على الرغم من العقوبات الأمريكية التي هدفت إلى كبح جماح الصناعات الدفاعية التركية، فإن صادرات تركيا من الأسلحة والأنظمة الدفاعية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022 سجّلَت زيادة وصلت إلى نحو 48.6%، بواقع 961 مليوناً و73 ألف دولار.

وقال رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية التابعة للرئاسة التركية إسماعيل ديمير على حسابه على تويتر: "حققت صناعة الدفاع والطيران لدينا 961 مليون دولار من الصادرات في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، بزيادة نسبتها 48.6% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق". وأضاف: "أهنئ أولئك الذين ساهموا في هذا النجاح، لكني أؤكّد مرة أخرى أننا بحاجة إلى العمل بجدية أكبر لتحقيق أهدافنا".

اللافت في الأمر أن الولايات المتحدة حلّت على رأس قائمة الدول الأكثر شراءً للأسلحة التركية منذ بداية العام بقيمة تجاوزت 200 مليون دولار، تلتها في المراتب اللاحقة الفلبين و3 دول إفريقية أخرى.

وبينما نمَت صادرات تركيا من الأسلحة المصنعة محلياً بنسبة 30% بين عامَي 2016 و2020، مقارنة مع الفترة المقابلة المنتهية في 2015، انخفضت واردات تركيا من الأسلحة بنسبة 59% في الفترة ذاتها.

"ما لا يقتلك يجعلك أقوى"

انطلاقاً من مقولة نيتشه الشهيرة: "ما لا يقتلك يجعلك أقوى"، في كتابه "شفق الأصنام"، تمكنت تركيا خلال فترة زمنية قصيرة جداً من التغلب على العقوبات الأمريكية المعروفة باسم "كاتسا" التي تحظر بيع الأسلحة المتطورة والتقنيات العسكرية عقاباً لتركيا على شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية "S-400" قبل أعوام، وأنتجت هذه المستلزمات والتقنيات الحديثة تباعاً بإمكانيات محلية خالصة.

ولم تكتفِ تركيا بتوطين معظم صناعاتها الدفاعية، بل نجحت في حجز مقعد متقدم لها في نادي الدول الأفضل في العالم في مجال إنتاج وتصدير الأسلحة الحديثة والمتطورة.

وعلى الرغم من حقيقة أن تأثير الوباء لم يمرّ بالكامل بعد، وأن أولويات تركيا كانت تتركز على مجالات مختلفة، بخاصة الصحة، وصل إجمالي صادرات تركيا من أنظمة الدفاع والطيران إلى 3 مليارات 224 مليوناً 786 ألف دولار عام 2021، حسب بيانات جمعية المصدرين الأتراك (TIM).

وهو من الأرقام القياسية التي أهّلت أنقرة لتشغل المرتبة رقم 13 بين العواصم الأكثر تصديراً للأسلحة في العالم، وفقاً لتقرير "معهد ستكهولم الدولي لأبحاث السلام" لعام 2020، الذي أشار كذلك إلى أن صادرات الأسلحة التركية ارتفعت بنسبة 170% خلال السنوات العشر الماضية.

الولايات المتحدة من أكبر مستوردي الأسلحة التركية

كانت الدولة التي تربعت على رأس قائمة الدول التي صدّرت إليها تركيا العام الماضي 2021 هي الولايات المتحدة الأمريكية بمليار 127 مليوناً و861 ألف دولار.

تلت الولايات المتحد بلدان مثل أذربيجان بواقع 202 مليون و221 ألف دولار، وقطر بإجمالي 180 مليوناً و547 ألف دولار، ثم الإمارات بـ161 مليوناً و526 ألف دولار، والمغرب بـ159 مليوناً و667 ألف دولار.

كما زادت صادرات الدفاع والطيران التركية إلى دول مثل إثيوبيا وبنغلاديش وقيرغيزستان وليتوانيا والكونغو، بالإضافة إلى الكويت وبوركينا فاسو وتشاد بشكل ملحوظ مقارنة بعام 2020.

تجدر الإشارة إلى أن معظم صادرات تركيا إلى الولايات المتحدة هي من الأسلحة الصغيرة والطيران ضمن برامج مختلفة، إذ تتزود شركات الطيران الأمريكية بكثافة من تركيا.

الهدف 4 مليارات دولار

وضعت شركات الصناعات الدفاعات التركية نصب أعينها تحقيق إجمالي صادرات يتجاوز 4 مليارات دولار عام 2022، لهذا تشارك شركات الصناعات الدفاعية التركية هذا العام في 8 معارض دولية للبحث عن فرص جديدة من شأنها تعزيز الصادرات وتحقيق مزيد من الأرقام القياسية.

فيما قال إسماعيل دمير رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية التابعة للرئاسة التركية في تصريحات للأناضول، إن "الصادرات في قطاع الصناعات الدفاعية هي نتاج تضافر عدة عوامل ونتيجة مجهود وإصرار استمر لعدة سنوات".

من جانبها حددت تركيا أهدافاً استراتيجية لرؤيتها الخاصة بعام 2053، إذ تهدف إلى جعل الصناعات الدفاعية التركية مستقلة بنسبة 100%، بالإضافة إلى إدخال 10 شركات تركية دوري الأبطال لأكبر 100 شركة دفاعية في العالم، وزيادة قدرتها التصديرية لصناعات الدفاع والطيران إلى 50 مليار دولار.

TRT عربي