مع حركة التحضر الكبرى في القاهرة التي لم تبدأ إلا في عهد الخديو إسماعيل، تبرز أهمية حى الأزبكية فى تلك الحركة إذ تركزت حركة التعمير آنذاك حول حديقة الحي الهادئ.

وترجع أهمية حى الأزبكية إلى موقعها الجغرافي الممتاز فهى تتوسط مدينة القاهرة، وهى من أهم الطرق المؤدية إلى أعرق أحياء القاهرة كالأزهر والحسين والسيدة زينب آنذاك كما يحيط بالحديقة أهم المراكز التجارية بالقاهرة والأسواق المالية والمتاجر الكبرى ودور العرض المسرحي والسينمائي، وفقا لما جاء في كتاب "القاهرة وما فيها من حكايات" للكاتب سعيد مكاوي.

واشتهرت حديقة الأزبكية بأنها يقام بها ليالي الأنس والسهر لعدة أمور وهى أنه على بضع أمتار من الأزبكية ولد أول مسرح وطني 1870 وهو مسرح يعقوب صنوع، رائد المسرح  المصري الذي كان يقدم مسرحيات اقتبس موضوعاتها من المسرح الفرنسي والإيطالي وأخذ يصبغها بالروح المحلية ويحشد مضامين أخلاقية واجتماعية لتناقضا الفئات المتمصّرة والطبقة الوسطى التي أفرزتها التحولات الاقتصادية والحضارية

ووصفه صنوع بأنه يعد بحق أول مبادرة  لخلق مسرح محلي في مقابل الطبقة الارستقراطية.

وفى تلك الفترة كانت فرقة فرنسية من الموسيقيين والممثلين وفرقة مسرحية ممتازة تقدمان للأوروبيين بالقاهرة أطيب الأمتعة.

وشهدت جميع ما يقدمه هذا المقهى الموسيقى من الفارسات القصيرة والكوميديات والغنائيات والمآسي التي أداها الممثلون على هذا المسرح وهي التي لى بفكرة تأسيس مسرح بالعربي على حد قول صنوع، بحسب ما جاء في كتاب"القاهرة وما فيها من حكايات".

وفى تياترو حديقة الأزبكية أحيت فرقة الممثل والمؤلف المسرحي السوري" أبو خليل القباني" موسمها بالقاهرة، وقدمت رواية"مجنون ليلى" وشهد العرض ازدحامًا كبيرًا آنذاك.

ومن الفرق المسرحية الشهيرة التي عرضت بحديقة الأزبكية فرقة عكاشة التي تأسست 1921 حتى عام 1941، وضمت الفرقة مجموعة من الممثلين والممثلات منهم: عبد العزيز خليل، بشارة واكيم، أحمد حافظ، فكتوريا موسى، وردة ملبان، فاطمة سرى.

وكان من أشهر كتاب هذه الفرقة توفيق الحكيم، ومحمد عبد القدوس، ومحمد فريد أو حديد.

ثم بعد ذلك أطلق المسرح القومي عام 1935 على فرقة الدولة التي أنشئت عام 1935 باسم الفرقة القومية والتي شغلت مسرح حديقة الأزبكية من عام 1941، وأطلق عليها الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى عام 1942، ثم الفرقة المصرية الحديثة عام 1953، واستقرا تحت مسمى المسرح القوم منذ 1958.

وبعد حريق القاهرة الذي اندلع فى 26 يناير عام 1952 طرأت على ميدان الأزبكية تغيرات كثيرة، فقد قسمت الحديقة واخترقها شارع 26 يوليو وشيد على جزء منها سنترال الأوبرا ولم تعد تحيى بها ليالي الأنس.