طارق لطفى: «جزيرة غمام» روشتة بعنوان «أى بلد ممكن ينهار إذا تواجدت تلك الأزمات» (حوار)



بلد صغير وهادئ على البحر، حتى يتواجد «غريب» يحاول السيطرة عليه ويفرق بين أهله، دراما شائكة يقوم ببطولتها الفنان طارق لطفى في مسلسل «جزيرة غمام» الذي يخوض به السباق الرمضانى، وجذب الجمهور من حلقاته الأولى، معتبرًا أنه يحمل روشتة بعنوان «خلوا بالكم ممكن أي بلد ينهار مثل جزيرة غمام إذا تواجدت فيه تلك الأزمات».

وأوضح «لطفى»، خلال حواره لـ«المصرى اليوم»، أنه يقدم للمرة الثانية شخصية «غجرى»، لكنها مختلفة هذه المرة بدور «خلدون» الذي استغرق تحضيره فترة كبيرة، بالاتفاق مع المخرج حسين المنباوى، في الملابس، وطبقة صوته وطريقة سيره، لافتًا إلى أن البعض سيحب «خلدون» أو يتعاطف معه، لأن لديه قدرة على التلون، وترك الحكم عليه لخيال الجمهور.. وإلى نص الحوار:

■ لنبدأ من سبب اختيارك لسيناريو مسلسل «جزيرة غمام» وسط كثير من السيناريوهات؟

- تجمعنى بالكاتب عبدالرحيم كمال صداقة ودائمًا على تواصل، نتعاون مع نفس جهة الإنتاج، وكنت متواجدًا في أحد الأيام للتحضير لمسلسل آخر مختلف تمامًا والتقينا بالصدفة، وحكى لى فكرة «جزيرة غمام»، وقتها قلت له «أنا لازم أعمل المسلسل دا والشخصية دى»، عجبتنى الحكاية، والأحداث، والشخصيات، والعلاقات والتفاصيل، فيها ثراء، وكان يجلس معنا حسام شوقى المشرف العام على الإنتاج في الشركة وقلت له أنا قررت أقدم الشخصية دى اتصرف!، وبالفعل أرسل لى أول 3 حلقات منه قبل انتهاء الصيغة النهائية لها، وكانت سببًا في زيادة حماسى له، عبدالرحيم كمان لغته في اللهجة الصعيدية في «حتة تانية»، لأنها لسان حاله، إرثه كله، الحوار كان مرعب، تركيباته اللغوية في الجمل شديدة العذوبة.

■ ماذا عن فكرة المسلسل.. اكشف لنا بعض تفاصيلها؟

- الفكرة باختصار تدور حول بلد صغير على البحر لمجموعة من الصيادين الصعايدة، بلد هادئ في اجتماعياته وسياساته وتقاليده وقوانينه، حتى يتواجد في هذا البلد «غريب» يستغل كل شىء في الكون للسيطرة على هذا البلد، الفكرة تتلخص في تساؤل «إزاى تخرب بلد؟» وتسيطر عليه ليصبح تابعًا وغير قائم بذاته، وكيفية التفرقة والتقسيم بين الجميع، المسلسل روشتة تحت عنوان «خلو بالكم ممكن أي بلد ينهار ويعيش نفس معاناة جزيرة غمام إذا تواجدت فيه تلك الأزمات»، هي حدوتة مش حدوتة.

■ هل تتناول القصة أحداثًا حقيقية من قراءتك وتجسيدك لها؟

- القصة مرتبطة بزمن يعود لعام 1920، ولكنها لا ترصد أحداثًا حقيقية، ولكن بالتأكيد المشاهد قد يحدث الربط والإسقاط في بعض المشاهد.

■ فكرة الرجوع بالزمن كيف تعاملت معها؟

- الرجوع بالزمن كان مرتبطًا من وجهة نظرى بالإضاءة، وتعد من أصعب تفاصيل المسلسل، «معانا مدير إضاءة بيموت»، لأن كل مصادر الضوء في المسلسل عبارة عن شموع، وشعلات نار، كان صعبًا جدًا أن يخلق عمقًا وخلفيات كبيرة وضخمة، إضافة للملابس والديكور ووسائل النقل، تلك هي عناصر الرجوع بالزمن، لكن فيما يخص تركيبات الشخصيات، فالأمر لا يتعلق بالزمن على الإطلاق.

طارق لطفى ومى عزالدين فى مشهد من المسلسل

■ للمرة الثانية تقدم «الغجرى» بعد «جبل الحلال».. أين الاختلاف؟

- كنت أول من قدمت كاركتر الغجرى في الدراما المصرية، وبالتالى فإن المرجعية الوحيدة التي يمكننى الرجوع لها هو نفسى، لكن «خلدون» في منطقة مختلفة تمامً،ا البيئة والدوافع والحدوتة في كل تفاصيله التي يقدمها عبدالرحيم كمال بنعومة شديدة، قصدت التغيير تمامًا، وأنا عاشق لهذه «اللعبة» أن ألعب نفس الشخصية التي سبق أن جسدتها، وأتحدى نفسى بتقديم كاركتر بعيد عن «كين جدعون» تمامًا.

استمرت فترة تحضيرى لشكل خلدون فترة كبيرة ووصلت له بالاتفاق مع المخرج حسين المنباوى بعد معاناة، وكذلك الملابس، وتون صوته الذي تسبب لى في إرهاق صوتى صعب جدًا، كل تفاصيله كانت مرسومة بعناية شديدة جدًا، خلدون ستكرهه وتتعاطف معه في بعض الأحيان لديه قدرة بشرية على التلون فريدة، تركنا الحكم عليه لخيال الناس، البعض قد يراه شيطانًا، أو صهيونيًا، ماسونيًا، يتلاعب بالناس، يدخل لكل شخص من مدخله ونقطة ضعفه.

■ هل تأثرت بشخصية تشبه خلدون من قبل؟

- صراحة لا، اعتمدت على خلق الكاركتر، وتفاصيله فيها جزء من تفاصيل شخصيات متعددة وكثيرة، جزء من شغل الممثل هو بناء تاريخ الشخصية ميلادها ونشأتها منذ الطفولة، وهو ما تفسر تصرفاته ويقتنع بها المشاهد.

■ ما حقيقة أن الأحداث تدور حول جريمة قتل تقلب الأحداث؟

- «جزيرة غمام» غنى بالتفاصيل، هناك أحداث كثيرة جدًا، ثرية وإيقاعها سريع، المسلسل من وجهة نظرى يحتاج لفترة كتابة عامين على الأقل، أن تتم كتابته في 6 شهور يعتبر إنجازًا وأمرًا مستحيلًا، بدأنا التصوير وفى أيدينا 20 حلقة.

■ ماذا عن اللهجة الناطق بها شخصيات المسلسل؟

- اللهجة غريبة جدًا، الغجرى لديه إحساس بأنه غريب طول الوقت، وكلما تواجد في مكان يحاول التشبه بناسه، فيما يخص الملابس واللهجة، ولذلك خلدون يتحدث بلهجة صعيدية مع أهل الجزيرة، لكن حينما يتحدث مع الغجر فلديه لغة خاصة، واحتاجت منا الاستعانة ببعض المصطلحات الغجرية بمشاركة باحث ودكتور بالجامعة كتب لنا 200 لفظ غجرى، من بينها بعض الكلمات غير المفهومة على الإطلاق وتم استبعادها، واستعملنا السهل على المتلقى، خلقنا لغة للتواصل حتى لا يتشتت المشاهد بين اللهجتين الصعيدية والغجرية.

طارق لطفى

■ ماذا عن «لزمات» كاركتر خلدون في العمل؟

- له ضحكة سوف تلازمه طول الحلقات، وصوت، يجلس «قعدة» معينة مثل «قعدة الحرامية في الأقسام، البدو في الصحراء»، لديه لزمات حركية، وليست كلامية بشكل مباشر.

■ هل يمكن وضع أو تحديد تيمة المسلسل؟

- لا يمكن تصنيفه في تيمة بعينها، ساسبنس واجتماعى وسياسى ودينى، مستحيل تصنيفه، لدينا أكثر من كاركتر دينى في العمل، هم الفنان فتحى عبدالوهاب، محمد جمعة، أحمد أمين، وضيف الشرف الأستاذ عبدالعزيز مخيون كاركتر دينى مختلف.

■ بعد سنوات تعود للتعاون مع الفنانة مى عزالدين.. كيف ترى استقبال الجماهير لهذا الديو أمام الشاشة؟

- مى صديقتى جدًا على المستوى الشخصى، وفوجئت بكم احتفاء كبير من الجماهير على مواقع السوشيال ميديا وأعادوا نشر صور من أعمال قديمة جمعتنا معًا، وكنت سعيدًا جدًا، بحب مى وبرتاح معاها، مريحة في الشغل جدًا، وستكون مفاجأة وشخصيتها في العمل رائعة، هي وكل المشاركين في البطولة فتحى عبدالوهاب وأحمد أمين ورياض الخولى ومحمد جمعة.

■ هل ستتضمن الأحداث قصة حب بينكما؟

- لن تجمعنا قصة حب في المسلسل، خلدون «مبيعرفش» يحب، لكنه محترف في استغلال كل نقطة للسيطرة على الشخص الذي أمامه، جزء من سيطرته على مى أنه ضحك عليها وأوهمها بحبه لها، لكن هناك قصص حب بين شخصيات أخرى في الأحداث، وأنواعًا مختلفة من الحب.

■ تنوع وتعدد النجوم على البوستر هل يضيف للعمل؟

- سمة العمل الفنى هو الجماعية، حينما يتذوق الممثل حلاوة العمل مع ممثلين جامدين، فإنه لن يتنازل عن هذا المستوى في كل أعماله، وهو ما اعتدت عليه ولن أتخلى عنه، لا تشغلنى فكرة أنا النجم على الإطلاق، المشهد أمام ممثل ضخم يكون في منطقة مختلفة «جيم»، ويا حبذا إن كان صديقًا ونفسيته سليمة، سوف يكون ذلك من أهم عناصر النجاح، وهو ما تحقق في «جزيرة غمام».

■ كيف كان تعاونك مع المخرج حسين المنباوى؟

- اختياره لمعالجة المسلسل كانت صعبة جدًا، لن يكون 2 في مشهد واحد، أقل عدد 200 شخص في المشهد، وهو أمر مرهق، يقدم حياة كاملة في كادر واحد، صعّب الحكاية على نفسه، لكن النتيجة رائعة.

■ هل هناك إسقاط على بعض الأحداث الحقيقية؟

- بالتأكيد، هناك إسقاطات عديدة، من مجمل المسلسل.

■ أنت مع أم ضد وضع تصنيف عمرى للمسلسل كونه يحتوى على جريمة قتل أو مناحٍ سياسية؟

- + 12 أعتقد هو التصنيف المنطقى للمسلسل، تحت الإشراف العائلى، لأن بعض المناحى قد لا يفهمها الطفل.

■ ما حقيقة مشاركتك في اختيار بعض الممثلين للمشاركة في العمل؟

- لا أتدخل في تلك الأمور على الإطلاق، لأنها لا تعنينى، ورأيى دائمًا يكون بالاستشارة، إلا لو كان دورًا شديد الأهمية ويكون الاختيار لفنان أقل من أهميته، أو أن يكون هناك عدم راحة بين المخرج والممثل، لا يمكننى أن أفرض ممثلًا على المخرج على الإطلاق، ورأيى أن كل دور له ناسه وصاحبه.

■ ما الذي خرج به طارق لطفى من تجربة «جزيرة غمام»؟

- بمخرج محترم في حجم حسين المنباوى، وممثلين محترمين، وكاتب راق جدًا، والنتيجة عمل شديد الدقة، وهى معادلة مهمة.

■ تقييمك للموسم الرمضانى هذا العام؟

- موسم ثقيل ومش سهل، من أهم أفكاره عودة نجوم في حجم أحمد عز وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز في التعاون معًا في عمل واحد «الاختيار 3»، ويعد إنجازًا في حد ذاته، وموضوع مهم كلنا ننتظره، مسلسل مقلق له حسابات في منطقة بعيدة عن المنافسة، وفى نفس الإطار «العائدون» لأمير كرارة، وعودة المخرج محمد ياسين مع «المشوار» يحتاج أن نشاهده، ونيللى كريم أيضًا مسلسلها فاتن أمل حربى، عمل مهم كونه يتناول قضية المشاكل الزوجية وصراعات محاكم الأسرة.

■ ماذا عن جديدك في السينما والمسرح؟

- هناك مشروعان لفيلمين في مراحل ما قبل الإنتاج، ومشروع فيلم «حفلة 9» لن يكتمل للأسف، وهو ما أعتبره خسارة لأنه ورق مهم، والمفاجأة أننى أحضر حاليًا للوقوف على خشبة المسرح لنص من تأليف عبدالرحيم كمال، تحمست له جدًا وزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم، يعرض على خشبة المسرح القومى قريبًا، الورق جاهز بالفعل، نحن بصدد تحديد انطلاق العرض، وننتظر انتهاء الإجراءات.

تاريخ الخبر: 2022-04-05 06:21:09
المصدر: المصري اليوم - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية