يعرف المشاهد أن موسم عرض الأفلام هو عيدي الفطر والأضحى، وأن الموسم الدرامي يبدأ مع شهر رمضان الفضيل، ولكن في السابق لم تكن هذه المواسم كما هي الآن، وكان عرض الأفلام في رمضان يعتبر قفزة كبيرة للمنتج.

شهر الخير للمنتجين

في تقرير نشرته مجلة "الكواكب" ذكرت فيه أن المنتج السعيد هو الذي يصل لاتفاق مع دار تعرض فيلمه خلال الشهر المبارك فقد كان رمضان شهر يحمل الخير للمنتجين.

كانت حفلة الساعة الثالثة في أيام رمضان تحقق إيرادات توازي حفلات اليوم كله، وكانت حفلة التاسعة والنصف تزخر بالشخصيات العامة الكبيرة والبارزة، وكانت الأسر تملأ المقصورات ومقاعد الدرجة الأولى.

فنانون تفاءلوا بشهر رمضان

كانت الفنانة عزيزة أمير تتفائل بعرض أفلامها في شهر رمضان، وعن هذا التفاؤل تقول إن فيلم طاقية الإخفاء عرض خلال شهر رمضان، وحقق إيرادات لم يحققها أي فيلم عربي بعد ذلك، كما تشير إلى أن معظم أفلامها التي حققت إيرادات عالية لم تعرض إلا في رمضان.

فيلم "يوم سعيد" فاتحة الخير

منذ نشأة السينما والحفلات السينمائية كان واحدة فقط وغيرها، إلى أن جاء فيلم يوم سعيد في شهر رمضان ورغبة في زيادة الإيراد تقرر أن تقام حفلة إضافية في الثالثة والربع كل يوم وتضاعف الإيراد فقرر الموسيقار محمد عبد الوهاب أن يقيم حفلة نهارية إضافية تبدأ في الحادية عشرة وتنتهي في الواحدة والنصف وامتلأت الحفلات الصباحية بالجمهور الذين يجدون مشاهدة الأفلام متعة تخفف عنهم الصيام، وكان نجاح هذه الحفلات أكبر مشجع لدور السينما على إقامة أربع حفلات يومية، وبدا تنفيذ الفكرة بالأفلام الكبيرة  ثم تطورت فأصبحت نظاما متبعا في جميع دور السينما.

أول موسم رمضان

من القلائل الذين عرفوا أهمية موسم رمضان كان المخرج والمنتج توجو مزراحي، وكان قد أخرج عدة أفلام وانتهز فرصة حلول شهر رمضان، وتعاقد مع عدد كبير من دور العرض لعرض هذه الأفلام واستطاع ان يخرج من شهر رمضان بثروة غطت تكاليف الأفلام التي أنتجها بثلاثة مرات.

أنور وجدي والشهر الكريم

فطن أنور وجدي لأهمية شهر رمضان، فكان يعاقد مع دور السينما قبل حلول الشهر الكريم بعدة أشهر، وكان يقدر إيراده من العرض في شهر رمضان وقلما كان يخطئ في تقدير.

فيلم "تعال سلم" 

من أنجح الأفلام التي عرضت في شهر رمضان كان فيلم تعال سلم لـ فريد الأطرش، واستمر عرضه خمسة أسابيع شملت عيد الفطر، وبلغت أرباح فريد من الفيلم 16 ألف جنيه.

تجارة السوق السوداء

كما عرفت السينما تجارة السوق السوداء في شهر رمضان، ونشطت هذه السوق لأول مرة بعد عرض فيلم فاطمة لأم كلثوم، وفطن بعض رواد شارع عماد الدين لازدحام الناس حول شباك التذاكر فاشتروا كمية من التذاكر وباعوها بأضعاف ثمنها للراغبين في قضاء سهرة دون التعرض للزحام.

المسلسلات الدرامية

كان أول مسلسل مصري هو مسلسل يُعتبر مسلسل “عائلة مرزوق أفندي” أقدم مسلسل في التاريخ العربي، وقد بدأ بثُه عام 1959 على الإذاعة المصرية عبر برنامج “إلى ربات البيوت” الذي أسسته الإعلامية المصرية صفية المهندس. كان عبارة عن حلقات متصلة ذات موضوعات منفصلة تهتم بالشأن العام المصري والعربي مع تطوير يواكب الأحداث المحيطة، إذ كانت المدة الزمنية للحلقة الواحدة 5 دقائق، أما أول مسلسل مصري في الستينات فكان مع بداية انطلاق بث التليفزيون المصرى فى العيد الثامن لثورة 23 يوليو، وهو مسلسل "هارب من الأيام"، والذى يعتبر أقدم مسلسل مصرى تم إنتاجه وعرض لأول مرة عام 1962 فى "لم شمل" الأسر العربية، وليست المصرية فقط حول شاشة التلفزيون، وأثناء عرض حلقات المسلسل كانت الشوارع تخلو من المارة، ويجلس أفراد الأسرة أمام هذا الاختراع الذي أحدث ثورة وقتها لمشاهدة ومتابعة مغامرات الهارب من الأيام، وهو النجم الراحل عبدالله غيث، ومشاركة كل من توفيق الدقن وحسين رياض ومديحة سالم وكمال ياسين مع المخرج نور الدمرداش.

ومن هنا عرفت الشاشة المصرية موسم الدراما التي أسست لها الأفلام المصرية القديمة، ليصبح الموسم الرمضاني، عرض المسلسلات وموسم عيدي الفطر والأضحى للأفلام العربية والأجنبية.