إعــلام الـقـاهـــرة تخــتم ورشــة حــول “تـطبـيـق عـلـم المـسـتقـبليـات عـلى الأفــــراد”


اختتمت , كلية الاعلام ورشة عمل حول “تطبيق علوم المستقبل” على الباحثين بالأقسام العلمية بالكلية(الصحافة – الإذاعة والتليفزيون – العلاقات العامة والإعلان) والتى نظمتها كلية الإعلام تحت رعاية أ. د.محمد عثمان الخشت,رئيس جامعة القاهرة .

وقد استهلت أ. د. عواطف أستاذ تاريخ الصحافة ومناهج البحث , فاعليات الورشة بمحاضرة شاملة عن الدراسات المستقبلية تتضمن تاريخ التفكير المستقبلي وبداياته منذ نهاية القرن الخامس عشر في المدرسة البريطانية ورودها توماس مور (اليوتوبيا الجديدة) وفرانسيس بيكون في القرن السادس عشر(أطلنطا الجديدة) ومالتوس (نحو السكان في انجلترا) نهاية القرن السابع عشر، وجولفيدن في القرن التاسع عشر (80 يوم حول العالم)، (20 ألف فرسخ تحت سطح البحر) ثم ركزت على الإضافات العلمية للمؤرخ البريطاني (هـ.ج. ويلز) في بداية القرن العشرين أبرزها ( التوقعات) (شكل الأشياء المستقبلية)، وأشارت الى البداية الاصطلاحية لعلم المستقبل عام 1907 بمصطلح ميلو نولوجي الذي لم يلق قبولًا فى الأوساط العلمية وحلم حله مصطلح futurology الذي حبكه العالم الألماني اوسيب فيتله يم عام1935، وأصبح منتشرًا حاليًا حقل الدراسات المستقبلية.

وطرحت أستاذ مناهج البحث سؤالًا محوريًا حول “الهدف من الدراسات المستقبلية” وأنها تطرح إطارًا زمنيًا طويل المدى القرارات التي نتخذها في حياتنا الراهنة والتي تؤثر بصورة أو بأخرى على مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة.

وأشارت أستاذ الصحافة الى أن, الدراسات المستقبلية تساعدنا على اكتشاف أنفسنا و مواردنا وطاقاتنا ولكنها تسعى إلى تقديم سيناريوهات احتمالية مشروطة، إذ يعتمد علم المستقبل على العقل والحدس والخيال والعاطفة وينطلق من أرض الواقع ويرتبط بالحاضر والماضي باعتباره حصيلة تراكمية للظروف المحلية والوافدة.

وكشفت عن أن علم المستقبل يعد, تتويجًا للثورات النوعية التي حدثت في مجال المعرفة العلمية التي أصبحت تتضاعف كل ستة أشهر وأسهمت الثورة العلمية والتكنولوجية في مجال الاتصال والمعلومات في تطوير المستقبليات وآلياتها وآفاقها إذ أصبحت لا تقتصر على المجالات الاستراتيجية والعسكرية التي بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بل أصبحت تشمل أطياف واسعة من علوم البيئة والتربية والاقتصاد والاجتماع والسياسة والثقافة والإعلان وانبثق منها حديثًا الفرع الجديد عن مستقبليات الأفراد.

ونوهت د.عواطف , إلى الدراسات المستقبلية قد نشأت في أمريكا وأوروبا وازدهرت منذ ستينيات القرن العشرين, وأصبحت تشغل اهتمام المنظمات الدولية والشركات المتعددة الجنسية منذ حقبة السبعينيات في القرن الماضي.

كاشفة بأنها , أدرجت في مناهج التعليم العام والجامعي في معظم الدول الغربية ولكن لم تدخل الدراسات المستقبلية في الوعي العربي ولم يشهد العالم العربي سوى بعض المراكز والدراسات المستقبلية المحدودة في كل من مصر والمغرب والسودان والأردن ولبنان.

وأوضحت د.عواطف إن آليات تطبيق مناهج المستقبليات على الأفراد لطرح عدة تساؤلات كاشفة عن شكل المستقبل الذي يتمناه الأفراد،وكيف سيكون شكل أوطانهم؟ وما هي التكنولوجيات التي ستكون متاحة ؟ وما هي القوانين والتشريعات التي تكفل لهم الحصول على حقوقهم وضمان حرية مستقلة كريمة؟ كل هذه الأسئلة سوف تجبر الأفراد والجماعات على التفكير في صورة المستقبل الذي يرغبون فيه, ولاشك أن الوعي بالمستقبل والتحضير له عبر خطوات علمية سوف يساعد على تغيير الواقع السائد المكبل بالقيود السياسية والضغوط الاجتماعية والاقتصادية فضلًا عن غياب العدالة المجتمعية وانتشار الفساد.

واستطردت : إذ كنا منغمسون في استدعاء ثقافة الماضي إلا أننا نحتاج إلى التزود بثقافة المستقبل دون التبرؤ من ماضينا وتاريخنا .

