فؤاد أنور الأسطورة الحقيقية.. العويران يدك حصون بلجيكا
بيبيتو وأشهر اللقطات.. نهاية مأساوية للأسطورة مارادونا
احتفالا بتأهل السعودية لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر، للمرة السادسة في تاريخها، بعد أن نجح جيل سلمان الفرج وسالم الدوسري وياسر الشهراني ومحمد العويس وفهد المولد ومحمد كنو ومحمد البريك الذي شارك في العرس العالمي في روسيا 2018، في تكرار نفس الإنجاز.وعبر (ميدان) اليوم الرياضي نخصص صفحات من حكاوي رمضان للمشاركات السابقة للأخضر في كأس العالم، ولنبدأ بالنسخة الـ15 من كأس العالم، والتي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994، بعد منافسة شرسة على شرف استضافة البطولة مع المغرب والبرازيل وتشيلي.
أول مشاركة للأخضر في العرس العالمي
في 28 أكتوبر 1993، أطلق الحكم الهولندي صافرة نهاية مباراة السعودية وإيران، بفوز الأخضر بنتيجة (4-3)، لتتزعم السعودية جدول المرحلة النهائية برصيد 7 نقاط، وتصعد لكأس العالم لأول مرة في تاريخها، ليكون الأخضر على موعد مع التاريخ والمشاركة في كأس العالم والتي أقيمت نسختها في الولايات المتحدة وشهدت عدة أحداث تاريخية، مثل تأهل السعودية للدور الثاني ونهاية مشوار النجم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا مع منتخب بلاده بفضيحة، واغتيال اللاعب الكولومبي أندريس إسكوبار، وشهدت أيضا إنجازا تاريخيا بوصول منتخبنا إلى الدور الثاني من البطولة من المشاركة الأولى، الأمر الذي عجزت عنه منتخبات كبرى في ذلك الوقت مثل كولومبيا، حيث تمكن المنتخب السعودي من تجاوز المرشحة بلجيكا والفوز على المغرب في دور المجموعات، قبل أن يسقط أمام السويد في دور الـ16 بنتيجة (3-1).
مشوار السعودية في مونديال 1994
خسر المنتخب السعودي مباراته الأولى أمام هولندا بهدفين مقابل هدف وحيد أحرزه فؤاد أنور، قبل أن يتغلب على المغرب بنفس النتيجة، نالهما سامي الجابر وفؤاد أنور، ويتفوق على بلجيكا بهدف نظيف سجله سعيد العويران على طريقة مارادونا، بعد أن راوغ عدة لاعبين ووضع الكرة في الشباك، عبر السعوديون إلى دور الـ16 للمرة الوحيدة في تاريخهم، في تلك النسخة، وخسروا أمام السويد في هذا الدور بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد أحرزه فهد الغشيان.
نهاية مأساوية للأسطورة
شهدت هذه البطولة نهاية قصة مارادونا مع المنتخب الأرجنتيني، بعد سقوطه في اختبار المنشطات، إثر احتفاله المثير للجدل بهدفه أمام اليونان، حيث ألقت هذه الفضيحة بظلالها على «راقصي التانغو» الذين ودعوا البطولة من دور الـ16 على يد رومانيا.
هدف عكسي يقتل صاحبهعلقت الجماهير الكولومبية آمالا كبيرة على منتخب بلادها في مونديال 94، بعد تصدره التصفيات المؤهلة للمونديال، وذهب الأمر برؤساء العصابات إلى المراهنة على فوز كولومبيا باللقب، لكن المنتخب الكولومبي غالط التوقعات بخسارة أمام رومانيا في المباراة الأولى، قبل أن يواجهوا المنتخب الأمريكي ويسجل إسكوبار هدفا بالخطأ في مرمى بلاده، وتخسر كولومبيا تلك المباراة بهدفين مقابل هدف وحيد، وتودع البطولة رغم فوزها في المباراة الأخيرة على سويسرا بهدفين دون مقابل.
عادت بعثة المنتخب الكولومبي إلى البلاد، وحدثت المأساة حين قتل إسكوبار في إحدى الحانات من قبل عصابة مسلحة يقال إنها كانت تعمل لصالح تاجر المخدرات الكولومبي الشهير بابلو إسكوبار.
الركلة الكابوس
وصلت البرازيل وإيطاليا إلى نهائي مونديال 94، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، روبيرتو باجيو، نجم إيطاليا الأول، وأوكل له تسديد الركلة الأخيرة، بعد أن كانت البرازيل متقدمة بـ 3 ركلات مقابل ركلتين، وأضاعها باجيو، لتتوج البرازيل بلقبها الرابع وتصبح هذه الركلة بمثابة كابوس طارد النجم الإيطالي طيلة مسيرته الكروية.
فؤاد أنور الأسطورة الحقيقية
سجل فؤاد أنور اسمه بمداد من ذهب بعد إحرازه أول هدف للسعودية في كأس العالم في لقاء هولندا، حيث سجل هدفه برأسية من داخل منطقة الجزاء، قبل أن يكرر المشهد نفسه في الفوز (2-1) على المغرب بالجولة الثانية، مسجلا هدف الفوز للأخضر الأول في تاريخ السعودية أيضا بالمونديال، بتصويبة صاروخية أصابت أسود الأطلس في مقتل.
وسجل أنور كذلك في أولمبياد أتالانتا 1996 بعد عامين، عندما أحرز في مرمى المنتخب الفرنسي في الخسارة (1-2) بتسديدة من على الطرف الأيمن في 24 يوليو، في لقاء أقيم بملعب أورانج باول وحضره 46215 متفرجا، ليبقى اللاعب السعودي الوحيد الذي سجل في الأولمبياد وكأس العالم.
أنور سجل كذلك في بطولة كأس العالم للأندية في نسختها الأولى عام 2000، وقتما كان لاعبا في النصر السعودي، حيث افتتح بتصويبة قوية أهداف مباراة ملحمية جمعت العالمي ببطل أفريقيا وقتها الرجاء المغربي، وانتهت (4-3) لرفاق الدولي السعودي السابق.
وكان الأسطورة أنور ضمن تشكيلة منتخب السعودية المتوج بكأس الخليج للمرة الأولى في تاريخه في نسخة 1994 بالإمارات، في بطولة كان لاعب الشباب نجمها الأول بلا منازع بتسجيله 4 أهداف حاسمة.
العويران يدخل التاريخ من باب بلجيكااختير هدف سعيد العويران في مرمى بلجيكا سادس أفضل هدف في تاريخ المونديال في القرن العشرين، كما تم تشبيهه بالهدف المارادوني، ذلك لأن العويران انطلق كالسهم مراوغا مجموعة من لاعبي المنتخب البلجيكي قبل أن يهز الشباك، وقد كان تلخيصا لإمكانات ومهارات اللاعب وقدرته على المراوغة وإحراز الأهداف كما يفعل الأسطورة مارادونا.
العويران سجل في مسيرته الدولية 24 هدفا خلال 75 لقاء، على مدار عقد التسعينيات من 1991 إلى 1998.
ومن بين أشهر أهداف العويران الدولية، ما سجله في مرمى الأرجنتين بتاريخ 20 أكتوبر 1992 في نهائي كأس العالم للقارات في نسخته الأولى في مباراة خسرها الأخضر (1-3).
فضلا عن ذلك، سجل العويران وديا في مرمى أمريكا خلال خسارة الأخضر (3-4) في أكتوبر 1995، وقبلها أحرز في الفوز (2-0) على آيسلندا، والتعادل (1-1) مع كولومبيا.
أول مباراة بين منتخبين عرب
شهدت بطولة كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية أول مباراة بين منتخبين عرب في تاريخ بطولات كأس العالم، بعدما أوقعت القرعة منتخبنا الأخضر وجها لوجه مع منتخب المغرب، بجانب منتخبي هولندا وبلجيكا في المجموعة السادسة.
بطولة مثيرة وقوانين جديدة
شهدت البطولة العديد من التغييرات على إثر الملل الذى سببه مونديال 1990 للجماهير، والتي اعتبرها الكثير من عشاق كرة القدم أكثر البطولات مللا بسبب انخفاض معدل إحراز الأهداف بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى كثرة استخدام البطاقات الحمراء.
وجاءت تغييرات قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، على النحو التالي: «يمنح الفائز 3 نقاط بدلا من نقطتين، وتم تغيير قانون إعادة الكرة إلى حارس المرمى، وذلك بمنع قيام الحارس من الإمساك بالكرة في حال تم إرجاعها من زميله في الفريق».
وشهدت البطولة مشاركة 24 منتخبا للمرة الأخيرة، وتسجيل رقم قياسي جديد في معدل الحضور للمباراة الواحدة، والذي بلغ ما يقارب 699 ألفا لكل لقاء.
فهد الغشيان أول سعودي يسجل في الأدوار الإقصائية لكأس العالم
شارك فهد الغشيان بأول مونديال في تاريخ الكرة السعودية عام 1994، ولعب مباراتين في البطولة سجل خلالهما هدفا في مرمى السويد بدور الـ16، ليصبح أول سعودي يسجل في الأدوار الإقصائية لكأس العالم.
شارك اللاعب المهاري في كأس القارات 1995، ومونديال تحت 20 عاما قبلها بعامين، وخلال مسيرته الاحترافية مع الأندية مثل الهلال، قبل أن يحترف في ألكمار الهولندي، ومنه إلى النصر.
واجه الغشيان «أحد أفضل لاعبي الجناح الأيمن في تاريخ الكرة السعودية» في عام 1998م، مشاكل مع إدارة ناديه، ما دعاه لإعلان رغبته في الاعتزال في سن مبكرة، لكن مدرب ألكمار الهولندي، الذي سبق وأشرف على تدريبه في الهلال، وكانت الصفقة من المقرر أن تكون لمدة 3 سنوات، إلا أن إدارة نادي الهلال رفضت ذلك وقررت إعارته لمدة 6 أشهر فقط للنادي الهولندي. بعد انتهاء فترة احترافه في نادي ألكمار الهولندي عاد إلى ناديه الأصلي الهلال، إلا أنه لم يواصل نشاطه وبعدها انتقل للنصر في صفقة قيمتها 1.2 مليون ريال، التجربة لم تكن ناجحة، حيث لم يشارك اللاعب إلا في مباريات قليلة.
قائمة الأخضر في مونديال 94
وقاد السعودية في مونديال 94، المدرب الأرجنتيني جورج سولاري، ونال فرصة المشاركة خلال مباريات الأخضر بالمونديال، كل من محمد الدعيع في حراسة المرمى، عبدالله الدوسري، محمد الخليوي، أحمد مدني، فؤاد أمين، فهد البيشي، ماجد عبدالله، سعيد العويران، محمد عبد الجواد، خالد المولد، طلال الجبرين، فضلا عن مشاركة سامي الجابر وعواد العنزي، حمزة صالح، حمزة فلاتة، عبدالله زبرماوي، فهد الغشيان.
بيبيتو وأشهر اللقطات في تاريخ كأس العالم
قد تنسى مباراة ما ولا تستطيع أن تتذكر أحداثها، وقد تنسى لاعبين، ولكن من الصعب جدا أن تنسى الأهداف الرائعة التي سجلها نجوم الساحرة المستديرة، والتي خلدت أسماءهم في سجلات كرة القدم، وظلت إلى يومنا هذا عالقة في أذهان الجميع.
شهدت مباراة المنتخب البرازيلي ونظيره الهولندي في ربع نهائي مونديال 1994، أشهر اللقطات في تاريخ كأس العالم، بيبيتو سجل هدفا رائعا لمنتخب البرازيل في الدقيقة 63، بعد استغلاله خطأ دفاعيا فادحا، ومراوغته حارس المرمى بشكل رائع.
بيبيتو ركض نحو الراية الركنية واحتفل بالهدف بطريقته الشهيرة مع زميليه روماريو ومازينيو، حيث ظل يحرك يديه يمينا ويسارا وكأنه يمسك بطفل صغير، حيث إنه كان قد استقبل مولوده الثالث قبل أيام قليلة من مباراة ربع النهائي، وبات هذا الاحتفال من أشهر اللقطات في تاريخ كأس العالم.
