يلجأ السودانيون، بأعداد كبيرة، إلى شاطئ نهر النيل، الممتد على طول البلاد، خاصة خلال شهر رمضان، مع تزايد قطوعات الكهرباء والمياه.
التغيير: عبد الله برير
يمثل نهر النيل، ملجأً مناسباً للكثير من السودانيين خلال شهر رمضان للهروب من القطوعات المتكرّرة للكهرباء والمياه، وارتفاع حرارة الطقس.
وتدفع سخونة الأجواء هذه الأيام، العديدين من الشباب إلى الاحتماء بالنيل ومفارقة البيوت في النهارات الرمضانية القائظة.
ويذهب الغالبية لتمضية الوقت أملاً في عودة التيار الكهربائي أو ستقرار انسياب المياه خاصةً في الأحياء التي تعتمد على الآبار الجوفية التي تعمل بالكهرباء.
ويشغل البعض الآخر أوقاتهم على شاطئ النيل بطقوس تعود بالفائدة المادية مثل صيد الأسماك.
وفي نهارات ابريل الصيفية تظهر «الحفر» على مجرى النيل الأزرق مما يجعل الأسماك تنحصر في منطقة واحدة وهو ما يجعل صيدها سهلاً باستخدام الشبكة.
بعض الشباب والصبية يستغلون مياه النيل في غسيل الملابس لا سيما مع قطوعات الماء، وتسهم الحرارة العالية في الرمال في تجفيف الملابس بصورة سريعة.
ولا يقتصر طقس الغسيل على الملابس فقط، حيث يحضر البعض بالسيارات والدراجات النارية «المواتر» لغسلها وتجفيفها على الشاطئ، وتزجية الوقت في أمور مفيدة وبعيدة عن حرارة المنازل في ذات الوقت.
الأمهات في الأسر السودانية يبدين تخوفاً كبيراً من ذهاب الشباب والصبايا إلى النيل في رمضان خوفاً من الغرق، وهو أمر يتكرر كثيراً، إذ لا يخلو موسم رمضان من ضحايا للغرق في النيل.
وتردّد الأمهات أن «البحر بشيل عوامو» أي أن أكثر المجيدين للسباحة هم الأكثر عرضة للغرق.
ولا يكترث الشباب للأضرار الصحية المتوقعة من تغيير الجو عند الخروج من المياه في الحر الشديد، ويعملون على عدم مفارقة المياه إلا عند اقتراب موعد أذان المغرب.
ورغم التحذيرات من خطورة البحر «النيل»، إلا أن الشباب يجدون طرقاً مختلفة للذهاب خفيةً إلى النيل ضاربين بالوصايا عرض الحائط.
وأصبح برنامج «المقيل» في النيل مشتركاً بين الكبار والصغار لا سيما في ظل قطوعات الماء والكهرباء المتكررة.