حذرت مجلة «بوليتيكو» من فوز مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان برئاسة فرنسا، مؤكدة أن ذلك ستكون له تداعيات كارثية على رئاسة الاتحاد الأوروبي.
وبحسب مقال لـ «مجتبى الرحمن»، رئيس قسم الممارسات الأوروبية في مجموعة أوراسيا، كان أحد الأشياء المثيرة للاهتمام في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، قبل الجولة الأولى من التصويت في نهاية الأسبوع الماضي، هو فشل وسائل الإعلام وحملة الرئيس إيمانويل ماكرون في الإشارة إلى الطبيعة المتطرفة، والتي قد تكون مدمرة لبرنامج مارين لوبان في أوروبا.
وتابع يقول: لحسن الحظ، بدأ هذا الآن في التغيير، إن فوز لوبان في 24 أبريل ستكون له تداعيات كارثية على الاتحاد الأوروبي، وينبغي توضيح ذلك.
واستطرد: على الرغم من أن لوبان تدعي الآن أنها لا تريد مغادرة الاتحاد الأوروبي، إلا أن برنامجها الاقتصادي كله تقريبًا، والكثير من سياستها الاجتماعية وسياسة الهجرة، يعتمد على خرق قوانين الاتحاد الأوروبي.
وأضاف: مع ذلك، فهي لا تعترف صراحةً بهذه الحقيقة، وتعتمد بدلاً من ذلك على الجهل الواسع النطاق لكثير من الناخبين الفرنسيين بشأن كيفية عمل الاتحاد الأوروبي.
ونوَّه إلى أن إلقاء نظرة فاحصة على برنامج لوبان يسلط الضوء على عدم توافقه مع عضوية الاتحاد الأوروبي، مضيفا: عن طريق تعديل دستوري، ستسعى لوبان إلى إتاحة التمييز ضد المقيمين الأجانب، بما في ذلك المقيمون في الاتحاد الأوروبي، من حيث الوظائف والرعاية والإسكان.
وأردف: كما تخطط لمنع 5 مليارات يورو سنويًا من المدفوعات في ميزانية الاتحاد الأوروبي، وإعطاء الأفضلية للشركات الفرنسية في جميع العقود الحكومية الوطنية والمحلية، وإعانات إضافية للمزارعين الفرنسيين، تقول أيضًا «إنها ستعيد فرض عمليات التفتيش على الحدود البرية لفرنسا مع بلجيكا ولوكسمبورغ وإيطاليا وإسبانيا».
وبحسب الكاتب، فإن كل هذه السياسات من شأنها خرق قوانين الاتحاد الأوروبي وتهدد بتدمير السوق الموحدة.
وتابع: إذا تم تنفيذها، فإنها ستستدعي بلا شك إجراءات قانونية وانتقامًا ماليًا من كل من بروكسل والمحاكم المحلية، مما يسبب في أكبر أزمة في تاريخ الاتحاد الأوروبي، قد تجد فرنسا، في قلب أوروبا، نفسها معزولة، أو زعيمة مجموعة صغيرة من الدول المنشقة.
وأضاف: نأت لوبان بنفسها عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ بدء حرب أوكرانيا، لكنها ما زالت تقول «إن موسكو يجب أن تكون حليفة، وليست عدوًا، عندما تنتهي الحرب»، كما تريد وقف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا وتخفيف العقوبات الغربية على روسيا، لا سيما تلك التي تسبب ألمًا محليًا في فرنسا.
وأكد الكاتب على أن فوزها سيجعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، تنفيذ حظر استيراد على مستوى الاتحاد الأوروبي على النفط والغاز الروسي.
وأردف: في الوقت نفسه، تعتقد لوبان أن على فرنسا أن تقلل اعتمادها على ألمانيا والولايات المتحدة. عندما يتعلق الأمر بحلف شمال الأطلسي، وتقول إنها ستخرج فرنسا من هيكله العسكري المتكامل، الذي عادت للانضمام إليه منذ 13 عامًا فقط، بينما تظل داخل الحلف، وهي خطوة تتعارض مع رغبتها في جعل بوتين حليفًا فرنسيًا.
