تأثير جائحة كورونا وانعكاسات الحرب الأوكرانية الروسية والوضع الأمني المتوتر في المحيط الساحلي..عوامل من بين أخرى يصفها الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، بأنها أدخلت بلاده في مرحلة حرجة ودقيقة.
العوامل السالفة أسهمت في ارتفاع صاروخي للأسعار حتى تلك التي تدعمها الدولة على غرار أسعار المحروقات، إذ تشير الأرقام إلى أنها ستصل مع نهاية السنة الحالية إلى 73 مليار أوقية منها 27 لدعم الغاز المنزلي.
وعلى إثر ذلك، دعا الرئيس الموريتاني، رجال الأعمال الموريتانيين ونشطاء القطاع الخاص “للتعاون مع حكومته من أجل أن تتجاوز المرحلة الحرجة، وإلى تكاتف الجهود في إطار مبادرة خاصة سيجري إطلاقها سريعاً من أجل الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية في تحقيق اكتفاء ذاتي لموريتانيا، كالزراعة والتنمية الحيوانية والصيد والصناعة”.
“حرصت على هذا اللقاء برجال الأعمال في ظل الظرفية الخاصة التي بدأت منذ سنتين بجائحة كورونا وما نتج عنها من تأثيرات صحية واقتصادية، مضافة للوضعية الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية التي زادت الوضعية العالمية صعوبة، وللآثار السلبية للحالة الأمنية في منطقة الساحل”، يقول محمد ولد الشيخ الغزواني.
وأرجع المتحدث هذا الواقع “لعدم نجاعة سياساتنا العمومية، وعدم الاستغلال الأمثل لمواردنا”، مشيراً إلى أن “اعترافنا بواقعنا، لا يعني بأي حال من الأحوال استسلامنا له وقبولنا به، بل العكس، فيجب أن يكون المحفز الأساسي لنا للعبور ببلدنا إلى مصاف الدول النامية”.
وقال مخاطباً نشطاء القطاع الخاص: “في وضع كهذا، يجب أن نتصارح، فبلدنا بلد فقير، وإمكانياته وموارده الاقتصادية محدودة جداً، وبنيته التحتية ناقصة وضعيفة”، مضيفاً: “على سبيل المثال، في الأسابيع الماضية استوردت المركزية للاستيراد والتموين 100 ألف طن من القمح وصلت منها لحد الآن 75 ألف طن، وبعد وصولها وجدنا صعوبة في تعبئتها وفي تخزينها وفي نقلها”.
وعرض الرئيس الموريتاني جملة أرقام عن حصائل سياسات نظامه في مواجهة جائحة كورونا متحدثاً عن “تنفيذ حكومته لبرنامج واسع لاقتناء التجهيزات الصحية والأدوية الضرورية للتكفل بالمرضى بكلفة 12 مليار أوقية قديمة، وبرنامج واسع للتحويلات المالية شمل 396 ألف أسرة كلف ما يزيد على 744 مليون أوقية جديدة، كما تكفلت الدولة بفاتورة الماء والكهرباء للأسر الفقيرة في نواكشوط لمدة وجيزة جداً كانت شهرين وفي الوسط الريفي لسنة كاملة، ووصلت تكلفة هذه الفاتورة 310 ملايين أوقية جديدة واستفاد منها 2055 تجمعاً قروياً و192 ألف أسرة في الوسط الحضري”.
ويأتي هذا اللقاء ضمن حراك إصلاحي جديد وموسع بدأه الرئيس الموريتاني قبل أيام بتوجيه انتقادات شديدة لأداء الحكومة ثم القيام بتعديلها، وإلزامها بتحسين الأداء وفقاً لمنهجية جديدة تقوم على مرتكزات منها القطيعة التامة مع كل الممارسات المنافية للحكامة الراشدة والرفع من فعالية الأداء، وحسن تسيير الممتلكات العمومية، وتفعيل الرقابة المسبقة، تسريع تنفيذ السياسات العمومية والبرامج التنموية، وإصلاح الإدارة وتحسين جودة خدمات المرفق العمومي وتقريبها من المواطن.