بعد أن قررت لجنة القوانين التابعة للجامعة هزم النجم الساحلي جزائيا بثلاثة أشواط نظيفة في لقاء الكلاسيكو الأخير الذي جمع بين الفريقين وتوقف في الشوط الخامس على نتيجة (9 - 14)، الترجي توج بطلا بينما تلقى النجم عقوبات قاسية يمكن اعتبارها سابقة في تاريخ الفريق وسيقوم باستئنافها والطعن فيها وفقا للأخبار المؤكدة التي توفرت لـ»المغرب».
توج الترجي الرياضي بلقب البطولة للموسم الخامس على التوالي وهذا كان متوقعا بما أنه ضم الى صفوفه منتخبا بأكمله واستحوذ على أهم الصفاقات وأبرزها بعد ان أفرغ الفرق المنافسة من نجومها مستغلا في ذلك ظروفها المادية الصعبة وعدم قدرتها على المنافسة على أهم الأسماء التي تكون قادرة على تقديم الاضافة اللازمة، فريق باب سويقة وجد الحل في الانتدابات ولولا لاعبي الفرق المكونة لما كانت في رصيده الحصيلة التي هي بحوزته اليوم ولما استطاع فرض سيطرة مطلقة فالمتمعن في رصيده البشري يجد ان جل العناصر من الأولمبي القلبيي ونسر الهوارية بدرجة أولى والبقية من منافسيه على التتويجات المحلية وهما النجم الساحلي والنادي الصفاقسي اللذان فاز أيضا بخدمات أبرز العناصر فيهما بسبب عجزهما عن تجديد العقود وآخر الوافدين منهما كان الرباعي حمزة نقة واحمد القاضي وإسماعيل معلى والياس القرامصلي والحال ان فريق في قيمته كان من المفروض ان يكون الأول على مستوى التكوين بما ان كل الظروف مواتية للنجاح في هذا الجانب.
التتويج المحلي لا يمكن ان يغطي الفشل في البطولة العربية
يبقى تاج البطولة الوطنية مستحقا للترجي ولاعبيه دون الحاجة الى هزم النجم جزائيا بما انه كان سيحافظ على اللقب في كل الحالات فعناصره هي الأفضل على كل المستويات ولها من التجربة ما يمكنها من رفع الالقاب المحلية بالنظر الى وضعية النجم والصفاقسي في الموسم الحالي والتراجع الذي عرفاه، الترجي فرط في فيفري الماضي في تاج البطولة العربية للأندية للمرة الثالثة على أرضه وانسحب منذ المربع الذهبي امام المنافس ذاته الريان القطري وفوزه بالبطولة المحلية لا يمكن أن يغطي تلك الخيبة والأسباب التي ادت الى فشله في التدارك واستعادة اللقب الغائب عنه منذ 2014 والأكيد أن الهيئة المديرة للنادي على بينة من ذلك وستتخذ القرارات المناسبة بعد نهاية الموسم الحالي ففريق يضم عشرة لاعبين من المنتخب الاول المتواجد في المركز 14 عالميا وبطل قارة والذين انفقت أموال طائلة لانتدابهم وضمهم الى المجموعة كان لا بد أن يفوز بكل مسابقة يخوضها وإلا فما الجدوى من كل تلك الجهود التي بذلت.. افراغ الفرق المنافسة من أبرز العناصر واستغلال مشاكلها المادية جعل الترجي دون منافس وتتويجه بالبطولة كان منتظرا منذ بداية الموسم والأمر سيكون كذلك بالنسبة للكأس خاصة بعد العقوبات المجحفة التي طالت النجم.
عقوبات قاسية بحق النجم والهيئة تطعن فيها
سيضطر النجم الساحلي الذي أخطأ في تشريك لاعبه مروان المرابط في الكلاسيكو بعد جمعه لثلاث بطاقات حمراء الى البحث عن قاعة جديدة لخوض ما بقي من مباريات من الموسم الحالي سواء بالنسبة للقاء الجولة الختامية من «السوبر بلاي أوف» التي سيستضيف فيها النادي الصفاقسي في الكلاسيكو أو لمنافسات الكأس والأمر قد يشمل أيضا مواجهات الموسم المقبل في حال لم تستكمل عقوبة خوض الأربع مباريات خارج سوسة وتبعد على الأقل 60 كلم، فريق جوهرة الساحل سينهي الموسم منقوصا من خدمات أبرز لاعب وهو مروان القارصي الذي سلطت عليه عقوبة المنع لست مباريات وغرامة مالية قدرها 2000 دينار وأخرى قدرها 5000 ضد النادي وهذا سيكون قاسيا على الفريق الذي استطاع استعادة توازنه في الفترة الأخيرة وكان «القارصي» من الأبرز العناصر التي ساهمت في ذلك.
استطاع النجم فرض ذاته امام الترجي مجددا وأجبره في اخر مباراة بينهما على الذهاب الى شوط خامس فاصل وهذا يقيم الدليل على قيمة العمل المبذول من اللاعبين والمدرب الشاب وليد عباس وعلى الاستفاقة الحاصلة للفريق في الاونة الأخيرة لكن العقوبات القاسية والمسبوقة من الجامعة ستكون لها مخلفات سلبية في ردهات بقية الموسم الذي مازال معنيا فيه بتاج الكأس وقد تحول بينه وبين المراهنة على لقبه على الرغم من ان حظوظه قائمة في تحقيق ذلك سيما بعد الأداء الممتاز للمجموعة في كلاسيكو الأسبوع الماضي، الهيئة المديرة للنجم ستتقدم بطلب استئناف والطعن في قرارات اللجنة القانونية للجامعة من أجل تخفيف العقوبة وان نجحت في ذلك فإنها ستستعيد خدمات مروان القارصي الذي سيكون زادا هاما في حال تمكن الفريق من بلوغ الأدوار المتقدمة للكأس الفرضية التي تبقى ممكنة جدا بما أنه يعد الافضل بين باقي الفرق المنافسة للترجي على اللقب.
هل حافظت الجامعة على حيادها؟
رافقت في السابق أحداث عنف أكثر من مباراة وأكثر من لقاء حصلت فيه مناوشات أكثر مما حصل في كلاسيكو النجم الساحلي والترجي الرياضي الأخير لكن الجامعة لم تتخذ قرارات سريعة وشبيهة بالتي سلطتها ضد فريق جوهرة الساحل وهذا ما يطرح التساؤل حول مدى حياد اللجنة القانونية التابعة لها بخصوص ما صدر عنها مؤخرا، الجامعة مطالبة بالوقوف على المسافة ذاتها مع جميع الفرق عند اتخاذها لأي قرار بعيدا عن كل محسوبية وحسابات ضيقة ودون الوقوع تحت أي ضغط مهما كانت الأسماء بما أن حصول عكس ذلك ستكون هي المتضرر منه في المقام الأول وستجد نفسها في صدام مع أكثر من طرف وهذا مؤكد لن يخدم مصلحتها وسيضرب بمصداقيتها عرض الحائط والحال انها محل شكوك كبيرة في الاونة الأخيرة.