متى يعود النظام الجزائري إلى رشده ويؤيد الحق المغربي؟

 

د.خالد فتحي

لم لا تجعل الجزائر من  موقف اسبانيا الجديد خلاصا تاريخيا لها من ورطتها  ،  وتعلن على الملأ تأييدها للسيادة المغربية على الصحراء ، فتصحح بهذا الإعلان سلوكا تدل كل القرائن والتحولات أنه يسير بها نحو طريق مسدود ونحو العزلة .

لست أفهم فعلا ،لم كل هذه  المكابرة ؟  ولم كل هذا العناد؟ و هذه العزة بالفرقة و الخصام ؟؟.

أنملك ان نمنع الحق من أن يصدح؟ أو أن نمسك الشرعية عن أن ترشح؟؟  

لماذا تتأخر الجزائر اذن كل هذا الوقت لنقطة الوصول؟؟. لماذا لا تستعجل التاريخ ؟؟، و لماذا يستمرئ نظامها ان يناطح بإصرار الحجر والصندل؟. لماذا  تبقي الانفصاليين بسجل حالتها المدنية ولا تتحلل؟ ، فوطنهم قد قال لهم منذ زمن إنه رحيم ويغفر. ليست الجزائر بالبلد الذي ينبغي أن  يغيب عنه الحق المغربي في صحرائه. وما هي بالبلد الذي يجهل ان الصحراء هي لب الوجود المغربي ،و انها هي الجوهر.

 فقد آن لهذا الصراع ان يذوي و كفى ان يجتر؟ .ولشعوبنا ان تعتز بالوحدة وتفخر؟

أليست ترى الجزائر ان مدريد حين وضعت نقطة النهاية، قد بددت وهما قد طال كثيرا وعمر، أبدا لم تصبأ اسبانيا اوتتنصل، وانما هي الآن ترشد وهي تتعقل.

 ومع كل السبق الإسباني، يقول المنطق ومعه  التاريخ، إن الجزائر هي الأولى ان لا تتردد، والأجدر أن تعترف قبل الآخرين بسيادتنا على الصحراء المغربية ،هل يا  ترى  هناك الآن  عرش او مملكة  من المحيط الى الخليج منا أقدم ؟؟؟

المستقبل أيضا يفرض ان تقلب الجزائر الطاولة على نفسها، وأن تنتصر على ظلمها بأن تكف عنه، وتترك للأجيال المغاربية الحالية والقادمة حق الحلم في التنمية.. في الرفاه، و في الوصول معا الى القمة .

الى متى نعيش  اللامغرب عوض بناء  المغرب الكبير .و حتى متى ننعش بفرقتنا بطالة الشباب ونعمق يأسهم؟  ،وحتى متى تبحر قوارب الموت نحو الضفة الأخرى ؟؟حتى متى  يفضل البعض منا مواجهة  الحراكات على ان يواجه أحقاده وضغائنه وثارته القديمة المتوهمة؟؟

الآن قد  حصحص الحق .وسطعت شمس الحقيقة، فهل للجزائر ان  تنخرط في هذه الديناميكية  التي  اطلقها الاعتراف الاسباني ، فاطلق  معها رصاصة الرحمة على هذا الصراع المفتعل،انه الاعتراف الذي جعل اسبانيا تغتسل من الخطيئة الأولى حين ولادة ماسمي بالبوليزاريو ،  ويثبث أن  الدول أيضا  كما الأفراد لاتطيق عذاب الضمير وكتمان الشهادة إلى مالا نهاية.فلماذا يترك ضمير الشعب الجزائري ليتعذب؟؟

اسبانيا دليل أوروبا في هذا الملف، لانها الخبيرة العارفة في رأيها بكواليس ومجاهل الصراع، و هي ايضا الصانعة الرئيسة لمواقف  امريكا الجنوبية بخصوص الصحراء المغربية لأسباب تاريخية وثقافية، وبالتالي ليس  للمغرب مستقبلا الا الانتصارات يحصدها، فهلا كانت الجزائر معنا قبل كل المؤيدين لمغربية الصحراء، وسبقت كل من تبقى من الدول الى الاعتراف بحقنا التاريخي .

لانسعى أبدا لجزائر مهزومة، وانما لجزائر منتصرة برزانتها... جزائر تضع  يدها في يد  المغرب لبناء المغرب الكبير الذي لافرق فيه بين مغربي وجزائري وليبي وموريتاني وتونسي،مغرب لا حدود فيه، اليست الحدود من صنع الاستعمار ؟؟ ثم أنقسم بلاداننا أكثر مما قسمها لنا المحتلون؟؟؟.

ألا يمكننا أن نكتب معا التاريخ ،ونثبت للعالم اننا أمة واحدة، وملة واحدة، ومصير مشترك.

توجد الكرة مرة أخرى بملعب الجزائر ،وهي تملك ان تضع حدا لكل هذا الشتات، وهذا التنابز الذي لايليق، فتونس تختنق، وديمقراطيتها تئن وتترنح بسبب ضعف الاقتصاد وضيق  العمق الترابي،وليبيا تتفتت لغياب مشروع مغاربي طموح يتجاوز فرقتها، ويسفه احترابها حتى يصير غير ذي موضوع ،وموريتانيا الفتية قد أعياها خلاف الشقيقين، وتتطلع للانصهار الكبير حيث نتقدم جميعا، والجزائر نفسها لا حل لأدوائها الا في الالتحام مع المغرب  وفي ركوبها القطار السريع الذي يربط نواكشوط والرباط والجزائر وتونس وطرابلس ،والمغرب يبقى دائما البلد الذي لاتتحقق هويته الكاملة الحقة إلا في الاتحاد المغاربي.

نتمنى أن تزيل الجزائر الدولة نظارتها السوداء ، وتنظر الى المستقبل الباسم ،وتبارك القرار الاسباني، وتنسج على منواله، فهو يزودها بالحيثيات و يهيئ لها سياق التحول الى مساندة الحق المغربي في الصحراء المغربية . هي بذلك سوف  تحقق  اولا أمنية الشعب الجزائري الذي  قد فهم قبل حكامه ان لا ناقة له ولاجمل في افتعال مشكل جنوب المغرب. وتجيب على الحراك المكتوم بالقرارات الصائبة الشافية .وتلبي أيضا رغبة  كل المغاربة وكل المغاربيين الذين سيحتفون بالقرار الجزائري كتحول وكمنعطف تاريخي يحيي لدى مغربنا العربي  الآمال الذابلة ويدفعه دفعا لاستعادة ألق الأمجاد الغابرة.

نتمنى للجزائر ان تثبت للعالم ان الدم المغاربي مهما طال الزمن لايتحول الى ماء،وان العروبة باقية ،وانها الأجدر بأن تقر بسيادة المغرب على صحرائه قبل اسبانيا، وألمانيا،  فرنسا ،وروسيا ،وامريكا ،ودول العالم أجمعين .فأنا أمني النفس ان أرى اليوم قبل الغد حكومتنا الفيدرالية وبرلماننا المغاربي  الموحد.لماذا نظل نتفرق...لماذا  لانتكتل، والكل حولنا يتكتل ؟؟.

 

نحن باختصار نريد من الجزائر..جزائرنا.

تاريخ الخبر: 2022-03-31 00:23:26
المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 74%
الأهمية: 75%

آخر الأخبار حول العالم

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:18
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

دورة مدريد لكرة المضرب: الروسي روبليف ي قصي ألكاراس حامل اللقب

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:24:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 51%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية