صمد نادي ريال مدريد أمام "الريمونتادا الوشيكة" لضيفه تشيلسي، وأبطلها رغم الخسارة على ملعبه بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في إطار إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
وفشل "البلوز" في التأهل إلى المربع الذهبي، بمجموع 4-5 في مباراتي الذهاب والإياب، وفرطوا في لقبهم بصفة رسمية، عقب مباراة "تاريخية" خلال زيارتهم الأولى عبر التاريخ على ملعب "سانتياغو برنابيو".
دخل تشيلسي المباراة "ضاغطًا" بكل قوة، بغية تعديل التأخر بهدفي مباراة الذهاب، وكاد يسجل في أكثر من لقطة، كان أخطرها تصويبة في الدقيقة السابعة من الألماني "تيمو فيرنر".
ضغط "البلوز" المتقدم أسفر عن هدف مُبكر، بعد مرور أول ربع ساعة من صافرة البداية، عن طريق اللاعب الشاب "ميسون ماونت"، الذي وجد نفسه منفردًا بالحارس "تيبو كورتوا"، ووضع تصويبة بقدمه اليُمنى سكنت الشباك على يسار البلجيكي.
حاول ريال مدريد إظهار ردة فعل على هدف تشيلسي، وكاد "فينيسيوس جونيور" في الدقيقة 19 يُعدل النتيجة لصالح ريال مدريد سريعًا، بفعل هجمة من الرواق الأيسر، استقبل فيها تمريرة من زميله "كريم بنزيما"، ولكنه بدلاً من التوغل لداخل منطقة الجزاء، ذهب لطرف الملعب وأرسل كرة عرضية سهلة في أقدام مدافعي تشيلسي.
انتهى الشوط الأول بتفوق تشيلسي بهدف دون رد، مما ضاعف من "الإثارة" في الشوط الثاني، في ظل احتياج الفريق الضيف لهدف واحد من أجل تعديل الكفة.
وهو ما تحقق بالفعل، بعد مرور 5 دقائق فقط على صافرة انتصاف المباراة، عن طريق المُدافع "أنطونيو روديجير"، الذي ارتقى وحوّل كرة عرضية داخل منطقة الجزاء برأسية متقنة، هزت شباك الحارس "تيبو كورتوا" للمرة الثانية.
زادت الإثارة حتى وصلت ذروتها بعد مرور ساعة من اللعب، حين سجل تشيلسي الهدف الثالث عن طريق ظهيره الأيسر "ماركوس ألونسو"، ولكن "غرفة الفيديو" قررت إلغاء الهدف، بحجة لمس الكرة ليد اللاعب الإسباني قبل التصويب بقدمه اليُمنى في شباك "الميرنجي".
ومع حلول الدقيقة 65، ارتدت عارضة الحارس "إدوارد ميندي" اللون الأصفر -الخاص بتشيلسي في اللقاء- ومنعت هدفًا "محققًا" للمتألق "كريم بنزيما"، الذي استقبل عرضية "فيرلان ميندي" بضربة رأسية مركونة، ولكن كرة الفرنسي اصطدمت بالعارضة وخرجت إلى خارج الملعب.
انهارت دفاعات ريال مدريد تمامًا قبل ربع ساعة من نهاية اللقاء، واستسلم أمام هجمات تشيلسي، واستقبل الهدف الثالث من المُهاجم "تيمو فيرنر"، الذي سجل ثالث أهداف فريقه، بعد مراوغة لاعبين هما "كاسيميرو وألابا" داخل منطقة الجزاء، وضع بعدها لاعب لايبزيج السابق تصويبة زاحفة في المرمى.
دبّ الصمت على مدرجات ملعب "سانتياغو برنابيو" بعدما صنع نجوم تشيلسي "المعجزة"، وقلبوا الطاولة على خصمهم في مباراة ستبقى للتاريخ.
اكتمل "السيناريو المجنون" في الدقيقة 80، حين سجل البديل "رودريجو" هدف ريال مدريد الأول، مستغلاً تمريرة في غاية الروعة من "لوكا مودريتش" وضع بعدها تسديدة على الطائر في شباك أفضل حارس في العالم لعام 2021.
تنفست جماهير "الميرينجي" الصعداء بهدف نجمها البرازيلي، والذي مدّد زمن اللقاء لنصف ساعة إضافية تلعب على شوطين إضافيين.
استعاد ريال مدريد توازنه في الشوط الإضافي الأول، وسجل "كريم بنزيما" الهدف الثاني في الدقيقة 95، برأسية ثالثة من الهدّاف الفرنسي في شباك الحارس ميندي بالمباراتين.
مباشرة بعد التأخر في حسابات التأهل، لجأ مدرب تشيلسي "توماس توخيل" لزيادة كثافته الهجومية، وأقحم "حكيم زياش" بدلاً من الفرنسي "نجولو كانتي".
انتهت أول ربع ساعة من الأشواط الإضافية بأفضلية ملكية، بالهدف الذي سجله المُنقد "كريم بنزيما"، ونزل توخيل بين الشوطين الثالث والرابع بلوحة تكتيكية من أجل إعطاء لاعبيه التعليمات.
وفي الدقيقة 114، حاول النجم المغربي "حكيم زياش" خطف هدف التأهل، ولكن تصويبته من داخل منطقة الجزاء تصدى لها الحارس البلجيكي "تيبو كورتوا" ببراعة.
مرت الدقائق المتبقية من زمن اللقاء، وتأهل فريق ريال مدريد بعد مباراة "دراماتيكية" ستبقى حاضرة في تاريخ دوري الأبطال للأبد.
