مخاوف السقوط تعصف بالسلطة العسكرية الحاكمة في خضم مليونية 6 أبريل


تعصف مخاوف السقوط بالسلطة العسكرية الحاكمة في السودان، مع اقتراب العد التنازلي لمليونية 6 أبريل. فبالإضافة إلى إغلاق الجسور بالعاصمة الخرطوم، علمت (التغيير) أنه سيتم قطع خدمتي الاتصالات والانترنت، بجانب تعديل رواتب الشرطة وتقديم حوافز لقوات الاحتياطي المركزي.

التغيير- الخرطوم: علاء الدين موسى  

بينما ينشط قادة السلطة العسكرية الحاكمة في السودان، في جولات خارجية، بحثاً عن الدعم الاقتصادي والسياسي، أوصدت الأبواب في وجوههم، ولم يجدوا من يقف معهم حتى بين تلك الدول التي كانت مؤيدة لانقلابهم.

تعمل لجان المقاومة وقوى الثورة على ترتيب نفسها  لإسقاط انقلاب 25 أكتوبر وعودة الحكم المدني، من خلال مليونية 6 أبريل.

ووضعت لجان المقاومة خطة لإسقاط الانقلاب من خلال نشرها لاستبيان صممته لجان مقاومة بحري للاتفاق على توقيت انطلاق موكب 6 أبريل.

ويعود النقاش، حول توقيت المليونية، بسبب صيام شهر رمضان وارتفاع درجات الحرارة، وبناء على نتيجة الاستبيان سيتم تحديد زمن انطلاق المواكب وووجهتها.  وكانت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم، أعلنت جدول الأسبوع الأول من أبريل. حيث تضمن مواكب دعائية ليلية، السبت 2 أبريل – رفع العلم- توزيع قصاصات – الكتابة على الحوائط بالبخاخات.

والأحد، دعم مليونية كلنا معاكم ميدان الأهلية أم درمان ـ فعاليات ثورية- توزيع قصاصات. والاثنين 4 أبريل، إفطار تنسيقيات لجان المقاومة في المدن والأحياء – ختمة للقرآن على أرواح الشهداء.

وشمل الجدول ليوم 5 أبريل، مواكب دعائية لمليونيه 6 أبريل، بينما حدد الأربعاء 6 أبريل “زلزال 6 أبريل”.

ويستعد مئات الآلاف من السودانيين في العاصمة والولايات للخروج في مليونية 6 أبريل التي بدأ الإعلان عنها عبر وسائل الإعلام المختلفة ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي من قبل تنسيقيات لجان المقاومة، وحملت دعوات إسقاط انقلاب البرهان الذي نفذه في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي وخلف وراءه أكثر من 90 شهيداً وآلاف الجرحى.

 

إعادة التاريخ

 

ويصادف السادس من أبريل ذكرى ثورة أبريل 1985م التي أطاحت بنظام مايو وانهت حكم الرئيس المخلوع جعفر نميري، وأعاد التاريخ نفسه في العام 2019  عندما زحف ملايين السودانيين نحو القيادة العامة للجيش بالخرطوم، واعتصموا أمامها حتى تم الإعلان عن خلع النظام البائد

لكن فرحة السودانيين لم تكتمل، عندما انقلبوا الحكومة الانتقالية بقيادة رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك، الذي استطاع في وقت وجيز أن يحقق انجازات كبيرة في مقدمتها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإعفاء أكثر من 20 مليون دولار من ديون السودان.

 

وجهة المواكب

 

كشفت مصادر لـ”التغيير” أن زلزال 6 أبريل ستكون وجهته قصر الجمهوري، وقالت المصادر إن هنالك بعض الجهات طرحت فكرة الذهاب إلى القيادة العامة، ولكن هذه الفكرة وجدت رفض من الكثيرين.

وأوضحت المصادر، أن هناك خطة أيضاً للذهاب إلى مقر المدرعات بمدينة الشجرة جنوب الخرطوم.

فيما أكد الناطق الرسمي باسم لجان المقاومة، شريف محمد عثمان، أن المشاورات بين مكتب ميدان لجان مقاومة مدينة الخرطوم مستمرة.

وأكد عثمان لـ”التغيير” أنه لم يتم الإعلان حتى الآن عن ميقات ومسار الموكب.

وتوقع أن يعلن عنها مساء اليوم أو في الساعات الأولي من صباح يوم 6 أبريل.

وقال عثمان ” إن 6 أبريل يوم عظيم في تاريخ شعبنا الباسل في معركة الحرية والكرامة سيخرج السودانيون ضد الاستبداد وإنهاء الانقلاب في السادس من أبريل لاسترداد ثورتهم المسلوبة بأمر الانقلاب وستعود بأمر الشعب “فالشعب أقوى والردة مستحيلة”.

 

سيناريو مضاد

 

وكشف مصادر مطلعة لـ”التغيير” عن استعداد القوات الانقلابية بوضع خطة أمنية محكمة لإبعاد الثوار من الدخول للعاصمة المثلثة بإغلاق الطرق والجسور المؤدية إلى وسط الخرطوم، بجانب قطع خدمتي الاتصالات والانترنت.

وقالت المصادر، إن اللجنة الأمنية ستقوم بإغلاق جميع الجسور التي تربط مدن العاصمة المثلثة عدا كبري الحلفايا وسوبا، لنقل الحالات الطارئة.

وأكدت المصادر أن السلطات  تدرس الآن  خيار إعطاء عطلة رسمية بمناسبة ذكرى  6 أبريل منعاً لتقليل من حجم المشاركة في الموكب، وافراغ وسط الخرطوم من المواطنين.

وأشارت المصادر إلى تخوف السلطات من سيناريو تتريس جميع الطرقات الرئيسة.

ولفتت المصادر إلى أن السلطات الانقلابية قامت بتعديل رواتب الشرطة واعطت حوافز لقوات الاحتياطي المركز “ابوطيرة” لممارسة القمع ضد المتظاهرين ويتم حسم الموكب في وقت وجيز وحتى لا يصل الموجهة المحددة له.

 

السعى الجاد

 

يقول الناطق الرسمي باسم التجمع الاتحادي بالخارج، عمار حمودة، إن يوم 6 أبريل من أيام الثورة السودانية فهي تخص الثوار وصف الثورة وليس الذين يقفون مع الانقلاب وصف الشمولية.

وأكد حمودة في حديثه لـ”التغيير” أن 6 أبريل قد يكون وقد لا تكون سدرة منتهانا، إنما العبرة بالسعي الجاد والعمل الدؤوب لاسقاط الانقلا.

وتابع: “لو الأمر بالأماني لتمنينا إسقاط الانقلاب من أول لحظة، ولكن الأفعال هي الحكم”.

وشدد على تمسك التجمع الاتحادي باسقاط الانقلاب، مبيناً أن خطة التجمع الآن هي هزيمة الانقلاب.

وأضاف: ” ندفع الآن اثمان المواجهة مع الانقلابيين، فقيادتنا في المعتقلات، وشبابنا في الشوارع مع جموع الثائرين من أبناء الشعب السوداني يصيبهم ما يصيب الثوار، استشهاد وجراحات.

 

هزة قوية

 

فيما توقع المحلل السياسي الدكتور صلاح الدومة، أن يكون يوم 6 أبريل زلزال يؤديلإ نظام الانقاذ وتعريته أمام الرأي العام المحلي والاقليمي والدولي.

وقال الدمة لـ”التغيير” إن يوم 6 أبريل سيحدث هزة قوية، مضيفاً “ما عاد تأييد مجموعة الموز تشفع للانقلابيين”.

وتوقع أن ينحاز جزء من الضباط الصغار في الجيش السوداني لارادة الشارع ويعملوا على إزاحة الانقلابين من المشهد ويعملوا على عودة الحكم المدني.

وأوضح الدومة، بأن نظام الانقاذ لا مستقبل له لأنه يتبع نفس الخطوات التي سلكها البشير في أيامه الخيرة وتلقيه ضربات دبلوماسية قاسية، وعدم ترحيب وإذلال.

ووصف ما يقوم به البرهان بالعدوان التعويضي بالاعتداء على شخص أو مؤسسة من مؤسسات المجتمع الدولي كما فعل البشير بطرد يان بروك والآن يعمل البرهان على طرد  فولكر بتريس.

 

يوم مصيري

 

ويرى مراقبون، أن 6 أبريلسيكون  يوماً مصيراً ويلعب دوراً كبيراً  في تغيير المشهد السياسي في السودان، خاصة وأن اليوم ارتبط في أذهان الثوار باليوم التاريخي الذي تدفقت فيه الجماهير نحو القيادة العامة 2019.

تاريخ الخبر: 2022-04-05 09:21:55
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية