مفاهيم الجمال
مفاهيم الجمال
لقد تطورت مفاهيم الجمال بتطور نظرتنا إلي الحياة, وإلي مقوماتها, وقيمها, فلم يعد الجمال مجرد شعر مصفف, وحاجب مزجج, وخصر تحيل, وقد ممشوق, بل ارتفعت مفاهيمه إلي ما هو أبعد من ذلك وأسمي.
فأصبح الجمال ثقافة, وعلما, ودراسة, ودراية, وحكمة, ومعرفة, وتجربة, وحسن تصرف, وتقديرا للمسئوليات..
لم يعد أصباغا تصبغ بها الشفاه والوجنات…
ولم تعد قيمة الجمال تقدر بما تحمله المرأة من مصاغ ومجوهرات, بعد أن كانت نظرتنا إلي المرأة لا تتعدي كونها فترينة مجوهرات!..
وبينما كان الذهب يحيط معصميها, وقدميها, كان رأسها يشكو الفراغ الكبير الذي يعيش فيه…
أما اليوم فالأمر علي النقيض, لم يعد للذهب سحره, لأننا اكتشفنا ما هو أثمن من الذهب وألزم..
ولم يعد الثوب الأفضل هو الأغلي ثمنا, بل الأرفع ذوقا والأكثر بساطة, أما الزركشة فقد ولت مع عهد الخلخال الذهب.
ولم يعد المباريات التي تجري لاختيار ملكات الجمال تنظم لاختيار الأجمل فحسب… بل أصبحت تنظم لاختيار الأكمل… وهكذا تعددت المسابقات لاختيار الفتاة المثالية..
هذا تطور كبير في مفاهيم الجمال, ومقاييسه, حول أنظارنا نحو قيم اسمي وأرفع..
فإذا كنت ـ ياسيدتي ـ تبحثين عن الجمال وتنشدينه, فالبحث عنه في تلك الآفاق, وانشديه في ضوء هذه المفاهيم.