قدم الخادم والشماس كيرلس كمال مقطع فيديو يتحدث فيه عن معجزة النور المقدس ، وذلك بمناسبة احتفال الكنيسة القبطية في مصر وكل العالم بيوم سبت النور .

وقال ” كيرلس ” :” تعتبر معجزة النور المقدس من المعجزات التي أثير حولها الكثير من الشكوك والإعتراضات سواء من المسيحيين أوغير المسييحين، وعندما بدأت البحث في تاريخ هذه العجيبة وجدت كثير من الآراء والمقالات والفيديوهات وما بين مؤيد قوي ورافض شرس لهذه المعجزة، فما كان أمامي إلا أن أصلي لله أن يرشدني لكتابة بحث وافي لهذه العجيبة، فأملي أيها القارئ العزيز أن يعجبك هذا البحث البسيط.

تاريخ العجيبة ..

تابع ” كيرلس” قائلاً : أدعي البعض أن هذه العجيبة حدثت منذ القرن التاسع الميلادي فهي خدعة صنعها رجال الدين للروم الأرثوذكس، أو ظهرت بعد مجمع نقية، لكن خلال البحث وجدنا فى كتابات آباء القرن الرابع الميلادي أمثال يوحنا الدمشقي و غريغوريوس أسقف نيصص وجرجس النسكي أن القديس بطرس الرسول شاهد خروج نور من القبر المقدس، كما أن يوسابيوس القيصري أبو التاريخ الكنسي ذكر أنه فى سنة ١٦٢م فى زمن الأسقف ” نركيسيوس” ووقت عيد القيامة لم يجدوا زيت كافي لإنارة القناديل، فأمرهم أن يملؤوا القناديل ماء فأنارت القناديل من تلقاء نفسها”.

وذكر “كيرس” : وبالبحث التاريخي نجد أن من حادثة القديس بطرس الرسول حتى زمن القرن الرابع لم نسمع كثيراً عن النور المقدس، وذلك يرجع لفترة الاضطهاد الذي عم علي الكنيسة فى أورشليم، بالإضافة لخراب أورشليم، كما نجد أنه فى سنة ١٣٥م أيام الأمبراطور هادريان بني معبد للإله جوبيتر فوق القبر المقدس، حتى تم أزالته فى عهد الملك هيلانة وبناء كنيسة فوق القبر المقدس.

في القرن التاسع خصوصاً سنة ٨٣٦ م نجد فى سيرة القديس ثيوذورس من دير مار سابا نجد إشارة إلى أن القناديل أنارت من تلقاء نفسها يوم السبت العظيم.
وفى سنة ٨٧٠ م نجد شهادة تاريخية من راهب غربي رحالة أسمه برنار يحكي عن تفاصيل إضاءة القناديل فى عيد القيامة من تلقاء نفسها.

بعد سيطرة الحملات الصليبية على القدس طردوا بطريرك الروم من كنيسة القيامة ووضعوا سيطرتهم علي القبر المقدس ووقت عيد القيامة ودخول أسقف اللاتين للقبر المقدس لم يظهر النور أبداً وظل هذا علي نحو مرتين فأعادوا بطريرك الروم مرة أخرى فظهر النور مرة أخري علي يديه.

ففى سنة ١٢٣٨م ، نادي البابا غريغوريوس التاسع بابا روما بأن هذه النار المقدس ما هي إلا حيلة وخداع من بطريرك الروم ومنع كل أتباعه من المشاركة فى الاحتفال بظهور النار المقدسة.

كما أن الأرمن قاموا بإعطاء رشوة للأتراك للدخول الى القبر المقدس ليظهر النور على يد بطركهم، لكن لم يظهر النور أبداً على يدهم .. وفي العصر الحديث ظهر النور المقدس بحضور إبراهيم باشا بن محمد علي وكان معه البابا بطرس الجاولي وبطريرك الروم”.

شهادة بعض علماء المسلمين .

ذكر بعض علماء ومؤرخين المسلمين عبر التاريخ إشارات لظهور النور المقدس لكنهم كانوا يقولون ان النصارى يدعون ظهور هذا النور كذباً أو حيلة منهم وكان من الذين ذكروا هذه العجيبة هم الجاحظ فى كتابه الحيوان ، أبن تيمية ، البيروني ، والمقريزي.

رأي الكاتب الشخصي ..

وقال كيرلس كمال : ” قد تتوقع مني أن أحاول أن أقنع عقلك بصحة العجيبة أو زيفها ولكني علي النقيد تماماً لا أقنعك بشئ أنت غير مقتنع به تماماً .. فأنت كنت من أصحاب الرأي الذى يقول إن هذه المعجزة تتم بالفسفور الأبيض فأجيبك بأن تعمل بحث عن خصائص الفسفور الأبيض على جوجل وتعلم إن كان بذلك يمكن أن تتم به العجيبة به أم لا.

وهل فعلاً البطريرك يقوم بخداع أم لا فى هذا اليوم ؟ لا أجيبك لكني أجيبك بشئ آخر أحسست به في داخلي بعدما طلبت من الله أن أعرف هذه المعجزة حقيقة أم لا .

تذكرت مشهد ظهور السيد المسيح لتلاميذه فى اليوم الثامن فى العلية وكان معهم توما وأراهم يديه وجنبه وصرخ توما قائلاً: ربي وإلهي فقال له السيد المسيح ” طوبى لمن آمن ولم يرى” فإن كانت هذه المعجزة حقيقة أم لا هذا لا ينفي صحة إيماننا كمسيحيين بموت المسيح وقيامته من بين الأموات.
وكما يقول الإنجيل كما أمنت يكون لك فإن كنت تؤمن بهذه المعجزة فسوف تتمتع ببركة هذا اليوم وبالنور المقدس وأن كنت غير مؤمن بها فهذا لا يؤثر على حدوثها .
كنت أعلم أنك كنت تريد أدلة عقلية ملموسة فأجيبك قائلاً : نحن الآن فى عصر الترندات والسبق الصحفي، فإن كانت هذه خدعة فسوف تجد من يُحاول أن يظهر هذه الخدعة من الصحفيين الذي يتوافدون فى القدس حتى يظهروا بالدليل والبرهان كذب هذه الخدعة حتي يخلدون فى التاريخ أنهم استطاعوا أن يكشفوا كذب الأعجوبة .
وأسألك، كيف تبرهن أن النار لا تحرق شعور الناس وهم يتباركون من النار المقدس ؟
أختم معك بأنه ” كما أمنت يكون لك” .