شخصية «سياف» مركبة وتحدٍّ كبير بالنسبة لى.. وأغلب المشاهد ترك أثرًا فى نفسى

التعاون مع أحمد نادر جلال رائع ومميز

حقق مسلسل «العائدون» نجاحًا كبيرًا منذ انطلاق أولى حلقاته فى الشهر الكريم، واستطاعت كل شخصية أن تخطف الأنظار بصفات خاصة، وردود أفعال مختلفة، ولكن شخصية «سياف» الداعشية، والتى جسدها الفنان السورى أحمد الأحمد كان لها طابع خاص، مزجت بين عدة مشاعر فـ«سياف» شخص داعشى إرهابى، ولكن الصراع الداخلى كان ما بين الشر والتعاطف، فكان يأمر بالقتل دون رحمة مثل تنفيذ حكم إعدام أقرب من له حرقًا «أبومصعب- حسين» الذى جسده محمد فراج، ولكنه تأثر بوفاته ودخل فى حالة اكتئاب وكان يتذكره دائمًا، فأثار حيرة المشاهد ما بين لا شفقة لشخصية إرهابية أبدًا، وبين تعاطف لمشاعره التى يجبر على أن يظهرها لأحد. وتحدث أحمد الأحمد خلال حواره مع «الدستور» عن تفاصيل شخصية «سياف» الداعشى، وكواليس وتفاصيل المشاهد فى مسلسل «العائدون»، كما كشف عن نيته للتعاون فى أعمال فنية مصرية أخرى، وعن الأدوار التى يفضل تجسيدها فى أعماله الفنية.

■ كيف تلقيت ردود الأفعال حول المسلسل؟

- سعدت كثيرًا بسبب ردود الأفعال التى تلقيتها حول نجاح المسلسل فى حلقاته الأولى والتى أبهرتنى وأدخلت السرور إلى قلبى، حيث جاءت كل التعليقات إيجابية، وإشادات كبيرة وقوية من الأصدقاء والجمهور والفنيين لكل شخصيات العمل، وبالطبع هذا نجاح جماعى لكل صناع مسلسل العائدون، حيث بذل الجميع جهدًا كبيرًا يحترم بشدة بقيادة المخرج أحمد نادر جلال من أجل إخراج عمل متكامل من جميع عناصره وخروجه للنور بهذا الشكل وتقبل الجمهور له.

■ فى البداية وحين عرض عليك العمل.. ما الذى جذبك للموافقة على مسلسل العائدون؟

- فى الحقيقة مع بداية اطلاعى على النص ومعرفة أسماء صناعه والقائمين عليه من ممثلين وفنيين أمام وخلف الكاميرا، بالإضافة إلى الدور المسند إلىّ فى العمل، والذى قمت بتجسيده فى أحداث المسلسل- أدركت أننى أمام عمل من العيار الثقيل، وتفرغت للعمل عليه بكل حماس وتفاؤل، خاصة أننى وجدت أحداثه واقعية حقيقية حدثت بالفعل، والأعمال الواقعية تعتبر تحديًا كبيرًا فى العمل عليها، فلم أتردد لحظة فى الموافقة عليه بعد قراءة السيناريو ومعرفتى لدور «سياف» الداعشى الذى يقوم بكل تلك الأعمال الإجرامية.

■ كيف كان التعاون مع المخرج أحمد نادر جلال؟

- بصراحة تعاون رائع ومميز مع المخرج المبدع أحمد نادر جلال، فهو موهبة استثنائية ولا جهد ضائع معه أبدًا، وكل من يراقب نتائجه دائمًا فى أعماله الفنية، وطريقة تفكيره فى الإخراج والفن يدرك أنه عالمى دون شك، ونفتخر به فى الدراما العربية، وأتمنى تكرار التعاون معه مرة أخرى. 

■ كيف حضرت لشخصية سياف الداعشى؟

- تم العمل على شخصية «سياف» الداعشى والبحث فى أعماقها، وسلوكها، وأهدافها وخلق المبررات، مع البحث والمذاكرة جيدًا قبل انطلاق التصوير، وهى حقًا شخصية مركبة وصعبة، وتحد كبير بالنسبة لى ولأى ممثل، وهو ما جذبنى لتجسيدها بكل حماس ودون تردد، كما أنها من وحى الخيال، والمؤلف الكبير باهر دويدار أبدع فى وصفها على الورق، والأهمية دائمًا بالنسبة لى فى أن تكون الشخصية مقنعة وتصدق من قبل المشاهدين والجمهور، وليس هناك من تخوف بقدر التحدى، والتحدى هنا يكمن فى السهل الممتنع، وكيف تكون مقنعة دون مبالغة، وهو ما حرصت على فعله بشكل دقيق.

■ ما المشهد الذى أثر فى نفسية أحمد الأحمد بسبب «سياف»؟

- أغلب المشاهد فى العمل ترك أثرًا كبيرًا فى نفسى، وبالطبع مشهد حرق «أبومصعب- حسين» الذى قدم دوره الفنان محمد فراج أولها، فكان مشهدًا مؤلمًا ومحزنًا أن يحدث لأى شخص على الأرض مهما كان، ومهمتنا فى ما هو فنى أن نكون أمينين فى مشاعر وأحاسيس وأفعال أدوارنا التمثيلية الموكلة لنا.

■ كيف ترى نوعية الأعمال الفنية ذات الأحداث الواقعية؟

- من وجهة نظرى أنه ضرورى أن يتوافر لدينا فى كل بلادنا العربية هذه النوعية من الأعمال التى تحاكى قضايا شعوبنا المهمة، وأجد أن الدراما بشكل عام أصبحت بكل أنواعها متطورة وتنافس الأعمال العالمية، ويعد مسلسل «العائدون» أحد أهم هذه الأعمال التى يكون مدى تأثيرها قويًا ومهمًا ومميزًا، وأتمنى أن أكون بقدر المسئولية التى وضعت فيها فى هذا العمل.