قال الشيخ محمد رمضان من علماء الأزهر الشريف إن الله سبحانه وتعالى قد من علينا باستقبال شهر رمضان لذلك علينا أن نجتهد فيه بالصيام والقيام وتلاوة القرآن والبذل والعطاء وكان توفيق الله تعالى لامتنا في هذا الشهر المبارك عظيما كما كان توفيقه لاسلافنا عظيما فهو الشهر الذي ما خاضت فيه أمتنا معركة الا ونصرها الله وهو الشهر الذي نخرج من مدرسته.
ويضيف تعلمنا الصيام فعلينا أن نصوم من النوافل ما حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنه صام الدهر) وايضا نقوم ليالي رمضان لنتعود القيام بعد رمضان والتهجد بعد رمضان حتى لا نخالف ما كنا عليه في هذا الشهر من عبادات جاء رمضان حاملا لامتنا الاسلاميه مبادئ وعبادات وقيما واخلاقا حتى اذا ما انتهينا منه استفدنا بتلك العبادات وبمكارم القيم والاخلاق.
تابع أن أمتنا الاسلاميه لا يخفى على أحد في كل الأرض ما تمر به من فتنٍ هوجاء ومن تحديات لا تقع تحت حصر ومن موقف مؤلم يستوجب على العلماء والدعاه ان نقول كلمة الحق لوجه الله أن نبصر حكامنا وشعوبنا ومسؤولينا في الارض بأن يضعوا أيديهم على السبب الذي من أجله كانت الامة هكذا والخلاص والنجاه من ذلك كله حتى اذا ما جربنا نظريات أعلنت افلاسها فلنعد الى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلفنا حين انتصروا في رمضان وحين صحبوا معهم سلوك رمضان والعبادات والمبادئ التي علمهم شهر الصيام اياها علمنا شهر الصيام.
وأضاف علينا أن نكون وحدة واحدة في وقت واحد نفطر وفي وقت واحد نمسك متحدين في المشاعر وفي الاخلاق وفي السلوك علمنا شهر الصيام الاخلاص فيه السر وفي العلانية نصوم وان لم يرنا أحد لاننا اخلصنا العبادة لله فيعلمنا الاخلاص في السر وفي العلانية فأنت على عبادتك أمين على صومك لا تفطر وان كنت في مكان لا يراك احد لانك توقن بأن الواحد الاحد يراك ويطلع عليك.
وتابع لاشك أن كل الاديان والشرائع السماوية تتفق على قاسم مشترك وهو المحافظة على الضرورات الخمس التي لا حياة بدونها وهي المحافظة على الدين، المحافظة على العقل، المحافظة على النسل، المحافظة على المال، المحافظة على العرض وعندما يتشارك المسلمين مع المسيحيين في عبادة مثل عبادة الصيام فهذا يدل على الترابط الاخوي بين الاديان ولكل دين عبادته الخاصة فنحن المسلمين نصوم شهر رمضان فنمتنع عن شهوة البطن وشهوة الفرج واخوتنا المسيحيين يمتنعون فى صيامهم عن أكل كل ذي روح وهكذا نجد ان الصيام في كلتا الديانتين يهذب النفس الإنسانية فيعصمها من الوصول الى طريق الحرام واذا اعتاد المسلمين مع المسيحيين في أن يشتركوا مع بعضهم في عباداتهم وشرائعهم مع التزام كل دين بطقوسه الخاصة التي ينتهجها طبقا لما يتلقاه المسلم من الشيخ في المسجد او المسيحي من القس في الكنيسة هذا كله يندرج تحت الاخوة في الوطن ليؤكد معنى الترابط والتجانس بين أبناء الوطن الواحد.
اقرأ أيضا| أزهري: رمضان دعوة للتأمل في عظمة القرآن الكريم
