حقائق جديدة ومستجدات التحقيقات فى اغتيال القمص أرسانيوس وديد


أحدثت جريمة القتل البشع للقمص أرسانيوس وديد صدمة كبيرة فى المجتمع السكندرى امتد مداها إلى أنحاء الجمهورية والخارج، واثارت فزعا ورعبا كبيران فى الشارع السكندرى، أعادت بهم الى الذاكرة ما قام به إرهابي متطرف منذ سنوات قليلة بذبح القبطى يوسف لمعى أمام متجره بشارع خالد بن الوليد بميامى جهارا نهارا فى شارع من أكبر الشوارع التجارية فى المدينة.
فهاهى يد الغدر الجبانة تمتد مرة أخرى لرجل دين برىء مسالم متسامح القمص أرسانيوس وديد، حيث قام متطرف آخر يدعى نهرو عبد العزيز محمد عبد العزيز جامعى، يبلغ من العمر 60 عاما اعمى التعصب عقلة وقلبة بعدم قبول الآخر ليغتاله وسط أبنائه دون أى وجه حق وفى قلب المدينة وعلى كورنيش الإسكندرية بحى سيدى بشر.
ففى حوالى الساعة الثامنة من مساء الخميس 7 ابريل الحالى غافل المجرم الاب الكاهن بطعنة نافذة بالرقبة أدت الى قطع الشريان الرئيسي وتدفقت الدماء الغزيرة، وسط ذهول المارة الذين تصادف وجودهم ووسط فزع وصراخ ورعب مجموعة البنات والشباب المصاحبين للاب الشهيد، بل عاجله بطعنتين اخرتين فى نفس الوقت الذى تقدم فيه شحات يطلب حسنة من الكاهن، مما طرح تساؤل تردد على السنة الكثيرين هل هناك ارتباط بين تقدم الشحات من الأمام ( او قل من يدعى الشحاته ) وبين مهاجمة الكاهن من الخلف من قبل قاتل محترف، ولماذا لم يتم القبض على الشحات ليكون ضمن التحقيقات .
كان القمص أرسانيوس وديد كاهن كنيسة العذراء ومار بولس بكرموز والذى خدم قبل ذلك سنوات فى كنيسة العذراء محرم بك، اصطحب مجموعة من أبناء الكنيسة شباب وشابات حوالى 35 فرد فى رحلة ترفيهية لشاطىء ابوهيف المواجهة لشارع محمد نجيب بسيدى بشر، لقضاء بعض الوقت والاستماع الى درس كتابي وحين حان وقت الرجوع كانت تنتظرهم 3 سيارات ميكروباص للعودة بهم ووقف الأب يطمئن على ركوب أولاده أولا خاصة البنات فى السيارتان الأولى والثانية، على ان يستقل هو وبعض الشباب السيارة الثالثة، وكانت جريمة الاغتيال التى لم تخطر على بال أحد ليسقط الأب وسط أبنائه جراء ضربة قاتلة و يستغيث الشباب بسيارات الإسعاف لكن لم يرد احد، مما اضطرهم لاصطحابة فى سيارة ميكروباص الى مستشفى القوات المسلحة بسيدى جابر، وفى المستشفى فارق الحياة.

ومن ناحية اخرى تمكن السائق ومعة 3 من الشباب من الإمساك بالقاتل وشل حركتة واقتيادة فى سيارة ميكروباص والذهاب الى قسم شرطة المنتزة أول، حيث تم تحرير محضر وتم سؤالهم ثم توجة الاربعة بعد ذلك الى النيابة للادلاء باقوالهم.

التقت “وطنى” الدكتور سامح زغلول بسطاوى المحامى بالنقض والإدارية العليا والذى يحمل تفويضا من قبل البطريركية وتوكيلا عن اسرة المجنى عليه ابونا الشهيد، ليكشف لنا حقائق جديدة ويحدثنا عن مستجدات التحقيقات وخط سيرها لقضية شغلت الرأى العام كله.
ويقول “زغلول” سارعت بالذهاب الى المستشفى حين علمت بالفاجعة ليلة الحادث الأليم، وكان متواجد الأنبا بافلى والأنبا هرمينا والقمص ابرام اميل وزوجة وأسرة أبونا أرسانيوس، وكثير من الكهنة وأبنائه الذين كانوا معه وعدد من الشعب، وحين أعلنت المستشفى عن الوفاة تم وضع الجثمان بمشرحة المستشفى وتم تجهيزه وتكفينه ووضعه فى الصندوق وظل بالمستشفى لحين موعد الجنازة، والذى تحدد فى الثالثة عصر اليوم التالى الجمعة، حيث انطلقت به سيارة الإسعاف الى الكاتدرائية المرقسية لصلاة الجنازة وبعدها توجه الموكب الجنائزى المهيب الى دير مارمينا، حيث أعدت له مقبرة خاصة بجوار مقبرة شهداء القديسين والمرقسية.
وكانت النيابة قد انتقلت الى المستشفى لمعاينة الجثمان وسماع أقوال الشهود من الأبناء المصاحبين للاب الشهيد وقت ارتكاب الجريمة، وتم انتداب احد الأطباء الأخصائيين من الطب الشرعى لمناظرة الجثمان لكتابة تقرير بالصفة التشريحية “طعنة قوية بالعنق أدت إلى قطع الشريان الرئيسي واحدثت الوفاة “.
وانتقلت التحقيقات لتستكمل بمقر النيابة العامة فى المنشية تحت اشراف المستشار المحامى العام لنيابة المنتزة، ودارت الأسئلة مع أقرباء المجنى عليه.

وبحضور الدكتور سامح زغلول المحامى حول هل هناك معرفة بين الجانى والأب الكاهن المجنى عليه، وكانت الإجابة ب “لا” هناك اى صلة .
_ما الدافع وراء ارتكاب جريمة القتل كانت الإجابة القتل كان على أساس الهوية الدينية، ويضيف الأستاذ سامح زغلول وقد أكدنا وجود نيه سبق الإصرار والترصد، حيث حضرت التحقيقات بصفتى مفوضا من قبل البطريركية وهى الجهة التى ينتمى إليها المجنى عليه أى الأب الكاهن الشهيد، وبالتالى تضررت بطريركية الأقباط الأرثوذكسية بالإسكندرية نفسيا ومعنويا نتيجة ارتكاب جريمة القتل وطالبنا بالتعويض المدنى .
وبصفتى وكيلا عن أسرة المجنى عليه طالبنا بشيئان :
١/ إحالة المتهم للطب الشرعى النفسي لبيان الحالة العقلية وقت ارتكاب الجريمة .
٢/ فض الكاميرات المتواجدة بمسرح الجريمة .
طالبنا بذلك بعد أن اطلعت على محضر الشرطة المحرر بمعرفة قسم شرطة المنتزة أول، ويحمل رقم 7429 لسنة 2022 م إدارى المنتزة والمحرر بتاريخ 7 ابريل 2022 م والذى تضمن ان المتهم يصدر حركات غير طبيعية، مما يؤكد كونه مختلا عقليا ويتضمن ايضا ان التحريات توصلت إلى أن الحادث نتيجة مشاجرة بين الجانى والمجنى عليه.
وأوضح الأستاذ سامح زغلول ان محضر الشرطة يتم فيه ما يسمى بمحضر جمع الاستدلالات يتم قيده برقم إدارى لحين استكمال كافة التحقيقات وتكييف الواقعة لبيان كونها جنحة ام جناية، والذى يقوم بذلك النيابة العامة.

والنيابة العامة باعتبارها سلطة تحقيق تملك الرقابة والإشراف على ما يتضمنه محضر جمع الاستدلالات المحرر بمعرفة مأمور الضبط القضائي ( ضباط المباحث ) لتصبغ عليه التكييف القانونى، وتأخذ منه ما يصلح دليلا على الآدانة او البرأة ولها أن تأخذ البعض وتترك البعض او تأخذة كلة باعتباره أحد جوانب التحقيق ، فالنيابة كما يقول الدكتور سامح زغلول المحامى بالنقض والإدارية العليا تباشر التحقيقات بحيادية دون اخذ رأى مسبق .
ولفت إلى أنه لاحظ عدم تواجد محامى مع المتهم، وحتى لاتبطل التحقيقات ويكون الإجراء صحيحا طالب من النيابة انتداب محامى للمتهم من نقابة المحامين واستجابة النيابة لطلبنا .
وعن الأقوال التى أدلى بها المجرم القاتل المتهم المدعو نهرو عبد العزيز قال المحامى: لم يدلى باقوال مفيدة فى الموضوع ففى النيابة العامة أقر بارتكاب الواقعة ثم عاد وعدل عن ما اقره وانكر وقرر أنه مريض نفسي وسبق إيداعه بمستشفى العباسية وليس له شركاء.
وعند ذلك تقدمنا بطلب جديد للنيابة بضم الملف الطبي للمتهم الموجود بمستشفى العباسية كتقرير لبيان طبيعة المرض الذى بناء عليه تم إيداعه المستشفى وتاريخ دخولة وتاريخ خروجة، وأسباب الدخول والخروج والتقرير الطبي المرافق لقرار الخروج.
وسألنا الأستاذ سامح زغلول المحامى عن كون الجريمة مع سبق الإصرار والترصد، أجاب ان الجانى لديه عنصر التجهيز والإعداد ولاحظ من الرصيف المقابل وجود الكاهن بملابسة المميزة وسط الشباب على الشاطىء وظل مترقب، واحداث الجريمة تبين لنا أن الفترة التى قضاها ابونا مع الخدام وملاحظة القاتل لهم وتوجه للبحث عن سلاح لأداء الجريمة ثم انتظاره حتى ينفض العدد الأكبر من حول ابونا حتى يتمكن من النيل منه بسهولة ومن ثم يتمكن من الهروب، مما يدل على عنصر التجهيز والإعداد وهو مايتوفر فيه نيه سبق الإصرار والترصد، والكاميرا كشفت أنه عبر نهر الطريق من الرصيف المقابل إلى الرصيف المحاذى للشاطىء حتى وصل إلى مكان الكاهن، بعد أن قام بإعداد العده لارتكاب جريمته فى اللحظة المناسبة ، كما أن الضربة القاتلة لا يستطيع ان يقوم بها إلا من كان متدربا تدريبا عاليا على ادائها، ولم تكن عشوائية بل احترافية مطلقة وقصد الكاهن بالذات دون غيره ووجه له الطعنة القاتله فى العنق بالذات، وليس فى أي جزء آخر من الجسد .
ويستطرد الدكتور سامح زغلول المحامى بأن النيابة استأذنت قاضى التحقيقات طبقا للقانون بإيداع المتهم لمدة 45 يوما تحت الملاحظة الطبية بمستشفى المعمورة للطب النفسي لبيان الحالة العقلية والنفسية وقت ارتكاب الجريمة، حيث طالبنا بذلك والنيابة استجابت واصدرت قرارها .
والنيابة العامة بعد ان تستوفى كافة التحقيقات يصدر أمر الإحالة للمحكمة المختصة متضمنا القيد والوصف للجريمة ومواد العقاب، علما بأن القانون قد نظم طرق التظلم من قرار الإحالة الصادر فى القضية بما يتفق مع صحيح القانون.
ونحن فى انتظار التقرير الطبي من مستشفى المعمورة للطب النفسي لاستكمال الإجراءات القانونية .

الجدير بالذكر أن النيابة العامة ( جهات التحقيق ) قد أصدرت بيان رسميا بحبس المتهم بقتل كاهن كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك، حيث أمرت يوم 8 ابريل بحبس المتهم اربعة اياما احتياطيا على ذمة التحقيقات، وتنفيذ قرار المحكمة المختصة بايداعة تحت الملاحظة الطبية بأحد المستشفيات العامة المتخصصة فى علاج الأمراض النفسية والعصبية لبيان حقيقة ما إدعاه خلال استجوابة من سابقة معاناة من أمراض نفسية تفقده السيطرة على أفعاله.

تاريخ الخبر: 2022-04-19 15:22:09
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

حركة حماس تقول إنها تدرس "بروح إيجابية" مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 12:27:46
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 67%

حركة حماس تقول إنها تدرس "بروح إيجابية" مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 12:27:49
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية