الخارج باللغة الروسية، ويقصد به أن يكون مرئياً من السماء أعلاه.

ولم يتضح على الفور ما إذا كان عمّال الطوارئ قد انتهوا من حفر الموقع أو كيف وصل شهود العيان إلى حصيلة القتلى المروعة.

وبعد وقت قصير من الغارة الجوية، قالت مفوضة حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني، لودميلا دينيسوفا، إن أكثر من 1300 شخص كانوا يحتمون في المبنى.

إغلاق الحدود مع روسيا

إلى ذلك، طلبت كييف من الاتحاد الأوروبي الجمعة إغلاق حدوده مع روسيا وبيلاروس حليفة موسكو في الهجوم الذي يشنّه الجيش الروسي على أوكرانيا منذ شهر.

وقالت وزارة البنى التحتية الأوكرانية في بيان: "تقترح الوزارة على الاتحاد الأوروبي قطع الروابط البرية والبحرية تماماً مع روسيا وبيلاروس" معتبرة أن هذه "التدابير الضرورية لوقف إمداد الدولة المعتدية بسلع قد تستخدم لأغراض عسكرية".

وحضّت الوزارة الدول الـ27 كذلك على "منع نقل البضائع والأشخاص" إلى روسيا وبيلاروس "عبر أراضي الاتحاد الأوروبي وعبر حدوده" مشيرة إلى أنها "أرسلت طلباً رسمياً في هذا الشأن إلى المفوضية الأوروبية".

وسيكون إغلاق الحدود بين الاتحاد الأوروبي وروسيا من جهة والكتلة وبيلاروس من جهة أخرى، بمثابة تعزيز للقيود التي فرضها الغرب منذ بدء الصراع الروسي-الأوكراني قبل شهر.

وحسب كييف، فإن ذلك من شأنه أن "يزيد الضغط الاقتصادي" على موسكو ومينسك إذ إن "الشركات الروسية تجد طرقاً للالتفاف" على العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي.

"حيلة لتشتيت الانتباه"

في سياق منفصل، قال الكرملين اليوم الجمعة إن حديث الولايات المتحدة عن احتمال لجوء روسيا إلى استخدام أسلحة كيماوية في أوكرانيا حيلة لصرف الانتباه عن المسائل المحرجة لواشنطن.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف إن الجيش سيُقدّم مقترحات إلى الرئيس فلاديمير بوتين بشأن تعزيز روسيا لدفاعاتها رداً على تعزيز حلف شمال الأطلسي جناحه الشرقي.

وأضاف بيسكوف أنه لا يوجد موقف رسمي بشأن ما إذا كانت موسكو ستعيد بناء البلدات والمدن الأوكرانية مثل ماريوبول.

"لن يحدث شيء مروّع"

وفي سياق آخر، قال الكرملين إن شيئاً مروّعاً لن يحدث إذا نجحت الولايات المتحدة وحلفاؤها في طرد روسيا من مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى لأن العديد من أعضاء المجموعة يخوضون حرباً اقتصادية مع موسكو على أي حال.

كان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف يعلق على تصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن قال فيها إنه يؤيد طرد روسيا من مجموعة العشرين بعد أن أرسلت عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا.

وقال بيسكوف للصحفيين رداً على سؤال حول احتمال طرد موسكو "صيغة مجموعة العشرين مهمة لكن في الظروف الحالية عندما يكون معظم المشاركين في حالة حرب اقتصادية معنا فلن يحدث شيء مروع".

وأضاف بيسكوف أن العالم متنوع ولا يتشكل فقط من الولايات المتحدة وأوروبا وتوقع أن تفشل الجهود الأمريكية لعزل موسكو، التي قال إنها لم تنجح إلا جزئياً حتى الآن.

وأوضح أن بعض الدول تتخذ نهجاً أكثر اعتدالاً مع روسيا ولا تقطع جسور التواصل معها مضيفاً أن موسكو ستبني توجهات سياسية جديدة في جميع المجالات.

وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عمليات عسكرية واسعة في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".

TRT عربي - وكالات