وما زال قطار الخير مستمرا لا يتوقف، وتستمر مؤسسة مصطفى وعلى أمين الخيرية عن طريق «أسبوع الشفاء» الذى ساهم فى رسم البسمة على وجوه البسطاء، والمساهمة فى رفع الألم وعلاج البسطاء منذ أن أسسها الكبيران مصطفى وعلى أمين فى شهر فبراير عام 1954 لتجوب ربوع مصر.
ولكن محطتها هذه المرة وصلت الى «مطروح».. لتشارك فى مداوة أكثر من 6 آلاف حالة علاج، ليس هذا فحسب بل المشاركة فى إجراء 180 عملية جراحية كل هذا بالقافلة الطبية التى شاركت الأزهر فيها، ليودعها آلاف البسطاء بعد انتهاء القافلة بالورود ويقدمون لها كل آيات الشكر، بعد أن كانت سببا فى رفع الألم.
والله يابنى الكلام ميوصفش اللى جوايا، كفايه ان عينى مبقتش توجعنى».. بهذه الكلمات المعبرة وأعين امتزجت بالسعادة والدموع انطلقت أولى كلمات فتحى حبون مزارع بسيط على مشارف عامه الـ60.. القدر كان له الاختيار الأصعب فى أن ينال من عينه، فى بداية الأمر ظن أن الألم بسبب الإرهاق وظن أن الراحة قد تضمد هذا الألم، وبالفعل حاول الراحة ليومين على الرغم من كارثية هذا الأمر له .. خاصة أن راحة يوم تعنى عدم توافر «اليوميه» والتى بالكاد تكفيه هو واسرته، ولكن الألم أبى أن يتوقف بل تطور الأمر واصبحت الرؤية ضبابية، وأصبح يعانى من صعوبة الرؤية فى الليل.
ويعانى من حساسية تجاه الضوء ويرى هالات حول الضوء، ليضطر ان يذهب للطبيب بعد تدهور حالته.. صدمة بالغة فاجأه بها الطبيب عندما اخبره انه مصاب بالمياه البيضاء ولا سبيل لعلاجها إلا بإجراء عملية جراحية، ليعصف بذهنه خوف شديد انتهى بسؤال «هى العملية ديه خطيره يا دكتور انت عارف ان عينى ديه راس مالي»، الإجابة كانت الأصعب وتسببت فى أن تسود الدنيا فى عينه وفق وصفه، بعد ان قال له الطبيب إن المشكلة ليست فى العملية لأنها اصبحت بسيطة ولكن المشكلة هى ان العملية تتكلف أكثر من 7 آلاف جنيه.. صدمة كبيرة أصابت فتحى حبون الذى ترك الطبيب دون ان يودعه تائها فى عاصفة من الأسئلة أهمها « هو انا اطمنت على عينى عشان اقدر ادفع 7 آلاف جنيه».
ولكن بعد كل هذا انتهى إلى أن رفع أكف الضراعة الى الله متوسلا اياه ان يرفع عنه الغمة، ليستجيب له القدر اخيرا وتقوم « ليلة القدر» بإجراء العملية له بالقافلة الطبية.. حينها عادت البسمة وانتهت ضبابية العين.
يقول فتحى : ان كلمات الشكر لا تكفى لوصف ما بداخله من فرحة بعد ان استطاع أن يجرى هذه العملية والتى ظن أن اجراءها أصبح مستحيلا نتاج انه لا يستطيع ان يتكفل تكلفتها العالية.. ويضيف أنه يعمل مزارعا « باليومية وانه يعول اسرة مكونة من ٥أبناء بالإضافة إلى ابنته المطلقة وولديها الاثنين.
تكافل وكرامة
ومن فتحى الى عائشة حسن محمد يستمر قطار الخير مع ليلة القدر.. السيدة التى بالكاد يبلغ إجمالى دخلها 410 جنيهات تحصل عليها من تكافل وكرامة.. كان للاختبار الإلهى لها مع الصبر رأى آخر.
واحتاجت ابنها لإجراء عملية اللوز وكانت تحتاج إلى اكثر من 3 الاف جنيه لإجرائها لابنتها.. ألم كبير كان يعتصر بها قلبها عندما كانت ترى ألم ابنتها دون أن تستطيع أن تداويها .. الألم كان يزداد عندما كانت ترى ضيق التنفس عند ابنتها ليلا بالإضافة إلى شعورها بالكسل وايضا الصداع المستمر.
ولكن ما باليد حيلة فعائشة لا تملك تكلفة العملية وهناك ثلاثة من الأبناء فى رقبتها يحتاجون لمن يوفر لهم احتياجاتهم والتى يصعب عليها توفيرها بالأساس، وتجد نفسها محاصرة بين ضيق اليد وقوة تحملها لألم ابنتها.
ولكن تبقى رحمة الله واسعة، وإنصافه للبسطاء حق مطلق، ويستجيب لدعائها الله بعد أن ضاقت عليها الأرض بما رحبت، وتعود لها راحة القلب بعد أن قامت «ليلة القدر» بإجراء العملية لها، واخيرا ينتهى كابوس ألم الابنة وألم قلب الأم الذى انفطر على ابنتها.
«والله يابنى مش عارف اقولك ايه بس انا لما كنت بشوفها بتتالم وتقولى يا ماما انا تعبانة وانا عاجزة مش عارف اعمل ايه كنت بموت ولكن ربنا يبارك لنا فى ليلة القدر بجد بجد ربنا يباركلنا فيها وتفضل ضهر الغلابة وترسم البسمة على وشوشنا».
وتوضح أنها عندما أتت القافلة الطبية التى قامت بها ليلة القدر ونصحها البعض بأن تذهب لأن هذه المؤسسة توفر العلاج للبسطاء لم تصدق ولكنها ذهبت حتى لا تشعر انها قصرت فى حق ابنتها ولكن ما حدث عكس توقعها بعد أن رأت الاهتمام الكبير من القائمين على هذه المؤسسة وفوجئت بسرعة استجابتهم لها وإجراء العملية لابنتها لتشعر بسعادة لا توصف وينتهى الألم الذى كان يعصف بقلبها.
2500 جنيه
محمد على قصة أخرى كان لليلة القدر النصيب الأكبر فى رفع المعاناة عنه، فالشاب الذى يبلغ من العمر 34 عاما ويعول أسرة من 4 اشخاص يئس من ايجاد حل لمشاكل ابنته مع الجهاز التنفسى .. الأمر لم يقتصر عن البحث عن طبيب يشخص حالة ابنته.
ولكن هناك اضافة اخرى النفقات العالية للأطباء التى كان يتحملها وأصبح لا يقدر عليها، فراتبه لا يتعدى الـ 2500 جنيه وبالكاد هذا المبلغ يوفر الاحتياجات الأساسية للأسرة، ولكن مع ليلة القدر لا يوجد مستحيل، تتحول المعاناة الى فرج، وتستطيع القافلة الطبية علاج ابنته وتشخيص مرضها، ليس هذا فحسب بل وفرت له العلاج ايضا حتى ترفع عنه معاناة التكلفة الباهظة لها.
يقول محمد: إنه عندما اتت القافلة الطبية لليلة القدر لم يكن يظن أنها تستطيع علاج ابنته خاصة أنه كان قد يئس من كثرة الجولات على العيادات الخاصة دون جدوى وفى الأخير كان ما يتحصل عليه هو فقدان للأموال التى كانت بالأساس لا تكفى منزله.. ويضيف أنه تفاجأ مما حدث مع ابنته عندما اتى القافلة الطبية من اهتمام كبير ناهيك على قدرتهم على تشخيص مرض ابنتها وايضا توفير العلاج لها على نفقتها رحمة بى بعد ان علموا انى لن استطيع تحمل تكاليف العلاج فراتبى لا يتعدى الـ 2500 جنيه.
ويشير الى انه سابقا كان يسمع عن مؤسسة مصطفى وعلى امين الخيرية والأعمال الخيرية التى تقوم بها ليلة القدر وكان يظن ان ما يكتب عنها تهويل ولكن بعد ما حدث معه لا يعرف ماذا يقول سوى أن يشكر هذه المؤسسة العملاقة داعيا الله ان تستمر فى مساهمتها فى رفع الألم عن البسطاء.
اقرأ ايضا | 2 مليون و790 ألف جنيه دعما للمستشفيات والمرضى غير القادرين