مؤكدة أن الدراسات المستقبلية تساعد على تنظيم خريطة الماضي والحاضر والمستقبل من خلال توقع قضايا المستقبل وعواقبها واستيعاب الجوانب الإيجابية في تاريخنا ومحاولة خلق مستقبل بديل بأسلوب علمي لا يعتمد على الأوهام أو الآمال أو يكتفي بالرؤية الماضوية القدرية التي تتحصن بقدسية دينية غير مبررةعقلانيًا.

وأوضحت أستاذ الصحافة،أن نظام المستقبليات الشخصي الذي تم تطبيقه على الأفراد يتضمن ثلاث مستويات كالتالى:

1- البحث الشخصي أو السيرة الذاتية حيث يتم رصد التغيرات في حياة الإنسان منذ مولده كل 10 سنوات ويكشف هذا النظام تطور مراحل حياة الأفراد والأحداث التي تمر بهم، والقوى التي تؤثر على مسيرتهم وتتحكم في مساراتهم، وتحتل المجالات الشخصية التسع المبينة في الدليل المراحل المختلفة في حياة كل فرد وتتباين من حيث الأهمية ولوحظ القيم الشخصية التي تشمل المعتقدات حول ما هو خطأ وما هو صواب.

2- التخطيط الاستراتيجي للشخصية ويشمل الرؤية

المستقبلية للفرد ونقترح أن تكون البداية من المجالات التسع المذكورة في الدليل ويمكن أن نطلق على هذه الاستراتيجية (ماذا لو) حيث يجب على الأفراد أن يسألوا أنفسهم (هل أنا على استعداد لـــ…؟) وهذا يمكن أن ينطبق على الأمراض الخطيرة أو رحيل أحد أفراد الأسرة و الزواج أو الطلاق أو فقدان الوظيفة أو أي حدث آخر شديد التأثير يمكن توقعه ولكن لا يمكن التخطيط له.

3- سيناريوهات المستقبل الشخصي وهناك حوالي 12 نظرية لتطوير السيناريوهات في المستقبل الشخصي وسوف نختار منها 4 سيناريوهات نختار منها الأنسب خلال السنوات العشر المقبلة وتشمل السيناريو الإيجابي الذي يستند على استقراء الجوانب الإيجابية من المجالات الشخصية التسع مع التركيز على اثنين من هذه المجالات التي من المتوقع أن تقود المرحلة المقبلة من الحياة أو خلال السنوات العشر القادمة، ويلي ذلك السيناريو المعياري الذي يعد امتداد للحاضر مع تغير طفيف ثم يأتي السيناريو السلبي ويستند إلى استقراء الجوانب السلبية من المجالات الشخصية التسع مع التركيز على اثنين من هذه المجالات التي يتوقع أن تحدث في المرحلة المقبلة على مدى السنوات العشر القادمة.

أما السيناريو الرابع ويطلق عليه التحولي أو الجذري ويعد تحقيقه صعب لدى كثير من الأفراد ، ولكنه يعطي الأفراد الفرصة لاختيار المستقبل مع العلم أن السيناريوهات ليست اختيار للمستقبل ولكنها أحكام حول كيف سيكون مستقبل هؤلاء الأفراد وتذكيرهم أننا نتطورإيجابيًا وسلبيًا.

وتختتم د. عواطف الورشة بالتأكيد على أن نماذج المستقبليات قابلة للتطوير وأن أي نظام يمكن تطويره أو استبداله بنظام أفضل للبحوث المستقبلية وينبغي إجراء المزيد من البحوث لإدراج بحوث مستقبليات الأفراد في النظم التقليدية، كما أن هناك حاجة حقيقية لتحديد ما إذا كانت نماذج المستقبليات فعالة على المستوى الشخصي.

وتضمنت الرؤية المستقبلية العامة للورشة…

– حيث تلاحظ أن النمط الاستهدافي هو النمط السائد لدى مفردات العينة، وهو ما يعكس إدراكهم للواقع الفعلي و إيمانهم بقدرتهم على تغيير هذا الواقع بدلا من الاعتماد على الرؤية القدرية التي لا تساعد على تفعيل إرادة التغيير لدى المشاركين.

– وقام أفراد العينة بتوظيف السيناريوهات في المجالات التسع بما يحقق أهدافهم المستقبلية وفقا لرؤيتهم الشخصية كالتالي: اعتمدت المشاركات على السيناريو الإصلاحي والراديكالي في مختلف المجالات بما يوحي بعدم الرضا الكلي والجزئي عن أوضاعهم الراهنة والرغبة في الإصلاح والتغيير الممكن، وذلك في مجال واحد وهو المشاركة السياسية حيث هيمن السيناريو المرجعي بما يؤكد عزوف مفردات العينة عن الاهتمام بالشأن السياسي من ناحية علاوة على عدم الثقة بجدوى المشاركة السياسية من خلال الانضمام لأحزاب أو المشاركة في الانتخابات البرلمانية, وتلاحظ الشكوى من ضيق الوقت الذي يتسبب في عدم إمكانية القيام بأنشطة اجتماعية وثقافية ،مما يعكس غياب القدرة على تنظيم الوقت لدى المشاركين أي غياب التخطيط الزمني الذي يمثل أبرز أعمدة الدراسات المستقبلية، كما عكست عروض المشاركين عدم الرضا عن أوضاعهم الاقتصادية الراهنة، وأن دخولهم لا تفي بالاحتياجات التي يستهدفون بالضرورة السعي من جانبهم لتحسين المستوى الاقتصادي بإقامة مشروعات خاصة بهم مثل(افتتاح كافتيريا – مشروعات الكترونية في مجال الإعلام والإتصال – قرية سياحية).

كما تلاحظ أيضا غياب المشاركة الاجتماعية والنشاط التطوعي في الجمعيات الأهلية لدى معظم المشاركين، كما غابت الصحافة الورقية من اهتمام معظم المشاركين، وتمثلت أبرز التحديات التي تواجه المشاركين في تحقيق السيناريوهات فيما يلي: سيطرة الموروث الثقافي وغياب التخطيط الزمني (الوقت) والعائد الاقتصادي, وتلاحظ وجود بعض الأمثلة التي تتعلق بالسعي لتجاوز الأساليب التقليدية في اختيار الزوج وظهور حالات نجحت في الاختيار من خلال التواصل العاطفي مع الجنس الآخر.

وقد ظهر الاختلاف النوعي بين الإناث والذكور في بعض الحالات التي تتعلق بالمسؤولية الأسرية الملقاة على المرأة (إدارة المنزل وتربية الأطفال) وهذا وقد كشف المجال الصحي عن إصابة العديد من المشاركين بأمراض العصر مثل السكري والقولون والانيميا علاوة على انتشار ثقافة العزوف عن متابعة الأطباء لدى أغلب المشاركين.

الاقتراحات والتوصيات

واختتم المشاركون في فعاليات الورشة باقتراح عدد من التوصيات شملت في مجملها مايلي:

أولا: إضافة مجالات جديدة إلى المجالات التسعة الخاصة بتطبيق علم المستقبل على الأفراد تشمل السكن والمواصلات وإدارة الوقت.

ثانيا:التوسع في تطبيق دراسة علم المستقبل على أعضاء هيئة التدريس والهيئة الأكاديمية المعاونة من المعيدين والمدرسين المساعدين.

ثالثا:استكمال ورشة تطبيق المستقبليات على الأفراد بتنظيم عدة حلقات نقاش وندوات علمية تتناول مستقبل الظواهر السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية في مصر والعالم العربي.

رابعا:تخصيص ورشة للمستقبليات وتطبيقها على مستقبل الصحافة المصرية الورقية والإلكترونية والقنوات الفضائية في ظل التحول الرقمي لتشمل المؤسسات الصحفية والإعلامية والصحفيين والإعلاميين ونقاباتهم واتحاد الصحفيين العرب.

خامسا: ضرورة السعي لإدراج علم المستقبل ضمن المناهج الدراسية والأبحاث العلمية في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية (الاجتماع والإدارة والسياسة والاقتصاد والإعلام).

سادسا:السعي لدى كل من وزارة الثقافة والهيئة العامة للاستعلامات ونقابة الصحفيين والمؤسسات الصحفية والإعلامية تنظيم حلقات نقاش وورش عمل عن تطبيق المستقبليات على الظواهر الثقافية والإعلامية والمشتغلين في هذه المجالات.

يذكر أن… ورشة العمل استغرقت يومين عقد خلالها عدد سبع جلسات , وشارك في فعاليات هذه الورشة عدد (10) من الباحثين في الإعلام والتاريخ والعلوم الاجتماعية،وعرض الفريق القائم على التدريب والمكون من: د.نرمين الصابر, د. كريمة طنطاوي ود.مي إبراهيم ثلاثة تقارير فرعية مقارنة عن التصورات المستقبلية الفردية التي قاموا بعرضها بشكل تفصيلى (6) معيدات و(3 )باحثين .

كما قامت د.عواطف عبد الرحمن بشرح شروط وخطوات الدليل المستقبلي الذي تضمن تحرير النمط المستقبلي (الاستطلاعي والاستهدافى) الزمن المستقبلي (10 سنوات) تمحور حول (9) مجالات شملت كل من: الإطار الأسري والمسار التعليمي والعمل و الإطار المهني والجوانب الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلاقة مع وسائل الإعلام المطبوع والمرئي والمسموع والفضائي والرقمي.

كما تنوعت السيناريوهات المستقبلية ما بين السيناريو المرجعي والإصلاحي والراديكالي.

تاريخ الخبر: 2022-04-10 21:21:11
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

القوات المسلحة الملكية.. 68 عاماً من الالتزام الوطني والقومي والأممي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-14 00:25:18
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية