تأملات في لحـن الشعانين “إفلوجيمينوس” (٢)


في هذا المقال سوف نستكمل الجزء الثاني من لحن الشعانين، لحن الخلاص، لحن إستقبال الملك لحن “افلوجيمينوس”. ففي المقال السابق، رأينا كيف انه لحناً جميلاً، ولكننا لم نتمعن في جماله وعمق موسيقاه، إلا أنه سبانا بروحانيته.

فلحن إفلوجيمينوس ينقسم إلى نصفين، النصف الأول من مقام عجم الجهاركاه (والجهاركاه هي نغمة الـ “فا” باللغة الفارسية، ومقام العجم هو مناظر في الغربي للسلم الكبير الذي يتميز بالقوة التي تتناسب مع دخول الملك أورشليم.

والنصف الثاني من اللحن حول مقامياً إلى مقام بياتي الدوكاه، حيث ظهر فيه نغمة الـ “مي ميكروتون” التي يطلقون عليها الاسم الفارسي “سيكاه”. فحينما تظهر في اللحن يصبح أكثر حنانا. لهذا السبب النصف الأول من اللحن فيه قوة الملك، والنصف الثاني فيه تواضع الملك الذي دخل راكبا على جحش إبن آتان. فملك الملوك جعل إيليا النبي يركب مركبة نارية ويرتفع نحو السماء، وركب هو على حمار ويدخل أورشاليم. وبالفعل النصف الثاني من اللحن فيه جمل كثيرة منخفضة النغمات. لكن اللحن كله مليئ بالحركة والنشاط ونغماته تتزاحم حتى تعبر عن فرحة هذا الشعب.

النصف الأول من اللحن جمله بسيطة تتكرر، ومن ميزان ثنائي الذي يعتبر من أسهل الموازين، ففيه بالعدد 2 نوار فقط في كل مازورة موسيقية، وهذه الجملة البسيطة تكررت عشر مرات. فقد قيلت في إفتتاحية اللحن بشكل مختلف بعض الشيء، ثم تكررت بعد ذلك 9 مرات بنفس تفاصيلها الموسيقية.

فكل الشعب يهتف بها ويرنمها فمن لم يستطيع أن يحفظها من أول مرة سوف يحفظها في المرة الثانية أو في أي مرة لاحقة من المرات الباقية، فهي جملة بسيطة وسهلة الحفظ.

وأغلب الظن إنه من الممكن أن تكون هذه بعينها هي نفس الجملة التي إستقبل الجموع بها السيد المسيح وهو داخل إلى أورشليم. وذلك لعدة أسباب: لإنها سهلة، ولانني لا أظن إن القديس مرقس حينما جاء إلى مصر وكتب القداس وكتب الإنجيل وأسس قسم للموسيقى في كلية اللاهوت في الإسكندرية، أنتكون هذه الجملة قد غابت عن ذهنه. بل بالعكس لابد وأنها قد إنحفرت في وجدانه، هل تتخيل معي عزيزي القارئ هذا المشهد البديع والناس يخلعون ملابسهم حتى يغطوا بها الأرض تحت أرجل جحش إبن أتان، محتسبينها نفاية، وهم ممسكين بأيديهم أغصان الزيتون وسعف النخل، يرتلوا قائلين:”أوصنا تو إيو دافيد” ، “أوصنا لإبن داود”. هل يُعقل أن مشهداً مثل هذا قد يكون قد غاب عن ذهن القديس مارمرقس، أم يكون قد إنحفر بكل تفاصيله ونغماته في داخله، خاصةً أنه كان شاباً لم يبلغ من العمر 16 ربيعاً، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر.

الحق أقول لكم لا بل قد إنحفر بكل معنى الكلمة، والروح القدس ساعد على حفره. يؤكد ذلك إننا مازلنا ننفذه بكل تفاصيله ونغماته حتى يومنا هذا. بمعنى أنه انتقل لنا من القديس مرقص، أو من مجموعة السيرابوتا الذين هم اليهود الذين جاءوا إلى أرض مصر من أورشليم بعد أحداث الصلب والقيامة.

لقد وصلتني رسالة في مكالمة هاتفية من المبارك المهندس الفنان “وائل حليم”الذي تنيح متأثراً بفيروس كورونا منذ أكثر من عام، وكان عميقاً في الروحيات، وكان قائداً لأوركسترا وكورال الأب أندراوس الصمؤيلي، قال فيها:

“إن المؤرخ فيلو اليهودي السكندري الذي كان يعيش في أيام الرسل كتب أن لحن افلوجيمينوس كان يتم تسليمه إلى الأطفال الصغار على أن أنه هو النشيد الذي سيقال فى استقبال المسيا. وأنهم كانو ينقسموا إلى فرقتين، اﻻولى تقف داخل سور أورشليم وتقول “خلصنا يا ابن داود” وترد عليها الثانية من خارج السور وتقول “خلصنا يا ابن داود”. ولم تكن هذه سوى تدريبات “بروفات”يقوموا بها، حتى عندما يأتي المسيا المنتظر، يتلون هذا اللحن بهذا الشكل.

لكن لما دخل السيد المسيح إلى أورشليم وكان

تاريخ الخبر: 2022-04-09 12:21:19
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

لقجع يكشف الأسباب الحقيقية وراء إقالة خاليلوزيتش وتعيين الركراكي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 12:09:11
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 79%

مطالب برلمانية بالكشف عن نتائج دراسة الحكومة لآثار الساعة الإضافية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 12:08:57
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 73%

توقعات أحوال الطقس اليوم السبت

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 12:10:06
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

إصابة حمد الله تزيد من متاعب اتحاد جدة السعودي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 12:09:00
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 71%

نفي وتنديد بتزوير باسم ” الأيام24″

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 12:09:04
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 79%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية