قصائد يحيى حقى للأطفال.. نشرت عام 1944 وتمنى إعادة طباعتها مرة ثانية برسوم صلاح جاهين

"ليس غير يحيى حقي من أُتيحت له هذه القدرة الخارقة على النفاذ إلى سر أسرار اللغة العربية وقدس أقداسها: الشعر، وهذا الكتاب عن الشعر هو درة فريدة في عقد يحيي حقي االفريد ناقدًا ومتذوقًا ومترجمًا وحكيمًا ومتأملاً".. بهذه الكلمات وصف الشاعر الكبير فاروق شوشة كتاب "هذا الشعر" ليحيى حقي؛ وهى كلمات تكشف عن أن صاحب "قنديل أم هاشم" وفى ذلك نجيب محفوظ كان فى أعماقهما شاعراً عظيماً صادق الشاعرية، وهو ما تكشف فى أناشيد "بينى وبينك" الصادرة سنة 1940 لأول مرة وهى أقرب للشعر المنثور أو ما يعرف اليوم بالقصيدة النثرية.

فؤاد دوراه: "بينى وبينك" مقطوعات غزلية

أناشيد "بيني وبينك" جاءت ضمن قصته الشهيرة "قنديل أم هاشم" التى ظهرت فى المكتبة العربية فى النصف الأول من القرن العشرين، وكانت هذه القصة البسيطة الجميلة موضعاً لدراسات كثيرة درات حولها، وفى كتاب "عشرة أدباء يتحدثون" قال فؤاد دواره ليحيي حقي: "يبدو أن روعة قنديل أم هاشم قد صرفتنا عن الاهتمام بما تضمنه نفس الكتاب من مقطوعات غزلية تحت عنوان" بيني وبينك" مع أن هذه المقطوعات فيها نغمة شاعرية عربية أكاد أحس معها بروحانية صوفية برغم ان موضوعها مادى وأرضى".

يحيى حقي: تمنيت طباعة الأناشيد برسوم صلاح جاهين

يحيى حقي أراد أن يعيد طباعة أناشيد "بينى وبينك" برسوم المبدع صلاح جاهين على ورق أنيق على أن يهديها للفتيات الصغيرات، وهو ما كشف عنه رجاء النقاش فى كتابه الموسوم"يحيي حقى الفنان والإناسن والمحنة".

ويتابع "النقاش"؛ قائلاً: "ينابيع الشعر عند يحيي حقى كثيرة، ومن أهمها على الإطلاق أنه كان حريصاً على أن يعيش وحيداً منذ البداية إلى النهاية، ولا أعنى بالوحدة هنا أنها انعزال عن الدنيا والناس، فيحيي ليس كذلك، ولكننى أعنى بكلمة "الوحدة" معنى أقرب ما يكون إلى "الاستقلال" فيحيى حقي لم يسمح لنفسه أبداً ولم تسمح له طبيعته الخاصة به أن يندمج فى قوة أكبر منه، وأن يصبح جزءاً من هذه القوة أو تابعاً من التابعين لها.

يحيى حقي محمد حقي (17 يناير 1905م - 9 ديسمبر 1992م) كاتب وروائي مصري، ورائدًا من رواد القصة القصيرة، ولد في القاهرة لأسرة ذات جذور تركية.

درس الحقوق وعمل بالمحاماة والسلك الدبلوماسي والعمل الصحفي. يعتبر علامة بارزة في تاريخ الأدب والسينما ويعد من كبار الأدباء المصريين. في مجاله الأدبي نشر أربع مجموعات من القصص القصيرة، ومن أشهر رواياته قنديل أم هاشم، وكتب العديد من المقالات والقصص القصيرة الأخرى.