قال السيناريست محمد سليمان عبد المالك، كاتب مسلسل "راجعين يا هوى" إن عمله بالدراما يعود الفضل فيه إلى المؤلف الكبير أسامة أنور عكاشة:“أعشق رواياته ومقالاته ومسرحياته وأعماله الإذاعية”. 

اعترف سليمان، لـ«الدستور»، بقلقه من ردود الفعل حول تقديم عمل من كتابات الراحل بسبب المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقه، مؤكدًا أنه مطمئن لفريق العمل: “السيناريو مش مجرد ورق، هو مجموعة من شخصيات ومشاعر ومواقف ونتاج خبرات الكاتب سواء من إبداعه الشخصي أو مقتبس بلمسات عصرية تواكب الزمن الحالي”.

 ◘ بداية.. كيف فكرت في تحديث شخصيات عميد الدراما العربية لتلائم العصر في راجعين يا هوى؟

* قصة المسلسل ليست مرتبطة بزمن محدد، فمن الممكن أن تقدم في أي زمان ومكان لأن الخلافات العائلية والقصص الرومانسية موجودة في كل العصور كما أنه غير مرتبط بحدث سياسي او تاريخي ارتبط المسلسل الإذاعي به في 2003، أنا فقط حاولت استوحي من شخصيات أسامة أنور عكاشة الواسع وليس راجعين يا هوى، فقط، بل حاولت أعمل مقاربات بين بليغ وحسن ارابيسك وابو العلا البشري يسرية مع فضة المعداوي انوشكا مع نازك السلحدار وذلك على سبيل المثال لا الحصر، والفكرة انها عندما هوي تقدم اليوم في 2022 فيجب مراعاة لغة الحوار وتطور طبيعة العلاقات التي تتطور مع الزمن ومراعاة التكنولوجيا، خاصة الحديث منها الذي يستخدمه الأبناء من جيل الألفية المختلفين تماما عن أطفال التسعينات ابطال الرواية والتي قمت ككاتب سيناريو المسلسل بتحديثها.

◘ ما هى الخطة التي انتهجتها لتحويل مسلسل إذاعي مسموع إلى عمل تلفزيوني مرئي؟

* هو مسلسل إذاعي مكون من ثلاثين حلقة بطولة يحيى الفخراني ومعالي زايد عبارة عن نص بسيط وخفيف الدم قُدم في رمضان في حلقات قصيرة من 10 الي 12 دقيقة اما اليوم فنقدمه على شاشة التلفزيون في عمل مرئي حيث يبلغ زمن الحلقة من 30 الي 35 دقيقة علي الاقل فانا تعاملت مع المسلسل الاذاعي كمادة خام لقصة او نص أدبي، نقلت من وسيط لآخر باختصار، لذلك مساحة الأحداث والشخصيات التي تمت إضافتها نابعة من الأحداث والشخصيات الرئيسية للرواية الأصلية وهذا الأمر يحتاج إلى معالجة وخيال أوسع ومعايشة لعالم القصة الأصلية مثلما فعل الكاتب محسن زايد مع رواية حديث الصباح والمساء وتحويلها من رواية قصيرة إلى دراما مكونة من 30 حلقة فطبيعة الحال حدث تطور كبير في الأحداث ومعالجة تناسب الشاشة.

◘ هل هناك ما تنوي تقديمه عن قصص أسامة أنور عكاشة مستقبلا؟

*ما أتمنى تقديمه هو مسلسل نادر بعنوان "عابر سبيل" من بطولة يحيى الفخراني وعبد الله غيث واعتبر أن هذا المسلسل هو الذي ساهم في تشكيل هوية الكاتب أسامة أنور عكاشة وعبر عنه في كتابة الدراما التليفزيونية لذا أود تقديمه بصورة تناسب هذا العصر.

◘ لماذا اخترت هذا العمل الإذاعي تحديدًا لكاتب كبير.. ألا تخشى عقد المقارنات بعد عرض حلقات المسلسل؟

* عملي بالدراما يعود الفضل فيه لإعجابي وتأثري بكتابات الراحل وأعماله الدرامية التي تابعتها في مراهقتي وأبرزها مسلسل "أرابيسك" الذي شجعني على التوجه للكتابة الدرامية، وبالطبع أشعر بالقلق من ردود الأفعال حول تقديم عمل من كتابات الراحل بسبب المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقي، لكنّي مؤتمن على تراث الكاتب الكبير وفي حالة ترقب وخوف شديد ولكن في نفس الوقت مطمئن لفريق العمل وراء الكاميرات وفريق التمثيل أيضا وفي مقدمتهم الفنان خالد النبوي الذي تعاونا سويا من قبل في مسلسل "ممالك النار" ونجح نجاحا كبيرا كما أتمنى لـ (راجعين يا هوى) أن يخرج بشكل يليق بالكاتب الراحل.

◘ هل تتناول شخصياتك الدرامية من الجانب الاجتماعي أم من الجانب الطبي والتشريحي بما إنك معيد سابق في كلية الطب؟

* الفارق بين الطب والأدب ليس بالكبير، لأن دراسة الطب تنظم التفكير وتفتح المدارك التي ربما إذا لم أدرس في هذا المجال ما كنت توصلت إليها يوما كما أن الطب جعلني أتعامل مع كثير من الشخصيات في اصعب حالاتهم التي يمرون فيها بالألم والمعاناة ولحظات خاصة من الاقتراب من الموت. 

الطب يبلور الحس الفني لمن لديه الموهبة تتكشف سريعا ولم أتناول الدراما من الناحية الطبية، لأني أكره الألم والدم لذلك لم أقم سوى بعملية جراحية واحدة وكنت في الصف الرابع بالكلية ومن بعدها أدركت أني لم أخلق لهذا العمل فقمت بتدريس مادة الصحة العامة وهى دراسة أكاديمية بحتة.