عدم الانشغال بالاحتمالات والتركيز على الحقائق يجنبك «القلق المفرط»


كثيرا ما نشعر بالقلق، ولكن ما يجعل بعض الأشخاص يصابون «باضطراب القلق المرضي» هو انغماسهم المفرط فيما يسمى القلق العقيم أو غير المجدي، وقال الأخصائي والمعالج النفسي منصور العسيري: يعرف العلماء القلق بأنها استجابة طبيعية يصدرها الجسم عندما يواجه مشكلة ما، وتهدف هذه الاستجابة إلى مساعدة الجسم على تجاوز التحديات التي يواجهها، وبناء على علماء النفس قد تكون هذه الاستجابة مفيدة وغير مفيدة، فهي تكون مفيدة عندما تساعد الإنسان على تخطي المصاعب، ولكنها تكون غير مفيدة عندما لا يتمكن الإنسان من حل مشاكله بسبب تفكيره السلبي المفرط فيها، ما يشل قدرته، بالتالي تتأثر سلبا نواحٍ مهمة في حياته، على سبيل المثال، يكون القلق مفيدا ومثمرا عندما يشعر الوالدان بالقلق على مستقبل أطفالهما، بالتالي يبادران بالبحث عن وظيفة لتأمين احتياجاتهم، ولكن هذا القلق يصبح غير مفيد عندما يبالغ الوالدان في التفكير بالنتائج السلبية التي من الممكن أن تحدث لهما، ما يجعلهما غير قادرين على العمل.

قلق عقيموأوضح أنه لتجنب هذا النوع من القلق، يجب أولا أن نفرق بينه وبين القلق الصحي، وأضاف: هناك 5 علامات تشير إلى أنك تعاني قلقا غير مفيد، ويجب أن تتجنب الشعور بالقلق بشأن أسئلة لا يوجد جواب قاطع لها، وأحد الأمور التي توضح أنك تمارس قلقا عقيما هو أن تنشغل بأسئلة لا يوجد جواب قاطع لها، ويظهر ذلك عندما تقع في مشكلة وتسأل نفسك لماذا حدث لي هذا؟، ولو تأملت قليلا في هذا السؤال لاتضح لك أنه لا يمكنك الحصول على جواب قاطع لهذا السؤال، فبدلا من ذلك يمكنك سؤال نفسك ما الأمر الذي يمكنني فعله الآن كي أستطيع الخروج من هذه الأزمة؟، فهذا غالبا هو السؤال المفيد لأنه سوف يمكنك من الخروج من المحنة من غير إضاعة الكثير من الوقت في أسئلة قد لا يكون لها إجابة، أو قد تكون الإجابة عنها غير مفيدة حاليا.


أحداث محتملةوتابع: الشعور بالقلق بشأن أحداث محتملة وليست مؤكدة ثاني علامة من العلامات التي تشير إلى أنك تمارس قلقا غير مجد، هو أن تنشغل بالاحتمالات وتتجاهل الحقائق، على سبيل المثال يعاني الكثير من الأشخاص الخوف من ركوب الطائرات، ولكن لو نظرنا إلى الإحصاءات لوجدنا أن احتمال وفاة الشخص في حادث طائرة منخفض جدا مقابل وفاة الشخص من جراء حادث سيارة مثلا، ورغم ذلك يظل الكثيرون يعانون هذا النوع من المخاوف، وبحسب الإحصاءات الرسمية فإن نسبة وقوع الأشخاص ضحية لحوادث سقوط الطائرات هي 1 لكل 3 ملايين شخص، في المقابل فإن نسبة وقوع الأشخاص ضحية لحادث سيارة هي 1 لكل 6700 شخص.الحلول المقترحةوأردف: رفض الحلول المقترحة للمشاكل لأنها ليست مثالية من العادات التي تجعل بعض الأشخاص يعانون قلقا مفرطا، وأبرز الأمثلة عدم حلهم مشاكلهم اليومية حتى لو بشكل جزئي، وإصرارهم الدائم على البحث عن الحلول المثالية، وهذا بالتالي يؤدي إلى تراكم مشاكلهم، ونتيجة لذلك يزيد مستوى قلقهم، على سبيل المثال تجد أحد الأشخاص يمتنع عن استكمال تعليمه رغم حاجته إلى ذلك بسبب خوفه من عدم حصوله على الدرجة الكاملة، وتجد شخصا آخر يمتنع عن البحث عن وظيفة بسبب قلقه من عدم تمكنه من الحصول على وظيفة أحلامه، والحقيقة التي يجهلها كثير ممن يعانون المثالية هي أنه لا يوجد حل مثالي لجميع المشاكل، لأن لكل حل إيجابيات وسلبيات، بل إن البحث عن الحل المثالي قد يكون متعبا ومجهدا، لذلك قد يكون غير مفيد دائما، بالإضافة لذلك، ففي كثير من المواقف غالبا لا نحتاج إلى الحل المثالي، بل نحتاج إلى مواصلة مشوارنا، لأن التوقف المتكرر بحجة البحث عن الحل المثالي قد يزيد من مشاكلنا، لذلك فمن المهم معرفة أن أغلب المشاكل لا ينبغي أن تحل بشكل مثالي، بل تكفي في كثير من الأحيان أنصاف الحلول، ويبقى المهم دائما هو أن تكمل المهمة.

مخاطر محتملة‏وأشار إلى أن من الأمور التي تجعل الأشخاص يعانون الانشغال الفكري، اعتقادهم بأنهم يجب أن يقلقوا كي يخف إحساسهم بالضغوط، ويقصد بالضغوط الأحاسيس الجسدية، مثل الإحساس بضيقة التنفس وتعرق اليدين، فتجدهم ينشغلون فكريا على أي مشكلة أو أي إحساس يشعرون به اعتقادا منهم بأن هذا يخفف من توترهم، ولكن المشكلة تكمن في أن أغلب ما نشعر به من أحاسيس غير حقيقي، فلذلك فإن الانشغال بها غير مفيد، على سبيل المثال يشبه العلماء الشعور بالقلق بمستكشف الحرائق، الذي وظيفته حماية الجسم من المخاطر المحتملة، التي غالبا ما تكون غير حقيقية، والاعتقاد بضرورة الشعور بالقلق بسبب عدم قدرتنا على التحكم بالمجهول.

الاستجابات الطبيعية‏وأضاف: من الاستجابات الطبيعية التي يصدرها الجسم عندما نشعر بالقلق هو دفعنا لمحاولة التحكم بالمتغيرات التي حولنا بسبب إيماننا العميق بأننا لو أحكمنا السيطرة على بيئتنا فسوف نقلل من احتمالية وقوع المشاكل التي تحصل، رغم أن هذا الاعتقاد غير صحيح، فزيادة التحكم لا يعني بالضرورة عدم وقوع المشاكل، بالإضافة لذلك، لا يمكننا دائما التحكم في جميع المتغيرات في بيئتنا، على سبيل المثال عندما نجلس وحيدين في البيت ونشعر بالقلق من احتمالية اقتحام شخص منزلنا دون علمنا، نستطيع بكل بساطة إقفال الباب، وذلك قد يساعدنا على التخلص من قلقنا، ولكن على النقيض عندما نقدم محاضرة لزملائنا في العمل لا يمكننا التنبؤ بردة فعلهم على أدائنا مسبقا.

أداء سلبي وأوضح أن أفضل ما نستطيع القيام به هو التحضير الجيد للمحاضرة وتجنب التفكير فيما يحصل بعدها، ولكن هذا الأمر لا يحدث للشخص الذي يعاني مستويات قلق مرتفعة، فتجده لا يصب جام تركيزه على أدائه في المحاضرة، بل يحاول التحكم في المتغيرات التي تقع خارج مسؤوليته، مثل التفكير في ردة فعل الآخرين على محاضرته، وماذا قد يحدث أثناء المحاضرة، وهل سوف يقوم بأداء جيد، وهل سوف يستمتع الآخرون بالأداء، ونتيجة لهذا التفكير يشعر الشخص القلق بضغط الأداء، ما يؤثر على أدائه سلبا، وهذا يجعل أسوأ ما كان يتوقعه يتحقق.

القلق يصبح غير مفيد عندما يبالغ الإنسان في التفكير بالنتائج السلبية المحتملة ما يجعله غير قادر على العمل

رفض الحلول المقترحة للمشاكل لأنها ليست مثالية من العادات التي تجعل بعض الأشخاص يعانون قلقا مفرطا
تاريخ الخبر: 2022-04-27 03:24:54
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

المقابر الجماعية في قطاع غزة على طاولة مجلس الأمن

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:25:53
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

رشق إيريك زمور بالبيض خلال حملته الانتخابية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:25:45
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 51%

توقعات أحوال الطقس اليوم الأحد

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:25:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

رشق إيريك زمور بالبيض خلال حملته الانتخابية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:25:39
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 54%

بطولة السعودية.. ثلاثية الـ "دون" تخرق بريق الصدارة الهلالية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:26:07
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 57%

بطولة السعودية.. ثلاثية الـ "دون" تخرق بريق الصدارة الهلالية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:26:01
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 60%

استئناف مرتقب لجولة المحادثات بالقاهرة حول الهدنة في غز

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:25:58
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

استئناف مرتقب لجولة المحادثات بالقاهرة حول الهدنة في غز

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:25:54
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 57%

المقابر الجماعية في قطاع غزة على طاولة مجلس الأمن

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:25:46
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية