للأسرة دور مهم في شهر رمضان، ويتضح جمال هذا الدور في تجمع العائلة وتبادل المعرفة والقيم والمبادئ والذكريات، وانتقالها بين الأجيال، وأبرز هذه التجمعات، تجمع العائلة على مائدتي الإفطار والسحور، وقالت الكاتبة والباحثة في قضايا الطفل د. لمياء البراهيم إن غياب أحد الآباء أو كليهما يسبب اضطرابا في ظروف الحياة بشكل عام، وقد يكون بسبب عمل أحد الوالدين في رمضان في مكان بعيد، أو بسبب وفاة أحدهما، أو بسبب الانفصال، أو لأي أسباب أخرى يمكن أن تفصل الطفل عن أسرته، إذ إن غياب أحد أفراد العائلة يكون له تأثير، ولكن هذا التأثير يعتمد على تضخيم هذا الغياب، بمعنى: هل يستحق الموضوع التضخيم الذي يجعله يشعر بأن أهله غير موجودين؟
وأوضحت أن ظروف عمل أحد الوالدين قد تتطلب ألا يكون موجودا على وجبة الإفطار، لكن عندما يكون الجميع موجودين سيعوضون الأبناء عن هذا الغياب ويقضون أفضل وقت معهم، وعندما نتحدث عن الرؤية الوطنية والإنتاجية وأن هذه طبيعة الحياة وليس من الضروري أن يكون الآباء موجودين مع أبنائهم بشكل دائم، فلابد من عدم إشعار الوالدين بالذنب لعدم وجودهم بسبب ظروف العمل أو لظروف أخرى خارجة عن إرادتهم، كالأطباء أو المسؤولين الذين يمارسون واجبهم الوطني تجاه مهنتهم، ومن حقهم ألا يتم الضغط عليهم لعدم وجودهم مع أبنائهم.
