أعاد مسلسل "منتصف الليل في قصر بيرا" (Midnight at the Pera Palace)، الذي يُعرَض على منصة نتفليكس وتدور أحداثه في بيرا بالاس، تسليط الأضواء على الفندق العريق في مدينة إسطنبول، وتسبب في طوابير طويلة من الزوار أمام الباب لرؤية الفندق الشهير.

وعلى مدار تاريخه الممتد لـ130 عاماً، استضاف فندق بيرا بالاس ولا يزال عديداً من الأسماء المهمة، مثل القائد المؤسس مصطفى كمال أتاتورك، والكاتبين الشهيرين أغاثا كريستي وإرنست هيمنغواي، بالإضافة إلى المخرج الذي ترك بصمته في تاريخ السينما ألفريد هيتشكوك، وغيرهم كثير.

وعند افتتاحه عام 1895 كان بيرا بالاس الفندق الأكثر فخامة وهيبة في إسطنبول، والمبنى الوحيد في المدينة الذي يحتوي على كهرباء، باستثناء القصور العثمانية.

فندق بيرا بالاس

بدأ تاريخ بيرا بالاس بالفعل مع "قطار الشرق السريع" (Orient Express). كان ركاب قطار الشرق السريع الذي انطلق من باريس عام 1888، يصلون إلى محطته الأخيرة في سيركجي بمدينة إسطنبول، وهناك نشأت الحاجة إلى فندق لاستضافة المسافرين الذين كانوا غالباً بيروقراطيين وكتاباً ورجال أعمال أثرياء.

بدأت أعمال البناء في عام 1892 على يد ألكسندر فالوري، الذي بنى أيضاً هياكل مهمة مثل البنك العثماني والمتحف الأثري في إسطنبول.

واستضاف فندق بيرا بالاس عديداً من الشخصيات التاريخية منذ يوم افتتاحه عام 1895. قال مدير عام الفندق مراد إيتي الذي تحدث لـTRT Haber: "إنه الفندق الدولي الوحيد في إسطنبول الذي فتح أبوابه لاستقبال ضيوف مهمين، لا سيما الضيوف القادمين عبر قطار الشرق السريع".

فندق بيرا بالاس (Others)

وخلال استعراضه قائمة الضيوف التاريخيين قال إيتي: "من بين ضيوف الفندق الآخرين: ملك ألبانيا زوغو، ورئيس يوغوسلافيا تيتو، وشاه إيران رضا بهلوي، بالإضافة إلى ملك إنجلترا إدوارد الثامن، والإمبراطور النمساوي فرانز جوزيف".

الغرفة 101

على الرغم من أن زوار بيرا بالاس فضوليون بشأن الفندق بأكمله، فإن المكان الذي يرغبون في رؤيته أكثر من غيره هو "غرفة متحف أتاتورك"، الغرفة 101، حيث أقام أتاتورك تكراراً منذ عام 1917.

تحظى الغرفة باهتمام بالغ لدرجة أنه في شهر مارس/آذار الماضي وحده زارها أكثر من 10 آلاف زائر من بين زوار الفندق الشهير.

حُوّلَت الغرفة 101 إلى متحف في عيد ميلاد أتاتورك المئة، وفُتحت لاستقبال الزوار. في الغرفة التي استضاف فيها أتاتورك ضيوفه رفيعي المستوى، يُعرَض عديد من متعلقاته الشخصية من ملابس وكتب.

الغرفة 101 داخل فندق بيرا بالاس، حيث أقام أتاتورك تكراراً منذ عام 1917. (Others)

سر بيرا بالاس

تماماً كما في المسلسل الأخير، شهد فندق بيرا بالاس بعض الأحداث الغامضة عبر تاريخه، الأمر الذي يدفع محبي القصص الغامضة إلى السفر وزيارة الفندق، خصوصاً سكان الشرق الأقصى شديدي الفضول تجاه الكاتبة البريطانية الشهيرة أغاثا كريستي (1890-1976).

الاسم الأول الذي يتبادر إلى الذهن عندما يتعلق الأمر بالغموض الذي يلتف حول بيرا بالاس، هو بلا شك أغاثا كريستي والغرفة 411 التي كانت تفضّل الإقامة فيها كلما زارت إسطنبول خلال رحلاتها بين عامي 1926 و1932.

فبعد وفاة كريستي وصدور فيلم أغاثا عام 1979، قالت المنجّمة الأمريكية تمارا راند التي زعمت أنها استحضرت روح أغاثا كريستي، إن لغز اختفاء أغاثا لمدة 11 يوماً عام 1926 مُخفىً في غرفتها بفندق بيرا بالاس، حيث عُثر على مفتاح في المكان الذي أشارت إليه راند.

بعد ذلك أقامت راند جلسة تحضير جديدة في لوس أنجلوس، وادّعت أنها رأت دفتر ملاحظات لأغاثا، وأنه كان في صندوق كبير سيُفتَح بالمفتاح، ولكن لم يُعثَر على الصندوق قط، وسرعان ما خفتت الضجة. وعلى الرغم من أن اللغز لم يُحَلّ بعد فإن عشاق الكاتبة البريطانية لا يزالون يتوافدون إلى الفندق لزيارة الغرفة 411.

TRT عربي