جهد كبير يقوم به الأزهر الشريف فى مختلف المجالات العلمية والفكرية والاجتماعية، ليس فى مصر وحدها، وإنما فى جميع البلاد العربية والإسلامية؛ يؤكد عبد الحليم إبراهيم كرسون، ماجستير الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، ومدير العلاقات العامة والإعلام بمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أن الأزهر الشريف، بما يحظى به من مكانةٍ فى قلوب المسلمين فى أرجاء المعمورة لكونه أكبر مؤسسة دينية، يعمل جاهدًا لتقديم الدعم الروحى للمسلمين فى كل أنحاء العالم، فقد كان الأزهر وما زال يرسل علماءه إلى جميع مسلمى العالم ليعلموهم أمور دينهم، مما يعد دعمًا روحيًّا لهم، وعلى مر التاريخ استقبل الأزهر الشريف طلاب العلم من مختلف البلدان فى أروقته، فجاءوا ينهلون من علومه، وما زالت أسماء أروقته تحمل أسماء بعض الأقاليم مثل: رواق الشوام والمغاربة والأتراك؛ ومع تزايد أعداد طلاب العلم من كل الأرجاء ضاقت بهم أروقته، الأمر الذى جعل إقامة مدينة للبعوث الإسلامية تخصص لإقامة وإعاشة الطلاب الوافدين للدراسة به أمرًا ضروريًّا؛ لذلك سارعت الدولة بإقامة مدينة البعوث الإسلامية بالقاهرة، ثم تلتها مدينة أخرى بمدينة الإسكندرية، لتوفير المسكن للطلاب المقيمين بها، وتوفير الرعاية الطبيَّة والمعيشية والاجتماعية والثقافية والرياضية لهم، مما يحقق الاندماج الثقافى والمجتمعى للطلاب من خلال المشاركة فى المسابقات والندوات والرحلات والمحافل العلمية.
تعزيز التفاعل
ويضيف أنه قد تم عقد عدد من الدورات التدريبية لتعزيز التواصل الفعال بين الوافدين والأزهر والثقافة المصرية، كما تم تفعيل برنامج (أخ ثانى والرابط إنساني) فى 2020م على مستوى معاهد البعوث ومعاهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، كما عقد ملتقى الأخوة الشهرى بمدينة البعوث الإسلامية، كما قام الأزهر بتأسيس العديد من البرامج التعليمية والثقافية المساعدة فى تعزيز التواصل الدينى الفعال مثل: مدرسة الإمام الطيب، برنامج صناع السلام، مجلة دنيا الوافدين؛ فهذا يعد أوضح مثال على دعم الأزهر الشريف للطلاب الوافدين من جميع أنحاء العالم؛ وفى ظل ثورة الاتصالات الهائلة التى شهدها العالم كان قرار فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بإنشاء كيانات جديدة تخاطب مسلمى العالم بلغاتهم وتتواصل معهم لتبين لهم المنهج الوسطى وسماحة الدين الإسلامى وتقف بجانبهم، وترصد كل ما يواجههم من أخطارٍ، فأنشأ مركز الترجمة، ومرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ومركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية.
قوافل السلام
ويتابع كرسون أنه تمثل قوافل السلام التى يرسلها الأزهر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين ركيزة مهمة فى دعم المسلمين حول العالم، فقد قامت هذه القوافل بتقديم الدعم لكثير من فقراء المسلمين، فأخذ على عاتقه إرسال القوافل الإغاثية والغذائية والطبية برعاية فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر؛ ولفضيلة الإمام الأكبر نظرة مؤيدة من الله فدعا إلى استبدال كلمة الأقليات بمصطلح المواطنة، مما يساعد على العيش بسلام بين مواطنى البلد الواحد، وقد عقد الأزهر مؤتمرًا عالميًّا فى 2017م بعنوان (الحرية والمواطنة- التعدد والتكامل)؛ ثم توالت جهود فضيلة الإمام الأكبر بالنجاح فى إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية بالتعاون مع قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، مما يسهم بشكل فعال لنبذ روح الكراهية والعنف بين الشعوب.
تواصل عالمي
ويشير مدير العلاقات بالفتوى الإلكترونية إلى أن العالمى للفتوى يضم قسمًا للفتوى باللغات الأجنبية من خلاله يتسنى التواصل الفعال مع جميع المسلمين حول العالم والإجابة عن أسئلتهم فيما يتعلق بدينهم ودنياهم بشكل يراعى طبيعة البلاد التى يعيشون فيها طبقا لأحوالهم وظروف معيشتهم، فالثابت أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال؛ ويقوم هذا القسم بترجمة وإصدار العديد من الفتاوى المتخصصة والتى تُعنى بشأن المسلمين وقضاياهم حول العالم، كما تُتيح آليات عمل المركز التواصل مع المسلمين حول العالم عبر أحدث وسائل التواصل الهاتفي، حيث يعمل المركز بنظام الاتصالات الحديث AVAYAالذى يتيح الاتصال من جميع أنحاء العالم أو عبر الصفحات الرسمية للمركز على وسائل التواصل الاجتماعي، كما نستقبل بعض حالات الخلاف الأسرى من خارج مصر، ونفتى بما يراعى قوانين البلاد التى يعيشون بها حتى لا يحدث صدام بين تلك الحالات وبين قوانين بلادهم، ويقوم المركز بإطلاق حملات إلكترونية تنشر على صفحاته تعالج وتتناول الظواهر السلبية التى يتعرَّض لها المسلمون فى بلادهم وتعالجها.
