في سياق العقوبات التي تفرضها واشنطن ضد موسكو، تواصل الولايات المتحدة تشديد خناقها الاقتصادي والمالي على الدائرة المقربة من الرئيس الروسي ، على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وبعد أن استهدفت هذه العقوبات أثرياء روس مقربين من الكرملين، انتقلت واشنطن إلى مرحلة ثانية في ضرب الدائرة الضيقة جدا للدب الروسي. وأعلن البيت الأبيض الأربعاء أنه سيفرض عقوبات على ابنتي بوتين وهما: كاترينا تيخونوفا، 35 عاما، وماريا فورونتسوفا، 36 عاما، بحكم أن "أصول بوتين مخبأة لدى أفراد من عائلته".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أمريكي، فضل عدم كشف هويته، قوله: "نحن نحرم (روسيا) من رؤوس الأموال، ونحرمها من التكنولوجيا، ونحرمها من المواهب، وكل الإجراءات التي نتخذها تخلق دوامة تتسارع مع استمرار بوتين في التصعيد العسكري".
وعلى غرار واشنطن، فرضت المملكة المتحدة الجمعة من جهتها عقوبات على ابنتي الرئيس الروسي وابنة وزير الخارجية سيرغي لافروف، مؤكدة أنها تريد الاقتصاص "من نمط الحياة الباذخ للأوساط المقربة من الكرملين".
وجاء في بيان للخارجية البريطانية أنه بموجب القرار، تمنع كاتيرينا تيخونوفا وماريا فورونتسوفا، فضلا عن إيكاتيرينا فينوكوروفا ابنة لافروف، من دخول الأراضي البريطانية مع تجميد أصولهن المحتملة فيها.
"أنا فخور بهما"
لا يعرف الكثير عن ابنتي بوتين اللتين كانتا هدفا للعقوبات الأمريكية الجديدة، باعتبار أن والدهما ظل يفضل طيلة هذه السنوات التي قضاها في الحكم حتى الآن، أن يتركهما بعيدا عن الأنظار، مشددا في مقابلة أجراها في 2020 أنه لا يريد الإعلان عن أي معلومات حول عائلته "لدواع أمنية".
كما أنه خلال مؤتمر صحافي في 2019، رفض الرئيس الروسي الرد مباشرة على سؤال حول النفوذ التجاري المتزايد لابنتيه وعلاقاتهما بالحكومة، ولم يقر أبدا بأن فورونتسوفا وتيخونوفا ابنتاه، بل أشار لهما فقط بـ"امرأتين"، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
لكنه لم يخف في أحد المؤتمرات الصحافية قبل سنوات اعتزازه بابنتيه. وقال: "أنا فخور بهما. فهما تتابعان الدراسة وتعملان". وبدا وكأنه يبعد عنهما أي "شبهة"، حيث أضاف أنهما "ليستا منخرطتين في أي نشاط تجاري وليستا منخرطتين في السياسة".
من هما ابنتا بوتين؟
وُلدت ماريا فورونتسوفا في 1985 قبل أن تنتقل العائلة إلى دريسدن في ألمانيا، حيث عمل بوتين كعميل للاستخبارات السوفياتية "ك جي بي" سابقا. ودرست، بعد ذلك، علم الأحياء في جامعة سانت بطرسبورغ والطب في جامعة موسكو الحكومية.
وتدير فورونتسوفا برامج للأبحاث في علم الجينات، تمولها الدولة الروسية، و"يُشرف عليها بوتين شخصيا"، بحسب وزارة الخزانة الأمريكية.
وبحسب "بي بي سي" البريطانية، هي اليوم جامعية مختصة في نظام الغدد الصماء. وشاركت في تأليف كتاب عن التقزم لدى الأطفال، وتم إدراجها كباحثة في مركز موسكو لأبحاث الغدد الصماء.
كما أنها سيدة أعمال أيضا طبقا لما أورده فرع "بي بي سي" في روسيا، حيث أشار إلى أنها تملك بالشراكة مؤسسة تخطط لبناء مركز طبي ضخم. وهي متزوجة من رجل الأعمال الهولندي جوريت جوست فاسين، الذي عمل في شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم. وذكر نفس المصدر أنهما قد يكونا وضعا حدا لحياتهما الزوجية.
وإن كانت ماريا فورونتسوفا غير معروفة كثيرا لدى الرأي العام الروسي، فشقيقتها كاترينا تيخونوفا عرفت ليست كابنة للرئيس فقط، وإنما لأن اسمها بزغ في سماء رقصة "الروكنرول"، وحازت في 2013 بمشاركة دولية لها على المرتبة الخامسة.
تزوجت في نفس العام كيريل شامالوف، وهو ابن صديق قديم للرئيس بوتين. وتعمل كاترينا "مسؤولة في قطاع التكنولوجيا، تدعم عملها (...) صناعة الدفاع الروسية"، بحسب وزارة الخزانة الأمريكية.
ثمرتا زواج
كانت ماريا فورونتسوفا وكاترينا تيخونوفا ثمرتا زواج لبوتين من مضيفة طيران تدعى ليودميلا، التقيا عندما كان الرئيس الروسي يعمل جاسوسا للاستخبارات السوفياتية "ك جي بي". وقضيا جنبا إلى جنب 30 عاما من الحياة الزوجية قبل أن ينفصلا، تخللتها فترة صعود بوتين إلى أعلى هرم السلطة.
انتهت قصة زواجهما بالضبط في 2013. وقال بوتين حينها، وفق ما نشرته "بي بي سي" البريطانية: "كان قرارا مشتركا. بالكاد نرى بعضنا البعض. كل واحد منا لديه حياته الخاصة". وصرحت طليقته أنه "كان يغرق بالكامل في العمل".
وكان بوتين كشف، في تصريحات نادرة حول ابنتيه، أنهما تتقنان عدة لغات أوروبية. ولبوتين أحفاد أيضا، حسب ما جاء يوما على لسانه، دون أن يحدد عددهم. إذ قال بهذا الشأن: "لدي أحفاد، أنا سعيد. هم جيدون جدا، لطيفون جدا. أستمتع جدا حين أمضي الوقت معهم".
كما أضاف: "بالنسبة لأحفادي، أحدهم في روضة الأطفال بالفعل. لا تفهموني خطأ، لا أريدهم أن يكبروا مثل نوع من الأمراء الملكيين. أريدهم أن يكبروا مثل الناس العاديين".
بوعلام غبشي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
