ألقت الحرب المستعرة في أوكرانيا، التي تسببت في رفع أسعار المحروقات والغذاء في كثير من الدول العربية، بظلالها هذا العام على أقدس الشهور الإسلامية، إذ تُعَدّ التجمّعات الواسعة والاحتفالات الأسرية أحد تقاليد الشهر.

وكان كثيرون يأملون أن يكون الشهر أكثر سعادة بعد أن حرمت جائحة فيروس كورونا مليارَي مسلم حول العالم خلال العامين الماضيين طقوس شهر رمضان المبهجة.

ولكن بدلاً من ذلك، وجد كثيرون أنه حتى الأشياء الأساسية باتت باهظة الثمن هذا العام.

أُذيعَ البيان السعودي الخاصّ بحلول شهر رمضان، الذي يعتمد على منهجية رؤية القمر، في التليفزيون الرسمي للبلاد.

في بيروت كانت الاحتفالات صامتة، وعبّر كثيرون عن صدمتهم من ارتفاع الأسعار التي تصاعدت أكثر بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الشهر الماضي.

ويواجه اللبنانيون أسوأ أزمة اقتصادية في بلادهم على مدار العامين الماضيين، إذ انهارت العملة وسقطت الطبقة الوسطى في البلاد في براثن الفقر.

وفي أفغانستان، حيث سيطرت حركة طالبان على البلاد في أغسطس/آب الماضي، أعلنت المحكمة العليا أن أول أيام شهر رمضان سيكون السبت، حسبما قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، في تغريدة.

وستبدأ جارتُها باكستان الصوم السبت أيضاً.

وفي القاهرة، حيث ترى التقاليد الرمضانية من فوانيس ملونة وأضواء معلقة في جميع أنحاء الأزقة الضيقة بالمدينة، خرج المتسوقون في وقت سابق هذا الأسبوع لشراء البقالة والزينة وغيرها، على الرغم من أن كثيرين لم يتمكنوا من شراء كثير كما كان في العام الماضي.

ومصر أكبر مستورد للقمح في العالم، واستوردت معظم واردات القمح من روسيا وأوكرانيا في السنوات الأخيرة، كما شهدت عملة الدولة انخفاضاً كبيراً في الأيام الأخيرة، مما زاد الضغوط الأخرى التي رفعت الأسعار.

وفي الدوحة عاصمة قطر، سارت الاستعدادات لرمضان هذا العام جنباً إلى جنب مع الاستعدادات لبطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستُقام هناك في نوفمبر/تشرين الثاني. وكانت الأضواء التي تزيّن الشوارع في رمضان عادة لافتات تحتفل بأكبر حدث لكرة القدم، ورقص المشجعون تحت الأعلام التي تمثّل مختلف البلدان.

ومع الهجوم الروسي على أوكرانيا، يتساءل ملايين الأشخاص في الشرق الأوسط الذين انقلبت حياتهم بالفعل بسبب الصراع والنزوح والفقر، من لبنان والعراق وسوريا إلى السودان واليمن، من أين ستأتي وجباتهم التالية.

وتمثّل أوكرانيا وروسيا ثلث صادرات القمح والشعير العالمية، التي تعتمد عليها دول الشرق الأوسط لإطعام ملايين الأشخاص الذين يعيشون على الخبز المدعوم والمكرونة بأسعار معقولة، كما أنهما من كبار المصدّرين للحبوب الأخرى وزيت بذور دوار الشمس المستخدم في الطهي.

وفي قطاع غزة كان عدد قليل من الناس يتسوّق الجمعة في الأسواق التي تزدحم عادةً في هذا الوقت من العام.

TRT عربي - وكالات