أوروبا تبحث فرض عقوبات جديدة على روسيا وإدانة أممية لأحداث ب


بروكسل - (ا ف ب)

بعد العثور على جثث عشرات المدنيين في محيط كييف، يبحث الأوروبيون الإثنين في تشديد العقوبات على موسكو التي اتّهمها الرئيس الأوكراني بارتكاب "إبادة جماعية"، في حين رفضت روسيا الاتّهامات الموجّهة إليها وشدّدت على حصول "فبركة" للمشاهد وعلى بث "أنباء كاذبة".

وأعربت دول غربية عدّة والأمم المتحدة عن إدانتها للمشاهد الواردة من بوتشا التي زارها الرئيس الأوكراني الإثنين والواقعة في ضواحي كييف بعد انسحاب القوات الروسية منها والتي أظهرت جثثا عدة لمدنيين في الطرق أو في مقابر جماعية.

وصرّح زيلينسكي لوسائل إعلامية من بينها وكالة فرانس برس في أحد شوارع المدينة عثر فيه على جثث الكثير من المدنيين "إنها جرائم حرب وسيصنفها العالم إبادة جماعية".

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الاثنين إن الاتحاد الأوروبي يريد المساعدة في جمع أدلة بشأن جرائم الحرب الروسية.

ونددت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه بالمشاهد "المروعة" واعتبرت أن المعلومات الواردة "تثير تساؤلات خطرة ومقلقة حول احتمال وقوع جرائم حرب وانتهاكات خطرة للقانون الإنساني الدولي" داعية إلى "الحفاظ على كل الأدلة".

وبعد بث هذه المشاهد، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان أن التكتل سيناقش الإثنين بشكل "طارئ" فرض مجموعة جديدة من العقوبات على روسيا استجابة لطلب فرنسا وألمانيا بصورة خاصة.

وأعلن مصدر رسمي أميركي أن الولايات المتحدة ستسعى إلى تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

وتحدث رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن "إبادة جماعية" محتملة في أوكرانيا، وطالب بمحاكمة مرتكبيها "أمام المحكمة الجنائية الدولية".

من جهته دعا رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي الاثنين إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن "الإبادة الجماعية" التي ارتكبها وفق قوله، الجيش الروسي في مدن أوكرانية بينها بوتشا.

والإثنين أعرب وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي خلال زيارة يجريها إلى وارسو عن "صدمته العميقة" إزاء المشاهد. وقال الوزير الياباني "مقتل المدنيين الأبرياء غير مقبول، أدين بشدة هذه الممارسات".

والأحد دان الرئيس الأوكراني "القتلة وممارسي التعذيب والمغتصبين وممارسي النهب" الروس المسؤولين عن أعمال "القتل" و"التعذيب" في بوتشا.

ونفت روسيا على لسان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بشكل "قاطع" كل الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب "إبادة جماعية" في أوكرانيا، داعيا القادة الأجانب إلى عدم توجيه "اتهامات متسرعة" إلى موسكو و"الاستماع على الأقل إلى الحجج الروسية".

وقال بيسكوف إن خبراء وزارة الدفاع الروسية عثروا على مؤشرات تظهر "فبركة مقاطع فيديو" و"أنباء كاذبة" في المشاهد التي عرضتها السلطات الأوكرانية كأدلة على وقوع مجازر تتهم روسيا بارتكابها في المناطق التي تم تحريرها حول العاصمة كييف.

"رصاصة في الرأس"

وكانت القوات الروسية سيطرت على بوتشا وإيربين المجاورة والمحاذية لكييف من جهة الشمال الغربي بعيد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير. وفي الاسابيع التي تلت شهدت المدينتان معارك عنيفة تسببت بدمار كبير وبتهجير غالبية السكان.

وأعلنت القوات الأوكرانية أنها استعادت المدينتين في الأيام الأخيرة بعدما أعلن الروس تخفيف الخناق عن كييف وشمال أوكرانيا لتركيز الجهود العسكرية في شرق البلاد.

ولم تتّضح بعد الحصيلة الدقيقة للقتلى في منطقة كييف. وبحسب المدعية العامة في أوكرانيا إيرينا فينيدكتوفا تم العثور على جثث 410 مدنيين في المنطقة.

في بوتشا، شاهد صحافيّ في وكالة فرانس برس السبت جثث نحو عشرين رجلاً أحدهم مصاب بجرح بالغ في الرأس، منتشرة في أحد الشوارع على مسافة مئات الأمتار.

وقال أناتولي فيدوروك رئيس بلدية بوتشا في تصريح لوكالة فرانس برس إن "كل هؤلاء الأشخاص أعدِموا، قتِلوا برصاصة في مؤخر الرأس" محمّلا المسؤولية للقوات الروسية. وأشار إلى دفن "280 شخصا" في"مقابر جماعية".

ورد المتحدث باسم الكرملين بالقول "استنادا إلى ما رأيناه، لا يمكننا أن نثق بمقاطع الفيديو هذه" مؤكدا على ضرورة "التشكيك بجدية في هذه المعلومات".

وأعلنت موسكو الإثنين أنها ستجري تحقيقا في "استفزازات حاقدة" ترمي برأيها إلى "ضرب مصداقية" القوات الروسية في أوكرانيا. كذلك أعلنت روسيا أنها طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي الإثنين لمناقشة "الاستفزازات" التي تقول إن أوكرانيا ارتكبتها في بوتشا.

ومساء الأحد وصل إلى موسكو وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث على أن يزور بعدها كييف، وهو مكلّف السعي إلى اتفاق لهدنة إنسانية في أوكرانيا. وكانت روسيا ترفض استقبال أي مسؤول أممي للبحث في ملف أوكرانيا.

في محطة كراماتورسك الواقعة في مناطق لا تزال تحت سيطرة كييف في شرق أوكرانيا، كان المئات ينتظرون في نهاية الأسبوع لكي يستقلوا القطار للتوجه غربا هربا من الحصار الروسي.

وبانتظار القطار قال أندري ومعه زوجته وولديهما "لقد غادر كثر، يبقى الرجال وتغادر العائلات".

وهو أعرب عن قلقه لأن "القصف قد يبدأ في أي لحظة".

غاز ومحادثات

وقتل ثمانية أشخاص وأصيب 34 آخرون في قصف شنته القوات الروسية الأحد على مدينتي أوتشاكيف وميكولاييف في جنوب أوكرانيا، وفق ما اعلنت النيابة العامة الأوكرانية الاثنين.

والإثنين أعلن رئيس بلدية ماريوبول المحاصرة في جنوب شرق أوكرانيا فاديم بويتشينكو أن المدينة "دمرت بنسبة 90٪" فيما "40٪ من بنيتها التحتية غير قابلة للإصلاح".

ويسعى الغربيون إلى فرض عقوبات جديدة على موسكو تضاف إلى سلسلة التدابير العقابية التي تم إقرارها اعتبارا من 24 فبراير، مستهدفة بشكل واسع النطاق الشركات والمصارف وكبار المسؤولين والأثرياء النافذين وفارضة حظرا على تصدير السلع إلى روسيا.

وطالب وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا مجموعة السبع بأن "تقر فورا عقوبات جديدة مشددة، متطرقا خصوصا إلى "حظر النفط والغاز والفحم" وإغلاق "كل الموانئ أمام السفن والبضائع الروسية".

وتطال الضغوط أيضا الموارد النفطية التي تعد موردا ماليا مهما لروسيا.

والسبت أعلنت دول البلطيق وقف استيراد الغاز الروسي، ودعا الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا بقية دول الاتحاد الأوروبي بأن تحذو حذوها.

وبعيد الغزو الروسي لأوكرانيا حظرت الولايات المتحدة استيراد النفط والغاز الروسيين، إلا أن الاتحاد الأوروبي الذي بلغت في العام 2021 نسبة اعتماده على الإمدادات الروسية 40 بالمئة، لم يتخّذ خطوة كهذه.

وقال وزير المال الألماني كريستيان ليندنر الاثنين إن ألمانيا لا يمكنها الاستغناء عن إمدادات الغاز الروسي "في الوقت الراهن".

وأوضح ليندنر في لوكسمبورغ قبل اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي "يجب أن نبحث في فرض عقوبات صارمة، لكن في الوقت الراهن، لا يمكن استبدال إمدادات الغاز الروسي" وأن قطعها "سيضرنا أكثر من روسيا".

والإثنين أيضا، أعلن البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير استبعاد روسيا وحليفتها بيلاروس من برامجه التمويلية ومن خبراته.

من جهتها، استبقت موسكو العقوبات المشددة المرتقبة، وقال بيسكوف "عاجلا أم آجلا علينا أن نتحاور سواء شاءت أم أبت الجهة الواقعة خلف الأطلسي".

ولم يتّضح بعد مدى تأثير المشاهد الواردة من بوتشا على المحادثات الروسية-الأوكرانية التي تعقد هذا الأسبوع، علما بأن بصيص أمل بدأ يلوح في أفق هذه المفاوضات الشاقة.

ورحّب كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي بموقف "أكثر واقعية" لكييف التي أبدت استعدادها للقبول ضمن شروط بأن تكون بلدا محايدا، وهو ما تطالب به موسكو.

وبشأن إمكان عقد قمة بين بوتين وزيلينسكي قال بيسكوف "نظريا يمكن عقد لقاء كهذا".

وكان كبير المفاوضين الأوكرانيين دافيد أراخاميا قد أكد السبت أن موسكو وافقت "شفهيا" على المطالب الأوكرانية "باستثناء تلك المتعلقة بالقرم".

أسفرت الحرب في أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير، عن مقتل آلاف الأشخاص وأجبرت نحو 4,2 ملايين أوكراني على الفرار، 90 في المئة منهم نساء وأطفال.

تاريخ الخبر: 2022-04-04 18:21:51
المصدر: مصراوى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

ماذا طلب كريم عبد العزيز بعد ساعات من وفاة والدته؟ - منوعات

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 06:20:47
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 58%

استقرار صرف السلع بعد تطبيق منظومة التموين الجديدة - أخبار مصر

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 06:20:44
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

أمطار رعدية ورياح تؤدي إلى تدني في الرؤية بعدد من المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-09 06:23:42
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 56%

الأهلي يفاوض صفقة مغربية جديدة.. بديل علي معلول - رياضة

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 06:20:48
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 55%

«ميونخ السينمائي» يكرم كيت وينسلت في دورته الـ41 - فن

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 06:20:46
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 65%

وزير النقل يستقبل أولى رحلات الحجاج في المدينة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-09 06:23:43
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية