تراها إشارة وليست «مشعاب»


البعض من السائقين ما أن تستخدم الإشارة الضوئية لتشعره أو تنبهه برغبتك في تغيير مسارك للدخول إلى الطريق أو الخروج منه حتى يزيد من سرعته، وكأنك رفعت في وجهه (مشعاب) وليس إشارة ضوئية، وهذه معضلة ما أن تختفي في مكان حتى تبرز في مكان آخر، وما أن نشعر بأن سلوكيات السائقين في الشارع قد ارتقت حتى تصدمنا أعداد الحوادث البسيطة المتكررة أسبابها ناتج عن عدم الإفساح لمَن يريد الخروج من الشارع أو الدخول إليه واسألوا مَن يعمل في (نجم)!!..

الطبيعي أنه عندما يريد السائق الانتقال من مسار إلى آخر أو يهم بالخروج من الخط الرئيسي إلى الطريق المحلي أو العكس هناك خطوات بسيطة يجب اتباعها مثل تغيير المسار بحيث يكون في أقصى اليسار قبل الوصول للمخرج بمسافة آمنة مع زيادة في السرعة عن بداية الدخول للخط السريع لتتناسب مع سرعة الطريق القادم إليه مع استخدام الإشارة لتنبيه مَن حوله وعكس ذلك مَن يريد أن يغادر الطريق الرئيسي إلى الطريق المحلي أو الفرعي هنا يتوجب تقليل السرعة مع الاتجاه إلى أقصى اليمين وبمسافة كافية حتى لا يكون في الانتقال بين المسارات المفاجئ خطورة على مستخدمي الطريق مع استخدام الإشارة في كل الأحوال لأهميتها عند مَن يحترمها، ويحترم مَن استخدمها بعيدا عن فلسفة (المشاعيب) والعناد!!


قد يقول قائل أين الجديد في الموضوع!؟ فما ذكرته في هذه المقدمة المطولة حول مغادرة الطريق أو الدخول إليه يعتبر من أبجديات القيادة وفنونها وأخلاقياتها!

اتفق وبقوة مع مَن يقول بهذا القول عند مَن يتبع أصول القيادة الوقائية وأخلاقيات القيادة وأنظمتها، ويراعي ويحترم حقوق كل مَن حوله، فهؤلاء ليسوا المقصودين بالمقال..

الموضوع أكبر من مجرد قيادة على الطريق، إنها سلوك وثقافة تعكس للآخرين ثقافة مجتمعنا، ولذا يجب أن نحرص على سمعة الوطن من خلال ما نرسم من لوحات خلف الدركسيون، ففي كل مرة أتشرف بإلقاء محاضرة عن السلامة المرورية أبدأ بذكر الركائز الثلاث التالية للحضور.. المعرفة.. المهارة.. والسلوك، واستغل الفرصة للتركيز على الجوانب الأخلاقية وأهميتها وربطها بالوطنية، فشبابنا لا تنقصهم المعرفة ولا المهارة، وهنا أجد منهم مَن يستوقفني مستغربين كيف اربط السلامة المرورية بالوطنية وأرد على السؤال بسؤال...

قائلا عندما تسافرون إلى أي بلد في العالم كيف يكون انطباعكم عندما تشاهدون الرقي في التعامل على الطريق منذ بداية الرحلة من المطار إلى حيث إقامتكم!؟ وكيف يكون شعوركم عن بلد آخر لا تشعر بالأمن وأنت مع السائق من كثرة المخالفين والمتهورين ممن لا يحترم القواعد المرورية، أكيد الانطباع عن البلدين مختلف طبعا، فبلد ستكرر الزيارة، والآخر تقول في نفسك هذه آخر زيارة!؟

أعتقد الرسالة وصلت وبلدنا على أعتاب سياحة خلاقة سيجني منها أرباحا طائلة تجعل من السياحة رافدا اقتصاديا مهما، ولكن كيف نستطع أن نجعل مَن يزورنا يفكر بتكرار الزيارة من عدمه!!

الكورة في ملعبكم يا شبابنا لرسم أجمل لوحة عن بلدنا من خلال سلوككم في سلك طرقاتكم!

‏@Saleh_hunaitm
تاريخ الخبر: 2022-04-08 00:24:06
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية