مواجهة مهمة كشف عنها مسلسل الاختيار اليوم بين الدكتورة إيناس عبد الدايم، وقت أن كانت رئيس دار الأوبرا، وبين وزير الثقافة في حكومة الإخوان علاء عبد العزيز، والذي كان توليه المنصب بمثابة أزمة أشعلت غضب المثقفين بعد قراراته التي ظهر فيها مخطط الإخوان لتدمير الهوية ومحو التراث والسيطرة على مخطوطات ووثائق دار الكتب التي تفضح تاريخهم الإجرامي.

الوزير الإخواني سخر من انتفاضة المثقفين ضد قراراته

وكالعادة، كانت «الوطن» سباقة في كشف مخططات الإخوان ومع علاء عبد العزيز كان آخر حوار، والذي أشعل غضب المثقفين بتصريحه الشهير عبر «الوطن»، والذي قال فيه للمثقفين «خليهم يتسلوا»، وكانت العبارة التي احتلت مانشيت بمثابة شرارة أشعلت غضب المثقفين، وجعلتهم يصرون على الإطاحة به من منصبه ومن مكتبه، حيث اعتصم المثقفون وكانوا الشرارة الأولى لانطلاقة الثورة السلمية بالفن والباليه الذي جاهد الإخوان لوقف أنشطته، ولأن المخطط الرئيسي والهدف كان السيطرة على وثائق مصر اختار هشام قنديل وزيراً قادراً على محو الثقافة وتدمير الوعي، وبدوره اختار أحد قيادات الإخوان ليتولى رئاسة دار الكتب والوثائق بعد إقالة كل القيادات، مخطط فطنت له «الوطن» ونشرت كل تفاصيله والمستهدف من الوثائق.

اختيار علاء عبدالعزيز لم يكن عشوائيا، فهو وزير يتلخص تاريخه في أنه تخرج في المعهد العالى للسينما بأكاديمية الفنون عام 1985، وحصل على درجة الدكتوراه عام 2008، أي بعد 23 عاما من تخرجه، ويبلغ من العمر 51 عاما وآخر منصب عمل فيه كان عضوا بهيئة التدريس بالمعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون، قسم المونتاج، أما الأهم في مسيرة «الصعود المفاجئ» للرجل، أنه نشر مقالا على بوابة «الحرية والعدالة»، التابعة لجماعة الإخوان المسلمين وحزبها، في الأول من يناير الماضي كان بوابة وصوله لوزارة الثقافة؛ حيث كتب يهاجم التظاهرات المناهضة للجماعة.

على خطى رئيسه محمد مرسى، يسير وزير الثقافة، يصرح بأنه سيغير اسم مكتبة الأسرة ثم يعود وينفي أنه قال ذلك، ثم يؤكد عدم وجود أي نية لإقالة رئيسة الأوبرا وبعد أقل من 48 ساعة يخرج علينا بقرار إنهاء انتدابها، ينفي تماما ولاءه للإخوان ويقيل كل من يعارضهم، يقرب له ذوي الحظوة ورفاق الدرب والموالين للإخوان، ويعزل كل من يقف أمام قراراته.

هدف الوزير الإخواني

كان هدف علاء عبد العزيز تنفيذ مخطط الأخونة المرسوم مسبقا، لكن تنفيذه كان هو الأغرب؛ فعلى طريقة أفلام الحركة أقال نصف قيادات الوزارة في أسبوع ولأنه لم يجد سببا قانونيا أو إداريا لإقالتهم، خرج علينا ببيانات تؤكد أنه سيعلن أسباب الإقالات المتتابعة بعد قليل ليجلس المهتمون في انتظار هذا القليل وتأتي المفاجأة في النهاية: الإقالات جاءت لضخ دماء جديدة في الوزارة تتماشى مع الثورة.

تناسى «عبدالعزيز» أن أغلب تلك القيادات تولت مناصبها عقب الثورة.. أما الأغرب فكان أن الوزير عيَّن أشخاصا محالين للتحقيق أو سيخرجون للتقاعد بعد أقل من شهرين، وزير يبدو كأنه معصوب العينين، ينفذ ما يملَى عليه.