باحثون يظهرون عجزهم عن الفهم السليم «1»


ركن نقاش

باحثون يظهرون عجزهم عن الفهم السليم «1»

عيسى إبراهيم

سمى نفسه “المركز الإسلامي للدعوة والدراسات المقارنة” وأولى درجات الحياد أن يتفادى القائمون بأمره الانتساب إلى عقيدة معينة فماذا يضير إذا انتسبوا إلى السودان فحسب وسموا أنفسهم “المركز السوداني للدراسات المقارنة” وفصلوا مهام الدعوة عن الدراسات المقارنة؟!..

د. إسماعيل صديق عثمان يتحدث عن الإنسان الكامل عند محمود محمد طه تحت عنوان سلسلة نقد الفكر الجمهوري “مناقشة نقدية تحليلية أكاديمية ليست بها أحكام”.. د. عماد صالح موسى هو مدير المركز..

مدخل:

إدعاء العلمية ونقد الفكرة الجمهورية والنفس البارد حسنة ولكنها غير مكتملة والبداهة كانت تقتضي إخطار الجمهوريين بنية المركز الإسلامي للدراسات المقارنة ويدعونهم للحضور لمصلحة الجميع ولكنهم لم يفعلوا لذا تتعدد أخطاؤهم..

من ذلك مثلاً قولهم “ليس كمثله شيئ” يعنون أن الذات الإلهية لا مثيل لها فإن أراد الله نفي المثيل عنه لقال: “ليس مثله شيئ” والذين يقولون إن الكاف زائدة يعلنون أن في القران لغواً (تعالى الله عن ذلك) فالله له مثيل ومعنى “ليس كمثله شيئ” أن لا مثيل لمثله لا كون ككونه.. والحديث “إن الله خلق آدم على صورته.. والحديث الآخر إن الله خلق آدم على صورة الرحمن وكلاهما يشير إلى المثلية” والتماثل في الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام.. والذات في قمة الكمال والإنسان في طرف النقص والإنسان سائر من نقصه لكماله ليعرف الذات وتمتنع الاحاطة بها سرمداً.. الأمر الآخر (وأشار له المتحدث) فالذات الإلهية عند الجمهوريين هي المتفردة بالربوبية والإنسان الكامل هو العبودية.. أنا أدعو الجميع للاستماع إلى نقد هذا المركز للفكرة والمقارنة.. الذات الإلهية لا تسمى ولا يشار إليها في زمان ولا يشار إليها في مكان ولا ترى بالعين المجرّدة وهي لا تسمى لأنها لا تقوم معها الأشياء وإنما تقوم بها ويعبر عن الذات الإلهية الحديث: “كان الله ولا شيئ معه وهو على ما عليه كان”.. ونحن نسمى لوجودنا في التعدد.. وأسماء الله الحسنى أسماء علم على الذات الحادثة فإن كانت للذات القديمة فاجيبوا ماذا يعني اسم المؤمن للذات القديمة وكيف تكون الذات القديمة مصدّقة بشيئ يعلوها وغير موقنة به (تعالت الذات عن ذلك) لذا هو في حق الذات الحادثة لا القديمة فهي مصدّقة وستظل مصدقة لأن الاحاطة بالقديم معرفة ممتنعة سرمداً..

1/ الفكرة الجمهورية هي الدين وهي الحق الذي ما دونه إلا الباطل:

يستنكر الباحث المتحدِّث هذه المقولة باعتبارها تحصر الدين في الفكرة الجمهورية فحسب والمتأمل لما تعنيه المقولة يجدها حقيقة كذلك إذ أن الدعوة هي لاتباع سنة المعصوم التي هي تكليفه قدر طاقته فقد كان المسلم الوحيد بين مؤمنين فالدعوة هنا للإسلام الأخير لا الإسلام الأول (الإسلام الإيمان الإحسان) الذي هو فقط قول باللسان وعمل بالجوارح بلا إيمان والإسلام الأخير في الدرجة السابعة متجاوزاً لإحسان وثالوث الإيقان إلى الإسلام وهو تسليم الإرادة العارية لصاحب الإرادة الحقيقية الذات المطلقة..

2/ الفكرة هي وحدها الداعية إلى الله (العايز يلتزم الفكرة لازم يغتسل): يتواصل استنكار الباحث لمستوى الدعوة وما قلناه بعاليه نعتمده حجةً هنا أيضاً لأن الدعوة هي أيضا للإسلام الأخير والاغتسال تجديد للنية بالدخول في المستوى الأخير للإسلام!!..

3/ الفكرة هي الإسلام عائداً من جديد، وهي الدعوة الوحيدة الناطقة عن المصحف:  وهل لدى الباحث شكٌ في ذلك إذا استصحب دفوعاتنا بما ورد في الفقرتين السابقتين اللتين تؤكدان فرادة الفكرة محتوى ودعوة!!..

4/ التاريخ يكتب هذه الأيام: نعم يكتب التاريخ ليؤرخ للدعوة إلى الإسلام الأخير في أصول القرآن “القرآن المكي” لا القرآن المدني الذي هو قرآن الفروع المتنزِّل من الأصول لمخاطبته الناس قدر طاقتهم “وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون” التعبير أنزلنا يختلف عن نزل فالإنزال للقرآن كله والتنزيل للقدر الذي يطيقونه!!..

5/ خروج المرأة لأول مرة للدعوة إلى الدين: ما أورده الباحث عن اليهودية لا يطعن في خروج المرأة لأول مرة داعيةً للدين معايشةً وحملاً وتبليغاً بهذه الكثافة والمقدرة بعد خروجها وتعلّمها واستردادها لعقلها ودينها مساوية للرجل حذوها والنعل بالنعل..

6/ الإنشاد وعبودية النبي ومعرفته بربه لا المديح:

فرق الجمهوريون بين المديح (أولاد حاج الماحي ومن سبقهم وأولاد البرعي ومن تلاهم) والفرق أن المديح كان متعلقاً بظاهر كمالات النبي الخلقية والإنشاد المتعلق بكمالاته الخلقية وعلاقة قلبه وتعلّقه بربه!..

7/ كل معارض عارض أوهاماً لا الفكرة الجمهورية:

وافق الباحث على وصف الفكرة لمعارضيها وأنهم عارضوا أوهاماً لا الفكرة، وأكد أن ما يقولونه الآن يختلف عن أوهام السابقين ويكفي أن نورد أنه كباحث ومعارض للفكرة الجمهورية يدّعي أن الجمهوريين يعبدون الإنسان الكامل لا الذات المطلقة رغم أن الفقرة أوضحت بجلاء الفرق بين الكون بمجراته وشموسه وكواكبه وجماده ونباته وحيوانه وبشره وعلى رأسه الإنسان الكامل يمثلون “العبودية” والمطلق في إطلاقه الذي لا يبلغ سرمداً هو “الألوهية’!!..

8/ دينا ما دين قراية التوحيد جوهر “عمل” لا يعرف بالقراءة حقيقة القرآن لا تعرف عن طريق القراءة:

يحتج الباحث بأول آية قرآنية نزلت “إقرأ” ويعتمدها موسلة للذات ويتناسى الآية “يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون” ويتناسى “من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم” فديننا في أساسه دين عمل لا دين قراءة فحسب.

ويعيب الباحث المتكلِّم على الأستاذ محمود أنه لم ينتم إلى معهدٍ ديني كأنما الدين لا يعرف إلا عن طريق التلقين ويقول:  لم يكن له شيخ ويتناسى عمداً أو جهلاً شيخ الشيوخ النبي الأمي المبعوث رحمة للعالمين (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)..

قمة الزوجية: تتبدى في الآية “سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون” من هنا تأتي قمة الزوجية- مما لا يعلمون- من الذات المطلقة (الربوبية) ومن الذات الحادثة (العبودية)..

ثالوث الولاية والنبوة والرسالة: “مقام النبوة في برذخ فويق الرسالة دون الولي” وولاية النبي تأتي من كونه لاقى ربه وقد تخلّف عنه جبريل وقال في ذلك: “لي ساعة مع  ربي لا يسعني فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل” ومن ولايته استمدت جميع الولايات ومقامه كنبي يأتي من تبليغه النبوة بواسطة جبريل أما الرسالة فأتت ثمرة لنبوته..

eisay1947@gmail.com

تاريخ الخبر: 2022-04-01 00:22:07
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

انعطافة حاسمة في تنفيذ المشروع العملاق بين إسبانيا والمغرب

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:08:54
مستوى الصحة: 66% الأهمية: 73%

تطورات جديدة ومثيرة في أزمة مباراة إتحاد الجزائر ونهضة بركان

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:08:50
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 73%

رسميا.. اكتمال مجموعة المنتخب المغربي في أولمبياد باريس 2024

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:08:48
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 84%

ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار طريق سريع جنوب الصين إلى 48 شخصا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:07:21
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 86%

الجيش الملكي يطيح بنهضة بركان ويعبر إلى ثمن نهائي كأس العرش

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:08:57
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية