كتاب يكشف أسرار «ثورة 30 يونيو».. إقصاء «الإرهابية» الذى مهد لنشأة نظام عالمى جديد

«جاءت ثورة ٣٠ يونيو فى حشد سلمى لم تشهده البشرية من قبل، لتضع الرؤية الاستراتيجية العلمية والعملية لإعداد مشروع قومى يلتف حوله العموم، وتعمل على بناء التماسك المجتمعى لإحداث الاستقرار الأمنى والسياسى لتأسيس دولة ديمقراطية عصرية، قادرة على إحداث التنمية الشاملة الحقيقية لجميع مقدراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بما يضمن صيانة أمنها القومى».

بذلك، قدم اللواء الدكتور مصطفى كامل محمد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، رؤيته، التى طرحها فى كتابه «ثورة ٣٠ يونيو وتأثيرها على المعادلات والتوازنات الاستراتيجية ودور مصر»، الصادر مؤخرًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، فى ٢٥٧ صفحة من القطع الكبير، مقسمة إلى تمهيد و٦ فصول وخاتمة.

وقدم مؤلف الكتاب تحليلًا وافيًا لتأثير ثورة ٣٠ يونيو على المعادلات والتوازنات الاستراتيجية، فى ضوء النتائج التى ترتبت على هذه الثورة، وعلى رأسها إقصاء جماعة الإخوان الإرهابية عن حكم مصر.

وفى الفصل الأول من الكتاب، الذى حمل عنوان «تأصيل مفهوم مصطلح التوازن الاستراتيجى»، كشف اللواء مصطفى كامل محمد عن الأصول النظرية لمصطلح «التوازن الاستراتيجى».

وأوضح أنه تلك الحالة التى تتعادل وتتكافأ عندها المقدرات البنائية والسلوكية والقيمية لدولة ما منفردة، أو مجموعة من الدول المتحالفة مع غيرها من الوحدات السياسية المتنافسة معها، بحيث تضمن هذه الحالة للدولة أو مجموعة الدول المتحالفة، ردعًا أو مجابهة للتهديدات الموجهة ضدها من دولة أخرى أو أكثر، وبما يمكنها أيضًا من التحرك السريع وحرية العمل فى جميع المجالات، للعودة إلى هذه الحالة عند اختلالها لتحقيق الاستقرار الأمنى والسياسى.

وكشف، أيضًا، عن أبعاد التوازن الاستراتيجى الثلاثة، ومكوناته وعناصره، لافتًا إلى أن البعد البنيانى قوامه هو التعادل والتكافؤ بين مقدرات القوى الفاعلة، والبعد السلوكى قوامه مرونة وحركية التفاعلات بين القوى، ومدى الارتباط والاعتماد المتبادل بينها، فيما ينصرف البعد القيمى إلى مدى إدراك ورضا القوى الفاعلة فى النسق الإقليمى فى منطقة إقليمية معينة عن حالة التوازن الاستراتيجى القائمة، أو التى قد تنشأ فى ظل المتغيرات الإقليمية أو الدولية.

وفى الفصل الثانى، الذى حمل عنوان «التنظيم الدولى لجماعة الإخوان ومنهجه الفكرى والتطبيقى»، أوضح اللواء مصطفى كامل محمد أن الواقع يشير إلى أن ثورة ٣٠ يونيو قد فرضت نفسها كأكثر المتغيرات أهمية على الساحتين الدولية والإقليمية، إذ تميزت أحداثها بسرعة وكثافة تراكم تفاعلاتها، فأثرت تأثيرًا بالغًا على المعادلتين الدولية والإقليمية.

وتناول خلال هذا الفصل، فى إيجاز شديد، التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية من حيث النشأة والتطور، والمنهج الفكرى والمنهج التطبيقى لتنظيم هذه الجماعة الإرهابية، واستيلاء التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية على حكم مصر بمساعدة الولايات المتحدة، بعد أن قدمت نفسها للإدارة الأمريكية على أنها البديل المناسب لنظام حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك. 

وأضاف: «بعد أن أبدى هذا التنظيم الدولى استعداده الكامل ورغبته الصادقة فى صيانة مصالحها فى المنطقة، خاصة تلك التى تتعلق بأمن إسرائيل المطلق، تظاهرت الولايات المتحدة بأنها وجدت البديل المناسب فى هذا التنظيم، الذى يعتنق الإسلام الوسطى، فعززت وصوله إلى حكم مصر، ليتسق مع نظام الحكم فى تركيا، وعملت على التعجيل لإسقاط نظام مبارك، وتحقيق هدفها الرئيس فى المنطقة، وفقًا لمنظورها الجيوبوليتيكى فى تحقيق مشروعها (إعادة هيكلة وتشكيل الشرق الأوسط الكبير)». 

كما كشف مؤلف الكتاب، فى صفحات هذا الفصل، عن أن تفاعلات أحداث ثورة ٣٠ يونيو قد بدأت قبل نحو شهرين تقريبًا من حدوثها بفكرة عبقرية رغم بساطتها البالغة، عرفت بحركة «تمرد»، وتمكنت هذه الحركة من تجميع أكثر من ٢٢ مليون وثيقة لسحب الثقة من الرئيس الإخوانى محمد مرسى، وحددت يوم ٣٠ يونيو بداية لفعاليات الثورة.

وفى الفصل الثالث، الذى حمل عنوان «الحروب العالمية والثورات الشعبية وتأثيرها فى البيئة الاستراتيجية الأمنية الدولية»، أوضح اللواء مصطفى كامل محمد، طبيعة أهم التحولات والظواهر التى أثرت تأثيرًا كبيرًا فى البيئة الأمنية الاستراتيجية الدولية، وعلى رأسها الحربان العالميتان الأولى والثانية، والثورات الشعبية التى حدثت على مر التاريخ على نحو عام، والثورة الفرنسية، والثورة البلشفية فى روسيا، والثورة الإسلامية فى إيران على نحو خاص.

كما تناول سنوات العقد الثانى من القرن الحالى فى المنطقة العربية، أو ما يعرف بـ«ثورات الربيع»، وكذلك ثورة ٣٠ يونيو فى مصر، لافتًا إلى أنه غالبا ما تهيئ مثل تلك الحروب والثورات أنسب الظروف لنشأة وارتقاء نظام دولى جديد، بدلًا من النظام الدولى القائم.

وفى الفصل الرابع، الذى جاء بعنوان «أبرز المتغيرات والتحولات الإقليمية والدولية وتأثيرها فى البيئة الاستراتيجية»، تناول اللواء مصطفى كامل محمد، التحولات والمتغيرات التى حدثت فى منطقة الشرق الأوسط على نحو عام، وفى المنطقة العربية على نحو خاص، ثم أوضح تأثير ثورة ٣٠ يونيو فى التوازنات والمعادلات الدولية والإقليمية.

وفى الفصل السادس، أوضح أن تأثير ثورة ٣٠ يونيو يشير لدور مصر، التى تعد قلب المنطقة العربية، التى تمثل بدورها المكون الرئيس للنسق الإقليمى لمنطقة الشرق الأوسط، وهو الإقليم ذو الأهمية الجيوستراتيجية المطلقة لجميع الاستراتيجيات العالمية التى نشأت على مر التاريخ.

وتابع: «لما كانت مصر تعد من أكثر الدول تأثرًا بتفاعلات هذه التحولات والمتغيرات بحكم موقعها الجيوستراتيجى الفريد، وبحكم مكانتها الحضارية، وقوتها الشاملة، الأمر الذى جعلها قائدة لتفاعلات المنطقة العربية، أصبح لزامًا عليها إجراء الدراسات الدقيقة كل حين لتحليل وتقييم تأثير تفاعلات هذه المتغيرات وتلك التحولات؛ ليس فقط فى الدولة المصرية، بل فى المنطقة العربية والنسق الإقليمى للشرق الأوسط بأسره».

تاريخ الخبر: 2022-04-01 00:21:04
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 51%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

يوفنتوس يتوّج بلقب كأس إيطاليا للمرّة 15 في تاريخه

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 12:26:27
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 54%

استمرار "الحرمان" من وصل الإيداع يشعل غضب حماة المال العام

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 12:26:06
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

يوفنتوس يتوّج بلقب كأس إيطاليا للمرّة 15 في تاريخه

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 12:26:31
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 50%

‎مانشستر سيتي يهدد مشاركة جيرونا التاريخية في دوري الأبطال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 12:26:26
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 61%

‎مانشستر سيتي يهدد مشاركة جيرونا التاريخية في دوري الأبطال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 12:26:22
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية