لقاء خاص.. محمود حميدة: حصلت على جائزة «الممثل الأول في مصر» وعمري 12 عامًا

«نقل عام» أثبت أن الجمهور ما زال يمكنه متابعة عمل فنى من 30 حلقة

بدأت التمثيل فى الخامسة بهدف واضح ما زلت أؤمن به هو تسلية المتفرج

أقمت مسرحًا من جذوع النخيل وأنا طفل.. و«خليت أقاربى الفلاحين يتفرجوا بالعافية»

غيّرت مهنتى فى البطاقة لــ«ممثل».. ولم أندم على أى عمل فنى فى مشوارى

التعاون مع القديرة سميحة أيوب لأول مرة على الشاشة «شرف كبير»

ريمون مقار ومحمد عبدالعزيز ابنان لى.. والعمل معهما يشعرنى بارتياح

«الراعى والنساء» حقق رغبتى فى العمل مع السندريلا «ولو فى مخيلة الجمهور»

«حوار مع محمود حميدة».. لا أخفيكم سرًا أن قدمىّ كادتا لا تحملانى وأنا ذاهبة لأداء هذه المهمة الصحفية، ليس لأننى سأكون فى حضرة واحد من أهم الممثلين، فى مصر والعالم العربى كله، بل لأنه «إنسان موسوعى» بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

فحديثك معه فى الفن يحتاج إلى الإلمام بكل أنواع الإبداع الإنسانى، فهذا الرجل ما أن يستفيض فى الكلام عن السينما والمسرح والدراما، سيفاجئك وينتقل معك وبك من التمثيل إلى الأدب، ليحكى لك عن حداد والأبنودى وحجاب وجاهين، ولن ينسى أن يعرج على أحمد عبدالمعطى حجازى وبدر شاكر السياب وعبدالوهاب البياتى.

ستجد نفسك تحدثه عن صور جده ووالدته ووالده ويوسف شاهين وأحمد زكى ومحمد فوزى وفؤاد حداد، التى يحتفظ بها فى قلبه قبل أن تحملها جدران مكتبه. وبطريقته الرائعة فى الحكى، سيعود بك سنوات إلى الوراء، حيث المسرح الذى بناه من جذوع النخيل، وهو ما زال طفلًا، وكيف جمع أقاربه الفلاحين وأهل بيته وجعلهم يشاهدون ما يقدمه من فن، ثم يُظهر لك وفاءه الحقيقى دون أى تصنّع عندما يحدثك عن النجم الراحل أحمد زكى، وزملائه الذين كانوا يستنكرون عليه أن يكون بطلًا فى السينما. صدقنى ستجد نفسك تبتسم تلقائيًا وتشعر بالسعادة والنشوة من فرط الإعجاب بحديثه وإلمامه وثقافته وصراحته، تمامًا مثلما فعل فى نهاية حوارنا معه، حين بدأ فى تشغيل مجموعة من الأغانى القديمة النادرة، كان من بينها أغنية «هنا الغرام هنا الهَنا» للمطربة شافية أحمد، ثم بدأ يتمايل ويدندن بكاريزمته، التى لم يخلقها الله سوى لشخص واحد فقط اسمه محمود حميدة.

■ بداية.. كيف تلقيت ردود الأفعال على مسلسلك الأخير «نقل عام»؟

- لم أتوقع هذا الصدى الإيجابى الكبير، ولم أكن أتخيل أنه ما زال هناك جمهور يجلس ويتابع عملًا فنيًا على مدار ٣٠ حلقة، لكن هذا ما حدث، واتضح لى من خلال الإشادات وردود الأفعال الإيجابية والمبهجة التى تلقيتها حول المسلسل.

■ اسم محمود حميدة مرتبط أكثر بالسينما.. لماذا وافقت على تقديم مسلسل من ٣٠ حلقة؟

- بالفعل أنا أشعر بارتياح عندما أقدم شخصية فى السينما، لأن الوقت الزمنى لها محدود لا يتعدى الساعتين على أقصى تقدير. أما شخصية المسلسل فتقدم فى ٢٠ ساعة أو أكثر، ويكون لدىّ تخوف كبير بشأنها، لأنها إذا لم تكن متماسكة فلن يبقى لها أثر.

فمهنتى الأساسية هى تقديم شخصية تعيش مع السيد المتفرج، وهذا ما وجدته فى شخصية «أحمد الشربينى» بمسلسل «نقل عام»، فهى قادرة على أن «تسير فى الزمن وتبقى».

■ .. بعد كل هذا المشوار والخبرة، لا تزال تتخوف؟

- لا أخجل عندما أقول إننى فى هذا العمر أتخوف قبل تقديم أى عمل، وتكون لدىّ رهبة كبيرة جدًا، لرغبتى فى تقديم شخصية «تمشى فى الزمن من بعدى» أولًا، وتحقيق هدفى الرئيسى وهو أن أُسلى السيد المتفرج ثانيًا، فأنا أخشى من أن أكون طاردًا أو غير مؤنس للمتفرج.

■ ما أبرز القضايا التى ناقشها «نقل عام»؟

- «نقل عام» تناول الكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية، ومن خلال كل شخصية من شخصياته يسلط الضوء على قضية بعينها، ويطرح مشكلاتها ببساطة ودون افتعال. ونجاح المسلسل ككل ارتبط بفريق العمل بأكمله، وعلى رأسهم الست القديرة سميحة أيوب، فقد كان شرفًا عظيمًا لى أن أتعاون معها لأول مرة على الشاشة، بعد أن تعاونا من قبل على المسرح، فهى لها مكانتها العظيمة الخاصة التى تزيد من قيمة العمل.

■ بذكر المخرج عادل أديب.. كيف وجدت التعاون معه فى هذا المسلسل؟

- سعيد جدًا بالتعاون مع عادل أديب، الذى سبق أن تعاونا معًا من قبل فى فيلم «ليلة البيبى دول»، لكن الشخصية التى قدمتها فى هذا العمل وقتها كانت صغيرة، ولم تأخذ منى سوى ٣ أيام على الأكثر، كما أنه ضم عددًا كبيرًا من النجوم، لذا لم أحسبه تعاونًا حقيقيًا بينى وبين المخرج الكبير.

العكس تمامًا حدث فى مسلسل «نقل عام»، الذى سعدت فيه جدًا بطريقة توجيهه الجديدة علىّ والتى لم أرها من قبل، رغم أننى أزعم أننى أكثر فنان تعاون مع عدد كبير جدًا من المخرجين، وأهتم كثيرًا بحكاية: «كيف يوجه المخرج الممثل؟»، وهذه ميزة يتمتع بها عادل أديب.

■ وماذا عن التعاون مع المنتجين ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز، خاصة أنه العمل الثانى معهما بعد نجاح «الأب الروحى»؟ 

- ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز بمثابة ابنين لى، لذا أشعر بأريحية شديدة، وكأننى أعمل مع أقاربى، وهو أمر يحقق التفاهم الذى يساعد فى إنجاز العمل. وشخصيًا أنا متابع جيدًا لمسيرتهما من البداية، وسعيد جدًا بنجاحهما، منذ أن أنتجا مسلسل «باب الخلق» لصديقى الأقرب القدير الراحل محمود عبدالعزيز- رحمة الله عليه.

وأذكر أن محمود عبدالعزيز كونه نجمًا مستقرًا وعالى المقام، كان لديه تخوف كبير جدًا وقتها من خوض التجربة مع شركة تنتج عملًا دراميًا لأول مرة، وأحد الشريكين المالكين لها ابنه، ووقتها كنت أقدر تخوفه، لكنى شجعته على الاستمرار، لكونى صديقًا مقربًا له، وبالفعل خرج المسلسل إلى النور كباكورة نجاحات الشركة.

بعد ذلك، حاول محمد محمود عبدالعزيز وريمون مقار إقناعى بتقديم مسلسل معهما، لكنى رفضت أكثر من مرة، ثم عرضا علىّ مسلسل بطولة مشتركة بينى وبين محمود عبدالعزيز، ورفضت الفكرة حينها، حتى عرضا علىّ «الأب الروحى»، الذى يضم ٣ أجزاء كل منها ٦٠ حلقة، فرفضت واشترطت أن أقدم ٥ حلقات فقط، لكن بعد مفاوضات نجحت ابنتى ومديرة أعمالى «إيمان» فى إقناعى بتقديم ٧ حلقات، وكان لدىّ وجهة نظر لم يتفهمها أحد إلا بعد عرض المسلسل.

■ ماذا كانت وجهة نظرك؟

- الدراما المطروحة فى «الأب الروحى» بها صراعات لا نهائية، وشخصية «العطار» إذا ظلت طوال الأحداث ستكون مملة وطاردة للسيد المتفرج، أما إذا انتهت ستظل رمزًا لا يُنسى لدى هذا المتفرج، الذى سيظل يتابع ويتساءل عن الأحداث، ويستجلب الشخصية فى خياله أثناء استمتاعه بمشاهدة باقى الشباب، وقد كان بالفعل، والجمهور الآن ينتظر باقى الأجزاء بفارغ الصبر.

■ الجمهور يطالب بتقديم جزء ثانٍ للمسلسل.. هل من الممكن أن يحدث ذلك؟

- أنا بشكل عام ضد مسألة تقديم أعمال ذات أجزاء، وأرى أنه قبل تقديم جزء جديد ينبغى أن نسأل: «لماذا نقدمه؟»، خاصة أن أغلب إعادة الإنتاج أو تقديم حلقات متتالية لفكرة نجحت، هو أمر محفوف بالمخاطر دائمًا.

على سبيل المثال، إذا ما تقرر تقديم جزء ثانٍ من فيلم ما، فإن هذا يكون مؤسسًا على نجاح هذا الفيلم وسمعته عند السيد الجمهور، الذى يكون متحفزًا ومنتظرًا تقديم نسخة ثانية، لكن يمكن أن يُصدم فى النتيجة، فينصرف عن العمل ويصنفه على أنه سيئ، أو العكس، لذا إذا كان هناك داعٍ عملى لتقديم جزء جديد فلا مانع.

■ بمناسبة الحديث عن إعادة إنتاج أعمال مقدمة.. كيف رأيت تقديم الفنان الكبير الراحل أحمد زكى نفس فكرة فيلمك «رغبة متوحشة» فى فيلم جديد بعنوان «الراعى والنساء»؟

- أرفض وصف هذه الحالة بأنها «إعادة تقديم»، لأن الحكاية وما فيها أن فيلم «رغبة متوحشة» مأخوذ عن مسرحية من فصل واحد اسمها «جريمة فى جزيرة الماعز» لكاتب إسبانى. والوحيد فى العالم الذى قرر أن يقدم هذا النص سينمائيًا هو المخرج على بدرخان.

«بدرخان» لجأ إلى الكاتب الراحل وحيد حامد، والأخير كان يعلم جيدًا أن «بدرخان» يتدخل فى السيناريو، فاشترط عليه عدم التدخل. بالفعل أعد وحيد حامد السيناريو، وعند أول تدخل من «بدرخان»، سحب منه النص، وقرر أن ينتجه بنفسه مع المخرج خيرى بشارة، فتم تصوير الفيلمين وعرضهما فى وقت واحد.

■ كيف استقبلت نجاح الفيلمين ومقارنتهما ببعضهما البعض؟

- لم أنزعج على الإطلاق وسعدت بنجاح الفيلمين معًا، والناس التى تحلو لها المقارنة أقول لهم: «تمتنع المقارنة هنا»، لأنه على الرغم من أن القصة السينمائية واحدة ومأخوذة عن نص أدبى واحد لكن السيناريو مختلف، والأبطال فى القصة الرئيسية واحد، لكن الممثلين مختلفون فى العملين، والتصوير فى زمن متقارب، لكنه تم فى أماكن مختلفة، لذا لا تصح المقارنة، وفى المقابل، يمكن القول إنهما عملان مختلفان مأخوذان عن نفس الأصل الأدبى الواحد. وأنا شخصيًا أستمتع جدًا بـ«الراعى والنساء».

وللعلم الجمهور اختلط عليه الأمر جدًا، لدرجة أن واحدًا من السادة المشاهدين قال لى: «شفتك إمبارح مع سعاد حسنى فى فيلم (الراعى والنساء)»، وحينها أشعر بسعادة غامرة بداخلى، وأقول له: «عفوًا الفيلم اسمه (رغبة متوحشة)، وكان مع النجمة نادية الجندى».

و«الراعى والنساء» يحمل جانبًا إيجابيًا بالنسبة لى، هو أننى وسعاد حسنى كنا نتمنى أن نتعاون سويًا فى عمل سينمائى واحد، لكن القدر لم يمهلنا وتوفاها الله، فعندما يظن السيد الجمهور أن فيلمًا جمعنى مع الست سعاد حسنى، فإن هذا أمر يسعدنى كثيرًا، لأنها أمنية لم تتحقق فى الواقع، لكن السيد الجمهور بمقامه العالى حققها فى مخيلته.

■ حلت ذكرى رحيل العبقرى أحمد زكى يوم الأحد الماضى.. كيف كانت ذكرياتك معه، خاصة أن أول أعمالك السينمائية فيلم «الإمبراطور» كانت بطولة مناصفة معه؟

- التعاون مع أحمد زكى فى أول فيلم لى اختصر لى ١٠ سنوات فى مشوارى السينمائى، ونفس الأمر بالنسبة لأفلامى مع نادية الجندى، ومعرفتى به تمتد إلى وقت طويل، منذ أن كنت راقصًا فى فرقة «الفنانين المتحدين»، وكان هو وقتها ممثلًا صغيرًا فى بداية حياته.

ومنذ صغره كان أحمد زكى وحيدًا ومتميزًا بشكل ما، واكتشفت فيما بعد أن هذه الوحدة يصنعها بنفسه، فهو يعمد إلى قطع أواصر الصلة مع الآخرين ليبقى وحيدًا، لدرجة أن أقرانه كانوا ينظرون له على أنه شخص غير طبيعى، وكانوا يستنكرون عليه أن يكون بطلًا فى السينما.. وهذا الكلام أبوح به لأول مرة فى حياتى، ولم يقله أحد من قبل، لكن بالعزيمة والإصرار وصل وأصبح هذا الممثل الكبير المتفرد.

وأحمد زكى صنع نفسه بنفسه، ولم يقف بجانبه أحد، مثلما وقف الكثيرون بجانبى، أو حتى كما وقف هو بجانبى، وكانت هناك محاولات دائمة لطرده من الوسط الفنى كله، لأنه لا يشبه «البطل التقليدى».

حدث هذا بالفعل فى فيلم «الكرنك»، عندما رشحه المخرج على بدرخان، فرفضه المنتج قائلًا لـ«بدرخان»: «مين ده اللى هيحب سعاد حسنى»، فجاءوا بنور الشريف وأسندوا له بطولة الفيلم، لأنه كان وقتها نجمًا مستقرًا، ويعد ورقة رابحة بالنسبة للمنتج.

■ وماذا عن كفاح محمود حميدة حتى وصل إلى ما هو عليه الآن؟ 

- التمثيل هو المهنة الوحيدة التى بدأتها ولم أعتزلها إلى الآن، بدأتها وأنا عمرى ٥ سنوات فقط، بهدف واضح وصريح ما زلت أؤمن به إلى الآن وهو تسلية المتفرج، وهو ما بدأته بالتمثيل من أجل تسلية أهلى: «أبويا وأمى وأخواتى» وأقرانى.

ففى سن الخامسة عملت مسرحًا بمصطبة مكونة من ٤ «فلوق نخيل»، وعرّشته بالجريد، وأحضرت أقاربنا الفلاحين بـ«العافية»، وألّفت لهم تمثيلية، وأحضرت أهلهم للفرجة، وكنت أسلى أهل البيت والمحيطين، فى معاندة لجدى الرجل الفلاح محمود حميدة، الذى سُميت على اسمه، وكان قاضيًا عرفيًا وسياسيًا ذا مقام عالٍ، وظل رافضًا آرائى ويشبّه أفعالى بأفعال «الغجر».

■ وماذا بعد ذلك؟

- رغم صغر سنى وطفولتى، لكن طوال الوقت كنت أتخذ قرارات لا أستشير فيها أحدًا، ويراها البعض غرورًا ومكابرة، وعندما أتممت الثامنة من عمرى رأيت قدوتى فى خالى المهندس «محيى»- رحمة الله عليه- وكان مهندس ميكانيكا بارعًا، فقررت أن أكون مهندسًا مثله، قبل الوصول لمرحلة الثانوية والجامعة.

وأصبحت تاجر مواشى وحبوب كبيرًا، وكان عمرى لا يتعدى الـ١٠ سنوات، ووالدى كان رافضًا ذلك الأمر، رغم أننى جمعت أموالًا كثيرة، وكان «بيتعملى ١٠٠٠ حساب» وسط التجار الكبار، لكنه نجح فى أن يعيدنى من هذا «الطيش» كى أكمل تعليمى، وقراره كان صائبًا بالطبع.

■ كيف جاءت بدايتك الحقيقية فى الفن؟

- عشقت الفن منذ نعومة أظافرى، كما شرحت لكِ سابقًا ما كنت أفعله وأنا طفل، وأثناء الدراسة كنت أهتم كثيرًا بالمسرح المدرسى، لدرجة أننى مثّلت شخصية «شايلوك» فى مسرحية «تاجر البندقية» فى المدرسة، وكان عمرى لا يتعدى ١٢ عامًا، وكان وقتها رئيس لجنة تحكيم المدارس المسرحى الأستاذ نبيل الألفى- رحمة الله عليه- ومنحنى جائزة «الممثل الأول على مستوى مصر». وقتها والدى كان وكيل وزارة فى التعليم، وقال «الألفى» له: «أرسل لى هذا الولد بعد الثانوية، لندخله معهد التمثيل، ونجهز أوراقه لنسفّره لاستكمال دراسته فى الخارج»، وراق الكلام لأبى، لكننى كنت مقررًا منذ الثامنة دخول كلية الهندسة، كما شرحت.

فى الثانوية العامة طلب منى والدى أن أقدم أوراقى إلى معهد التمثيل، لكننى رفضت، والتحقت بكلية الهندسة، وكنت أُمثّل فى فريق الفنون الشعبية فى الجامعة وفرقة المسرح، ولم أرَ أن الالتحاق بالمعهد شىء مهم، ثم قدمت واشتغلت راقصًا محترفًا فى السوق بشارع الهرم، وفشلت فى الهندسة، لدرجة أننى قضيت ٦ أعوام دون أن أدخل الامتحانات، وحوّلت إلى كلية التجارة.

■ لماذا قررت التحويل إلى تجارة وليس معهد التمثيل؟

- طلب منى والدى وقتها أن أتقدم بأوراقى لمعهد التمثيل، لكننى رفضت مرة أخرى، وقلت له نصًا: «لا.. سأحضر لك شهادة محترمة الأول». وأثناء مراجعتى لنفسى فى الأربعين، تنبهت إلى أننى كنت مثل المجتمع مصابًا باحتقار مهنة التمثيل. وحين اكتشفت عكس ذلك، تخلصت من هذا الاحتقار، وذهبت إلى الشهر العقارى وغيّرت خانة المهنة فى البطاقة من «محاسب» إلى «ممثل»، وحتى الآن أتعجب كثيرًا من الممثلين الذين يحتقرون المهنة، ويقولون إنهم أصحاب مهن أخرى والتمثيل بالنسبة لهم مجرد هواية.

■ على مدار مشوارك الطويل.. هل هناك عمل شعرت بالندم بعد تقديمه؟

- أنا لا أندم مطلقًا.

■ ثقافتك وعشقك للأدب والشعر أمر يعلمه الجميع.. لكن معروف أنك من مريدى الشاعر فؤاد حداد تحديدًا.. لماذا؟

- لأن فؤاد حداد تعرفت عليه عام ١٩٨٦، عقب وفاته بـ٦ أشهر، عرفنى عليه الأديب خيرى شلبى- رحمة الله عليه- وهذا أمر كان مستنكرًا علىّ، لأن المعروف عنى فى الوسط الأدبى والشعرى أننى من المهتمين بالشعر والشعراء قديمًا وحديثًا، فكيف لى أن أعرف مثلًا الأبنودى وسيد حجاب وصلاح جاهين وأحمد عبدالمعطى حجازى وبدر شاكر السياب وعبدالوهاب البياتى، ولا أعرف فؤاد حداد؟

وفى إحدى المرات كنت أجلس مع الأديب خيرى شلبى على مقهى، فقال لى: اسمع هذه القصيدة لعمك فؤاد حداد، فقلت له: «مين فؤاد حداد؟»، رد مستنكرًا: «ياااه.. أنت حمار أوى كده»، قلت له: «بلا حمار بلا بتاع.. قول مين فؤاد حداد؟»، فقال: «ألم تسمع المسحراتى فى رمضان؟» قلت له: «آه سيد مكاوى؟»، فقال لى: «مش قلت لك حمار»، ومن ثم بدأ يردد قصيدة «رقصة الفأر».

وقتها خجلت من جهلى جدًا، فقد كنت لأول مرة أتذوق الشعر، واكتشفت أننى كنت أتعامل مع الشعر على أنه «معادلات رياضية» دون تذوق؛ ومنذ هذه اللحظة التصقت بفؤاد حداد ودواوينه وصرت من مريديه، حتى أشعاره أصبحت مختلطة بحياتى، وأعتبرها رزقًا كبيرًا جدًا أحمد الله عليه، وبصمته البارزة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من شخصيتى.

وبتلك المناسبة أطالب بإدراج أشعار فؤاد حداد فى المناهج التعليمية للطلاب فى المدارس، لأنه، إنسانيًا، من كبار شعراء المقاومة، وشعره حين يُقرأ أو يُسمع يزيد السامع مقاومةً تجاه الواقع.

■ ما هواياتك المفضلة بجانب القراءة؟

- لعب «السنوكر»، ففيها حركة ورياضة وتفكير، وهى قريبة من الشطرنج، وأعتبرها هواية لتقوية التركيز.

■ مَنْ أكثر الشخصيات التى تأثر بها محمود حميدة فى حياته؟

- كثيرون أعتبرهم معلمين لى فى الحياة وبمثابة آباء وأمهات، منهم يوسف شاهين وجمال عبدالناصر وأمينة رزق، ومن صلة الدم جدى محمود حميدة، ووالدى الذى كان يشجعنى دائمًا، وغيرهم الكثيرون من فتوات شارع محمد على والجمالية ممن أثروا فى حياتى.

ماذا عن والدتك؟

- أمى فائزة هانم سلام- الله يعطيها الصحة والعافية- هى مَنْ صنعت كل سلوكياتى فى الحياة، وكانت حاضنة لها، سواء كانت موافقة أو غير موافقة عليها، من باب الإحساس بالخطر على ابنها. هى أول من علمتنى الغناء والموسيقى والرقص، وزرعت بداخلى حب الفن والفنون، لذا أشعر بأننى بعد هذا العمر لم أخرج من رحم أمى إلى الآن.

■ أخيرًا.. ما طبيعة علاقتك بأحفادك؟ وهل توافق على دخول أحدهم عالم الفن؟

- أحفادى «محمود وحسن ومريم» الدنيا وما فيها، وأهم ركن فى حياتى، والثلاثة لديهم شغف فنى، لكن لا أتدخل فى طموحاتهم، فكل إنسان مسئول عن اختياراته وقراراته، وفى كل الأحوال يبقى التعليم أهم شىء وقبل أى شىء، لأن النجاح مرتبط به.

 

تاريخ الخبر: 2022-03-29 00:20:58
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

البنك المركزي الصيني يضخ ملياري يوان في النظام المصرفي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:22:39
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 56%

من أجل سلامتكم عليكم بالإخلاء.. ماذا طلبت إسرائيل من سكان رف

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:22:33
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعو سكان شرق رفح إلى "الإخلاء الفور

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:22:14
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

الدوري الإسباني.. النصيري يواصل تألقه

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:25:16
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 61%

لماذا يريد جيش الاحتلال إخلاء 1000 فلسطيني من رفح الفلسطينية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:22:20
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 69%

إسرائيل: استخدام منشورات ورسائل لتشجيع المواطنين على الإجلاء

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:22:25
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية