مفتى الجمهورية: أصحاب الفكر المتطرف «أعداء الوطن».. ونقدر أى «نقد بناء»

الرئيس السيسى يحمل على عاتقه هم تجديد الخطاب الدينى لأنه «واجب الوقت»

دار الإفتاء ليست «مسيّسة» وعازمون بقوة على مواجهة الجماعات المتشددة

مستمرون فى خطتنا لتعزيز الاتصال بالجمهور ونستهدف فتح 4 فروع كل عام بالمحافظات

دخلنا «تيك توك» لإغراقه بالمحتوى النافع.. ونواجه حروب الجيل الرابع بـ«فتوى تريند»

دشنا وحدة الرسوم المتحركة للرد على الفتاوى المتطرفة بأسلوب مبسط يصل للجميع

قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن دار الإفتاء المصرية تقدم وجبة دينية وثقافية دسمة، وحزمة من الخدمات الشرعية التى تسهل عملية التواصل بين المفتى والمستفتى، خلال شهر رمضان الكريم، مع الاستمرار فى الخطة الخمسية التى يجرى تنفيذها لتعزيز الاتصال بالجمهور، عبر فتح ٤ أو ٥ فروع جديدة للدار كل عام بالمحافظات، وإغراق صفحات التواصل الاجتماعى بسيل من المعلومات السليمة التى تصحح الأفكار المغلوطة.

وشدد مفتى الجمهورية، فى حواره مع «الدستور»، على أن تجديد الخطاب الدينى والإفتائى هو واجب الوقت وضرورة حتمية، لذا يحمل الرئيس عبدالفتاح السيسى على عاتقه هذا الملف، مشيرًا إلى أن الدار دشنت وحدة الرسوم المتحركة للرد على الفتاوى المتطرفة بأسلوب مبسط، مع العمل على إصدار تقرير شهرى، تحت مسمى «فتوى تريند»، للرد على فتاوى «دعاة التريند»، التى تهدف لإثارة الشائعات وتشويه الحقائق.

وأكد أن دار الإفتاء ليست «مسيسة»، ولا تأخذ تعليمات من أحد، ولا تخضع لأى إملاءات، لكن المصلحة العامة جزء من عمل المفتى، لذا فإن الدار لا تلتفت للتعليقات المسيئة التى ترد إليها على مواقع التواصل الاجتماعى، والتى يقف خلفها أعداء الوطن من أصحاب الفكر الإخوانى المتطرف، لكنها، فى المقابل، تهتم بالنقد البناء، والمقترحات الموضوعية.

■ بداية.. ما تفاصيل خطة دار الإفتاء للعمل فى شهر رمضان المبارك؟

- تقدم دار الإفتاء المصرية وجبة دينية واجتماعية وتثقيفية دسمة خلال شهر رمضان لفهم صحيح الدين، ومع حلول الشهر الكريم ندعو جموع المسلمين إلى اغتنام أيام هذا الشهر الفضيل فى إصلاح النفس والسلوك، والعمل البناء، وأن يخلصوا النية لله فى جميع أعمالهم وطاعتهم، عملًا بقول الله تعالى: «قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له».

ولدينا خلال شهر رمضان حزمة من الخدمات الشرعية التى تسهل عملية التواصل بين المفتى والمستفتى، منها ما يتم تقديمه من خلال إدارات الدار المختلفة بشكل مباشر، ومنها ما نقدمه من خلال حسابات الدار الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، فى إطار الحرص على تقديم وجبة إيمانية مكثفة خلال الشهر الفضيل تعين المسلم على الطاعة وتقدم له نماذج مختلفة ومتنوعة من الطاعات والعبادات.

ونحن فى دار الإفتاء مستمرون فى خطتنا الخمسية التى يجرى تنفيذها تباعًا، وتهدف فى المقام الأول إلى تعزيز قنوات الاتصال مع الجمهور، وتيسير الحصول على الفتوى الصحيحة من أمناء الفتوى المتخصصين بدار الإفتاء، وغيرها من الخدمات الشرعية.

ومن المستهدف فتح ٣ أو ٤ فروع لدار الإفتاء كل عام، فى المحافظات، وتم بالفعل توقيع بروتوكول تعاون لتأسيس فرع لدار الإفتاء المصرية بمحافظة الغربية، كما افتتحنا فرعًا جديدًا فى محافظة بنى سويف، وذلك بمقر كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء فى جامعة بنى سويف، وكذلك تم توقيع بروتوكول تعاون لإنشاء فرع جديد بمطروح، هذا إلى جانب التنسيق لافتتاح فرعين آخرين بمحافظتى شمال سيناء وسوهاج.

■ ما الملفات التى تعمل عليها الدار فى الفترة الحالية؟

- بناء الوعى ومواجهة التطرف من الأمور التى تشغلنا دائمًا، ولذا نحن عازمون بقوة على مواجهة الجماعات المتشددة التى تزرع بذور الشقاق وتهدد السلم والأمن الفكرى والمجتمعى، عن طريق إغراق صفحات التواصل الاجتماعى بسيل من المعلومات السليمة تصحح الأفكار المغلوطة.

وفى إطار ذلك، نعمل من خلال صفحة دار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، التى تعد البداية لذلك الغرض، ومن خلالها نعمل على تصحيح المفاهيم عن طريق الفتاوى، ومن خلال البث المباشر اليومى على الصفحة، لمدة ساعة من الأحد إلى الخميس.

إلى جانب ذلك، نعقد مجالس الإفتاء فى المساجد الكبرى بالمحافظات، بالتعاون مع وزارة الأوقاف، ودشّنا وحدة الرسوم المتحركة للرد على الفتاوى المتطرفة بأسلوب مبسط يصل للجميع، لندفع الفكر المتشدد وندحضه، ولا نترك فراغًا يمكن أن تسده جماعات متشددة غير مختصة؛ لأن الفراغ لا بد أن يملأ، وإن لم يملأ بالحق ملئ بالباطل.

■ أصبحت ظاهرة «دعاة التريند» من أصحاب المقاطع المصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعى تحظى باهتمام كبير مؤخرًا.. فكيف تتعاملون مع ذلك؟

- نعكف، حاليًا، على استحداث نشاط جديد لمواجهة هذه الظاهرة، تحت مسمى «فتوى تريند»، وستكون عبارة عن تقرير شهرى، تصدره الدار، بعد رصد أكثر القضايا تأثيرًا خلال الشهر، وذلك على المستوى العالمى، ثم عرضها فى شكل تقرير مفصل يحتوى على الأحكام الصحيحة فيها، إضافة إلى عرض دراسات وأبحاث من شأنها المساعدة فى تفسير هذه «التريندات» بشكل علمى مقنع.

و«فتاوى التريند» تستهدف نشر محتوى معين بين الناس، سواء كان اجتماعيًّا أو سياسيًّا أو دينيًّا، بهدف إثارة الشائعات وتشويه الحقائق، لذا نرصد ما يتحرك على الأرض وما يتفاعل معه الناس وما يشغل بالهم، فمنذ بداية القرن الجديد، أخذت الحروب الميدانية والمواجهات المسلحة فى الانحسار، وحلّت محلها الحروب الإلكترونية، وحروب الجيلين الرابع والخامس، وصولًا إلى ما يسمى فى الوقت الحالى بـ«التريندات»، التى باتت تسوق الرأى العام سوقًا، من خلال الفتاوى والموضوعات، وما تثيره من تعليقات وردود ثم ردود على الردود.

■ يتزايد اهتمامكم بمواقع التواصل الاجتماعى، وصولًا إلى تدشين حساب خاص بالدار على موقع «تيك توك» ما أثار سخرية البعض.. فلماذا كان ذلك؟

-خلال الفترة السابقة، كان لدار الإفتاء المصرية جهود وتواجد فى كل وسائل التواصل الاجتماعى، بلا استثناء، وأهمها موقع «فيسبوك» بعدد ١٨ صفحة، بأكثر من لغة.

والاهتمام بتلك المواقع يأتى فى إطار التواصل المباشر مع الشباب، لبناء الوعى وتصحيح المفاهيم، والحفاظ على استقرار المجتمعات والدولة الوطنية، كما نسعى دائمًا إلى إيجاد موضع لنا على جميع وسائل التواصل الاجتماعى، لذا أنشأنا ذلك الحساب بعد رصد عدد من الفتاوى والأفكار الشاذة عبر هذا التطبيق. 

ولذلك، كانت دار الإفتاء المصرية أول مؤسسة دينية تدخل إلى تطبيق «تيك توك»، لأنها أرادت أن تبنى سياسة الإغراق بالمحتوى النافع والمعلومات الصحيحة وطيب الكلام وكل ما ينفع الناس.

ونحن، كما قلت، نرى ضرورة تكثيف التواجد على مواقع التواصل الاجتماعى، لما لذلك من تأثير وميزات، منها سرعة الانتشار، وكثافة استخدام الشباب للمواقع، وكونها تمثِّل أسلوب التواصل العصرى الجديد، لذا كان لا بدَّ من التواصل من خلالها، وإيصال المعلومات الدينية بشكل سهل. 

■ تواجه صفحاتكم هجمات عنيفة وتعليقات مسيئة.. فكيف تتعاملون معها؟

- بلا شك، هناك بعض التعليقات والتفاعلات المسيئة التى يقف خلفها أعداء الوطن من أصحاب الفكر الإخوانى المتطرف وغيرهم، وقد أوضحنا جميع شبهاتهم فى كثير من الفتاوى والإصدارات، مثل التأسلم السياسى وغيره، ولكن رغم ذلك هناك صنف آخر من التفاعلات، وهو صاحب النصيب الأكبر من الاهتمام والعناية، وهم أصحاب النقد البناء، لأننا نقدِّر أى مقترحات أو نقد بنَّاء قائم على المنهجية والموضوعية يوجَّه للدار.

■ يتهم البعض فى تعليقاته الدار بأنها مسيّسة.. فكيف ترون ذلك؟

- دار الإفتاء ليست «مسيّسة» بالمعنى الذى يقصده الناس، ولا تأخذ تعليمات من أحد، ولا تخضع لأى إملاءات، لكن المصلحة العامة جزء من عمل المفتى عندما ينظر فى المسائل المعروضة عليه، فقد تحتاج أجهزة الدولة أو المحاكم إلى إبداء دار الإفتاء الرأى الشرعى فى مسألة معينة، فتجيب عنها.

ونحن نتحدث عندما يرتبط الأمر بشق شرعى، وبعد سؤال الناس عن الأمر، لذا فنحن عندما نتحدث نقوم بواجبنا، ولا بد من الرجوع إلى أهل التخصص فى جميع المجالات، وهو ما نفعله فى الفتوى، فهى صنعة تحتاج إلى مهارة وتدريب وحرفية ومهنية خاصة؛ كما نقدر المصلحة العامة وحاجة المجتمع ونقدمها على المصلحة الخاصة، كمنهج فى إجراءات الفتوى.

■ نشرت الصفحة الرسمية للمتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية صورة ودية جمعتكم بالرئيس السيسى.. فما تفاصيل هذه الصورة؟

- هذه الصورة كانت عقب أداء صلاة الجمعة، مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بمسجد «المشير طنطاوى» فى التجمع الخامس، بالتزامن مع ذكرى «يوم الشهيد»، وجرى حديث ودى بيننا ظهر فيه مدى حرص الرئيس السيسى على بناء وعى المصريين وتصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة وتجديد الخطاب الدينى.

وليست هذه المرة الأولى التى ألتقى فيها السيد الرئيس، فقد التقيت به مع عدد من علماء الفتوى، على هامش المؤتمر العالمى السادس لدار الإفتاء المصرية، وتناقشنا فى عدد من القضايا المختلفة، ومن بينها تجديد الخطاب الدينى، والحفاظ على هوية الأمة وثوابتها. 

والنقاش كان هادفًا للغاية، فالرئيس السيسى دائمًا ما يدعو إلى تجديد دينى منضبط، ومنذ تولى مهامه وهو يحمل على عاتقه هم قضية تجديد الخطاب الدينى، ويهتم بضرورة إظهار هذا الدين فى ثوبه الحضارى، مع المحافظة على الثوابت، ومراعاة المتغيرات، والانطلاق بالنص الشرعى بفهمه الدقيق الرشيد إلى الواقع المتغير الذى يستطيع من خلاله العقل المنضبط معالجة قضايا العصر.

■ ما أكثر الموضوعات التى ترد إلى الدار طلبًا للفتوى؟

- تستقبل الدار شهريًّا ما يقرب من ٤ آلاف إلى ٥ آلاف طلب فتوى عن الطلاق، أغلبها عبارة عن أيمان وحلف بالطلاق، يقع منها واحد فى الألف، وربما لا يقع منها شىء.

والتعامل مع حالات الطلاق يتم وفق طريقة منظمة ومنضبطة، تمر بثلاث مراحل؛ تبدأ بتعامل أمين الفتوى معها، فإذا لم يتيسر الحل لأمناء الفتوى بوجود شك فى وقوع الطلاق تحال إلى لجنة مختصة مكونة من ثلاثة علماء؛ وإذا كانت هناك شبهة فى وقوع الطلاق، تُحال إلىّ شخصيًّا، وربما أستضيف أطراف واقعة الطلاق فى مكتبى للتأكد من وقوع الطلاق أو لإيجاد حل، وهذا من باب المحافظة على الأسرة التى هى نواة المجتمع.

لذلك، أطلقنا فى الأعوام الأخيرة عدة دورات وبرامج متخصصة من أجل تحصين بناء الأسرة؛ مثل برنامج «تأهيل المقبلين على الزواج»، الذى يهدف إلى توعية المقبلين على الزواج، وكذلك إنشاء وحدة متخصصة للإرشاد الأسرى والزوجى، تُحال إليها المشكلات من إدارات الفتوى المختلفة، وكذلك إدارة فض المنازعات الأسرية.

يهتم المجتمع والقيادة السياسية كثيرًا بتجديد الخطاب الدينى.. فما تقييمكم لما تم فى هذا الملف حتى الآن؟

- تجديد الخطاب الدينى والإفتائى واجب الوقت وضرورة حتمية، والاهتمام البالغ بتجديده ينطلق من الإيمان بأنه الخطاب الأكثر قدرة وفعالية على التوجيه، وتعديل المسارات السلوكية والأخلاقية فى المجتمعات العربية والإسلامية. والدار، تنشر عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعى، رسائل للمواطنين، خاصة الشباب، فى مقاطع مصورة، مدتها دقيقتان، تيسيرًا على المتابعين، فمن الضرورى أن نخاطب العالم والناس على قدر عقولهم، فالجلوس مع البسطاء والعوام له لغة ومصطلحات، والجلوس مع رجال العلم له مصطلحات أخرى، وذلك من أجل إيصال الفهم الصحيح للدين، الذى يؤدى للتعمير والبناء وإزالة الغبار الذى أثاره بعض الأفكار المتطرفة.

 

تاريخ الخبر: 2022-04-01 21:20:57
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

عاجل.. لحظة خروج الدكتور التازي من سجن عكاش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:25:38
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٤)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:21:31
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

عاجل.. لحظة خروج الدكتور التازي من سجن عكاش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:25:45
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية