تعامل مركز الفتوى الإلكترونية بالأزهر الشريف مع أزمة كورونا فور ظهورها باحترافية شديدة إذ أصدر كتابا كاملا عن كيفية التعامل مع الوباء، وأصدر عددا من الفتاوى التى انتشرت على وسائل التواصل للرد على الأسئلة المستجدة حول «كورونا»، وعن هذه الجهود يحدثنا الشيخ بلال خضر، عضو مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، والحاصل على ماجستير فى الفقه الإسلامي:
يوضح أن المركز يستقبل الفتاوى التى تهم الناس عموما سواء كانت نصية مكتوبة، أو هاتفية مباشرة، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو وسائل الإعلام المتنوعة مقروءة أو مرئية أو مسموعة، أو من خلال التطبيق الإلكترونى والموقع والبريد الإلكترونى الخاص بالمركز، كما يقوم المركز بإعداد معالجات شرعية للقضايا المثارة على الساحة، ويولى اهتماما خاصا بالمستجدات والنوازل المعاصرة؛ من خلال تقديم معالجات حقيقية تسهم فى استقرار المجتمع، ولعل من أبرز هذه المعالجات ما قام به المركز فى فترة تفشى وباء كورونا من خلال التوعية بخطورة الوباء، وأهمية الاحتراز منه، والتغلب على آثاره، والرد على الشائعات المثارة حوله من منطلق شرعى وبمنهج معتدل.
وعن دور المركز فى معالجة نوازل ومستجدات الأوبئة وفيروس كورونا يقول: اضطلع المركز بدور بارز فى معالجة الآثار الناتجة عن تفشى وباء كورونا من خلال رصد ومتابعة المستجدات على الساحة الإقليمية والدولية أولا بأول، وكان المركز من أولى المؤسسات الدينية التى تعاملت مع الوباء، وقد أشاد بجهوده وبياناته وأعماله كثير من المسئولين والمؤسسات المحلية والعالمية، ومنها منظمة الصحة العالمية فى بيانها الذى أشادت بفتوى المركز فى تأثير الفحوصات التى تجرى لفحص مدى الإصابة بالوباء من عدمه على الصيام، وغيرها من الأعمال التى لاقت صدى ميدانيا وإعلاميا متميزا.. ويشير إلى أن المركز أعد خطة للتوعية بمخاطر هذه الأمراض والأوبئة على الأفراد والمجتمعات، وطرق الوقاية منها، ووسائل مكافحتها وعلاجها؛ بما يناسب طبيعة المرحلة العمرية التى يتوجه لها الخطاب، خاصة الشباب الأكثر استخداما للميديا، وكان ذلك من خلال خطة متنوعة، تناسب الحال وتراعى المآل؛ وهذه الخطة عبارة عن عدد من الأنشطة والفعاليات الميدانية والإلكترونية، وقد عقد المركز عددا من ورش العمل مع علماء متخصصين فى العلوم الطبية والهندسة الوراثية، ومثلها فى أمراض النساء وكذا فى علوم الفلك، بجانب إعداد وتنظيم برنامج تدريبى شامل فى علوم النفس والاجتماع، وغيرها من البرامج التدريبية والدورات المتخصصة فى هذه المجالات، وقد اعتمدنا فى ذلك على الفريق الاستشارى العلمى الذى يضم خبراء فى مجالات تخصصية مختلفة فضلا عن علماء الشريعة فى كل فروعها، للتعرف على آرائهم؛ لإحكام الفتوى ومواكبتها لواقعنا المعاصر، إضافة إلى عقد اجتماعات ولقاءات مع المتخصصين من وزارة الصحة المصرية وممثلين من جهاز الطب الوقائي، والجهات المعنية.. ويضيف اعتمدنا لنشر الوعى الصحى على إعداد محتويات علمية تتمثل فى الإرشادات والفتاوى، والبيانات، والإصدارات المختلفة من كتب ومطويات وفيديوهات وأعمال مترجمة باللغات الأجنبية، وقد نشر كثير منها إلكترونيا على موقع المركز، إضافة إلى نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى طباعتها فى إصدارات ورقية، ومن أهمها كتاب «الدليل الشرعى للتعامل مع فيروس كورونا المستجد.. ويؤكد قمنا بحملات توعوية وإعداد منشورات ومقاطع مصورة، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتنظيم قوافل وندوات، وكذلك التعاون مع كل الجهات والمؤسسات المعنية فى الدولة المصرية من خلال الوسائل المتاحة، خاصة وزارة الصحة والسكان لمواجهة هذه المخاطر؛ وإطلاق حملة «وقاية» على وسائل التواصل الاجتماعى للتوعية بمخاطر فيروس كورونا المستجد وطرق الوقاية منه، وكانت الحملة باللغة العربية وثلاث لغات أجنبية.
ويشير إلى أن المركز رد على عدد كبير من الفتاوى والاستفسارات المتعلقة بالناحية الطبية، خاصة مع تفشى وباء كورونا وانتشاره بصورة كبيرة وحالة الذعر التى صاحبت بدايات ظهوره وقلة المعلومات المتوافرة فى هذا الشأن، وقد نشرت هذه الفتاوى عبر صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية، ووسائل الإعلام المختلفة، وشهدت صدى إعلاميا وميدانيا مميزا؛ لأنها تعبر عن رأى الأزهر الوسطى فى كثير من المسائل المطروحة على الساحة، ومنها الفتاوى والإرشادات المتعلقة بفيروس كورونا؛ لمواكبتها للواقع ومستجداته؛ ولمراعاتها مقاصد الشريعة الإسلامية التى من أهمها، مقصد حفظ النفس وعدم جواز الاستهزاء بالمرض، أو الاستخفاف بإجراءات الوقاية منه؛ وأن فحوصات كورونا لا تؤثر على صحة الصيام؛ وجواز تعقيم الأماكن العامة والمساجد بالكحول، وجواز الصلاة بها.
