- الصدفة قادته إلى الغرفة المغلقة والعالمية هدفه - الطويل.. مبارز يقتحم عرش الآسيوية - الناصري مدرب شغوف.. والمشاركات الخارجية صقلتني - غاب المال والاعلام عن اللعبة والهدى ينجب الأبطال


في أروقة تاروت تعلم فنون الحياة، ومن نخيلها الباسقات اكتسب شموخه، ليعلن من أمام قصرها العريق عن كتابة تاريخ جديد للمبارزة السعودية. الابتسامة لا تفارق صاحب الـ 18 عاما، والهدوء عنوانه الدائم، أما في الميدان فهو مبارز شرس، لا يقبل سوى عناق الذهب.

حسين الطويل، الشاب صاحب الطموحات العالية، ومن نجح في إعادة الذهب الآسيوي لأراضي المملكة العربية السعودية عقب غياب استمر لما يقارب الـ 26 عاما، كان ضيفا على «الميدان الرياضي» في حوار جاءت تفاصيله على النحو التالي:


- حدثنا عن بداياتك وكيف اتجهت لممارسة المبارزة بعيدا كل البعد عن كرة القدم صاحبة الشعبية الأكبر؟

نشأت وسط عائلة لا تعير الرياضة أهمية قصوى، فلم يكن أحد المقربين لي ينتسب لأي من الأندية، قبل أن تقودني الصدفة لأروقة نادي الهدى، وإلى تلك الغرفة المغلقة التي رسمت لي طريق الذهب.

- وما الذي قادك إليها؟

كان أصدقائي المقربون في المدرسة يتحدثون عن انضمامهم للعبة المبارزة في نادي الهدى، فذهبت برفقتهم دون أي دراية عنها، وبمجرد دخولي للغرفة الصغيرة التي تشع إصرارا وحيوية، تحول جهلي بها إلى عشق قادني إلى التطور حتى نجحت في حصد الذهب الآسيوي.

- مَن المدرب الذي رسم بداياتك؟

منذ أن التحقت باللعبة، تدربت مع المدرب الوطني فؤاد الناصري، الذي ما زلت أتعلم منه وأتدرب برفقته متى ما تواجدت في المنطقة، فهو مدرب استثنائي، يمتلك الشغف الكبير باللعبة، ولعل وجوده سر من أسرار بقاء اللعبة بنادي الهدى، واستمرار إنجابها للأبطال على مختلف المستويات المحلية والخليجية والعربية والآسيوية والدولية.

- تطور كبير يشهده مستواك، فهل تحدثنا عن أسراره؟

ليس هناك أسرار مخفية، فالتأسيس الصحيح من المدرب فؤاد الناصري، إضافة لما تعلمناه منه من الإصرار على تحقيق الأهداف وعدم التوقف عند محطات الفشل، كلها عوامل ساهمت في تطوري السريع، وكذلك احتكاكي بزملائي الأكبر مني سنا والأبطال جواد وزكريا الداوود، منحني الأفضلية على المنافسين في نفس عمري.

أما الأهم، فكان التوجه الجديد من الاتحاد السعودي للمبارزة بتكثيف المشاركات الخارجية، والتواجد المستمر في البطولات الدولية المختلفة، مما ساهم في احتكاكنا بأفضل لاعبي العالم واكتساب المزيد من الخبرات التي تساعدنا على التقدم والمنافسة على كافة البطولات الرسمية.

- رغم التقدم الكبير للعبة على مستوى نادي الهدى وأخضر المبارزة إلا أن عنفوان اللعبة على مستوى أندية الوطن يبدو متراجعا، فما السبب؟

بالفعل غابت الكثير من الأندية عن المشهد، وتراجع البعض منها بعدما كان منافسا شرسا، والسبب حسب ما أرى يعود إلى غياب اللعبة عن «إستراتيجية دعم الأندية الرياضية»، وهو ما قاد العديد من الأندية إلى إهمال اللعبة، والتركيز على الألعاب الداخلة في حسابات الإستراتيجية.

- ولماذا لم تتراجع في الهدى كبقية الأندية؟

الهدى يمتلك نجوما حققوا الكثير من الإنجازات لـ «الوطن»، وقد اهتموا باللعبة في زمن غاب فيه الإعلام والمال، وما زالوا على نفس النهج، ولذلك ينجب الهدى العديد من الأبطال بشكل سنوي ومستمر. واسمح لي عبر صفحات «الميدان الرياضي» أن أوجه ندائي لأمير الرياضة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل بأن تكون لعبة المبارزة ضمن الإستراتيجية خلال المواسم المقبلة، وهو ما سيساهم في إنجاب أبطال سعوديين على مستوى عالمي في المستقبل القريب.

- عقب الظفر بالذهبية الآسيوية، ما أبرز طموحاتك؟

في الحقيقة أرسم لنفسي طموحات قريبة المدى وأخرى بعيدة المدى، فأما قريبة المدى فتتمثل في تحقيق إحدى الميداليات الثلاث في بطولة العالم المقبلة لفئة الشباب.

فيما تتمثل طموحاتي بعيدة المدى في التواجد ضمن لاعبي النخبة على مستوى العالم في فئة العمومي.

- وهل ترى هدف تحقيق إحدى الميداليات العالمية في متناول اليد؟

بالطبع، فأبطال الوطن قادرون على مقارعة أفضل اللاعبين العالميين، وقد سبق وأن تفوقنا على أصحاب الصدارة في الترتيب العالمي، فمستوانا الفني ليس ببعيد عنهم.

- في ظل غياب الدعم المالي والإعلامي ألم تتبادر إليك فكرة ترك اللعبة؟

لم أدخل اللعبة بحثا عن المال والشهرة، ولذلك كان تركيزي منصبا على تطوير ذاتي، وهو ما أرى نتائجه الإيجابية بارزة على مستوى كافة الأصعدة.

- وماذا عن الدراسة، هل تؤثر على مسيرتك؟

كانت كذلك، وقد منعتني من المشاركة في عدد من البطولات الخارجية المهمة، لكن في ظل ما توليه القيادة الرشيدة من اهتمام كبير بالرياضة والرياضيين في إطار «رؤية المملكة 2030»، فإني أجد كل الدعم من قبل المسؤولين والدكاترة في جامعة جدة، حيث يتم التواصل معي باستمرار وتشجيعي، وكذلك تكريمي في حال الحصول على الإنجازات الخارجية.

- 4 باقات من الورد.. لمن تهديها؟

الباقة الأولى: أهديها دون أدنى شك لملهم الشباب السعودي وصانع التغيير ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - يحفظهما الله-.

الباقة الثانية: أهديها لوالدي ووالدتي اللذين وقفا معي بشكل دائم وما زالا يشجعاني من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات باسم «الوطن».

الباقة الثالثة: للمدرب الوطني القدير فؤاد الناصري ولأسرة المبارزة في نادي الهدى، وكذلك للاتحاد السعودي للمبارزة، الذين لعبوا الدور الأبرز فيما وصلت له عقب توفيق الله سبحانه وتعالى.

الباقة الرابعة: هي لجميع من وقف معي وشجعني على المضي قدما في أحلك الظروف.
تاريخ الخبر: 2022-03-27 03:25:29
المصدر: صحيفة اليوم - السعودية
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 33%
الأهمية: 40%

آخر الأخبار حول العالم

فينيسيوس أفضل لاعب في المربع الذهبي لدوري الأبطال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 21:25:56
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 59%

فينيسيوس أفضل لاعب في المربع الذهبي لدوري الأبطال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 21:26:02
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 51%

نص الخطاب الملكي إلى القمة الـ 15 لمنظمة التعاون الإسلامي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 21:26:08
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 64%

نص الخطاب الملكي إلى القمة الـ 15 لمنظمة التعاون الإسلامي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 21:26:03
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية