- تزعمنا آسيا ونجحنا في تكرار الوصول لنهائيات كأس العالم، مثلما نجحنا في بناء منظومة رياضية محترمة ومحترفة.
- لكننا وبرغم هذه الزعامة وهذا النجاح، لم نتحصل بعد على نجم سعودي يحترف في أوروبا، أما لماذا وكيف وما هي الأسباب.. فهنا تكمن القضية.
- سنوات ونحن نمارس لعبة كرة القدم في ثوب الاحتراف، جلبنا المدربين الدهاة واستقطبنا كبار نجوم العالم، لكننا في المقابل فشلنا في تصدير المخرجات الصحيحة، وأعني بها لاعبين سعوديين يحترفون في بلاد الأوروبيين، ويبدعون حالهم حال أقرانهم من تلك البلدان التي تفوقت علينا في هذا الجانب، رغم محدودية الإمكانات، التي -بلا شك- لا تقارن بإمكانات الرياضة السعودية وما يقدم لها من دعم واهتمام من قبل قيادتنا الرشيدة.
- هل الخلل في الأندية أم في منظومة الاحتراف أم في شح المواهب أم أن المسألة هنا تتعلق بعملية التسويق؟
- سؤال يطرح ويتردد كثيرًا في مجالس الرياضيين، فيما الإجابات تأتي هنا إما ناقصة وإما قاصرة عن معرفة السبب الذي يقف عائقًا أمام احتراف نجوم كرة القدم السعودية خارجيًا.
- مثل هذا الأمر، هو ما يجب أن يحظى بمناقشة الإعلام الرياضي، الذي حان له الوقت لكي يصل مرحلة النضج التام، ويمنح مثل هذه الجوانب الحيز الأكبر من الاهتمام.
- دول أفريقية متواضعة الإمكانات، دورياتها لا ترقى إلى مستوى الدوري السعودي، لكنها نجحت في تصدير العشرات بل المئات من لاعبيها للاحتراف في الأندية الكبيرة، سواءً الأندية صاحبة الريادة والقيادة، أم تلك الأندية التي تليها من حيث التاريخ والمستوى وقوة المال.
- علينا أن نولي احتراف اللاعب السعودي الكثير من الاهتمام، كما على الأندية واتحاد كرة القدم أن يهتما بموضوع (التسويق)، حيث إن له الدور الأبرز في تسهيل مهمة أي لاعب سعودي موهوب ومؤهل للاحتراف الخارجي، والترويج له وإدخاله في (بورصة) النجوم، التي يتم تسليط الضوء عليها عالميًا.
- علينا أن نوازي بين مسألة استقطاب المحترف الأجنبي، وبين تصدير المحترف السعودي، لكي تستقيم المعادلة وتفرز الناتج الصحيح المفيد لكرتنا.
- نملك المواهب التي يمكن لها أن تتواجد في الأندية الكبيرة، أمثال البرشا والريال والليفر، نعم نملك ذلك، وإذا ما أخذنا نماذج من الجيل السابق واللاحق فهنالك أسماء كان بمقدورها أن تفرض تواجدها في تلك الأندية، لو كانت عملية التسويق لها مفعلة لا معطلة كما نراه اليوم.
- احتراف أي لاعب سعودي هو قيمة إضافية للنجاح، لهذا وجب التركيز على هذا الجانب، حتى نجد في قادم الأيام أكثر من اسم وقد غرس أقدامه في تربة الإبداع العالمي، وعلى غرار ما يفعله اليوم المصري محمد صلاح مع ليفربول.
- من المهم أن يتم تفعيل الجانب التسويقي.
- التسويق هو السبب في غياب اللاعب السعودي عن الاحتراف الخارجي.
- أقول التسويق المحترف، لا السمسرة العشوائية.
- الانتقال من جعبة أعضاء الشرف ومزاجية دعمهم، إلى جعبة العمل المؤسسي الذي يستند على الاستثمار، هو النقلة النوعية التي تشهدها الأندية السعودية في هذه المرحلة.
- هذا الحراك الاستثماري النوعي، مفرح لنا كرياضيين، بل إنه سيسهم في الاستقرار المالي للأندية، ويسهم كذلك في رفع مستوى التنافسية.
- احتراف كبير بدعم مالي كبير سيحققان نتائج رائعة ورائدة.
- أما عن البطولة الآسيوية، فصدقوني إنها بالنسبة للأندية السعودية أسهل من السهل.
- السبب هو البون الشاسع بين إمكاناتها وإمكانات البقية شرقًا وغربًا.
- زمان كانت الأندية السعودية تخسر هذا اللقب بسبب الضغط النفسي والمعنوي والجماهيري أكثر من خسارته بسبب قوة الخصوم.
- اليوم تغيرت المعطيات، ومع هذا التغيير يجب أن يصبح اللقب ماركة سعودية دائمة ومستمرة.. وسلامتكم.
