بعد إعلان المغرب انخراطه إلى جانب أكثر من 40 دولة، ل حشد الدعم المالي والعسكري لفائدة أوكرانيا التي تواجه حربا فوق أراضيها منذ فبراير المنصرم من طرف روسيا، تحدث الخبير في العلاقات الدولية خالد شيات لـ”الأيام24″ عن الموقف الجديد والرهانات الاستراتيجية لمشاركة المغرب في هذا مؤتمر الذي انعقد في ألمانيا بدعوة من الولايات المتحدة الأمريكية.
حضور المغرب في المؤتمر التشاوري بألمانيا من أجل دعم أوكرانيا ماديا وعسكريا، لا يعتبره خالد شيات تغيرا في الموقف من ناحية المبدأ بالنسبة للمغرب لأن الأخير عندما تخلف عن التصويت في الأمم المتحدة في المرحلة التي كانت فيها إدانة للتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، إذا يختلف الموضوع هنا كليا.
وشدد شيات في حديثه على أن “المغرب عند الاجتماع لإدانة روسيا كان موقفه تابتا من خلال اعتبار أن الوحدة الترابية للدول هي مسألة مقدسة على مستوى القانون الدولي ويجب أن تكون مقدسة حتى على مستوى الواقعي بما في ذلك وحدة جميع دول العالم بدون إعطاء أولوية لدولة دون دولة أخرى وبدون استثناء”.
قائلا: “لذلك لا أجد في الموقف المغربي الذي يرتبط بالدفاع عن الوحدة الترابية للدول أي شق مخالف للمبدأ والمنهج الأساسي الذي تبناه المغرب فيما يتعلق بهذه القرار أي أن أي دعم هو صالح لأوكرانيا في الدفاع عن وحدتها الترابية هو صالح ومتناغم ومتماسك مع الطرح والتصور المغربي لذلك فهذا الموقف أساسي بالنسبة له”.
وعن الرهانات الاستراتيجية للمغرب في الحرب التي لا تعنيه وبعيدة عنه بحسب الخبير في العلاقات الدولية خالد شيات، فيرى أنها “مرتبطة بالكثير من الجوانب الاستراتيجية خاصة فيما يتعلق بالوحدة الترابية للمغرب، إذ أن العلاقات الروسية فيها الكثير من التطور والتقدم، والمغرب يريد أن يطور أكثر هذه العلاقات”.
كما أن “المغرب مواقفه متوازنة عموما ولا تطغى عليها النزعة ذات الانخراط المباشر في هذا النزاع للدعم العسكري أساسا، إذا كانت هناك صيغة من الصيغ التي يحاول المغرب من خلالها إعانة أوكرانيا للخروج من الازمة التي ترتبط باجتياح القوات الروسية لأراضيها فهذا لا يختلف مع الأسس المبدئية التي يؤمن بها المغرب ولا مع الأسس التي يقوم عليها القانون الدولي، إذ أن حفظ وحدة الدول مسبق على أي رهانات استراتيجية للدول”.
وبالتالي هذا واضح بالنسبة للمغرب ويبقى من خلالها من الناحية الأخرى هو الشكل الذي من خلاله يمكن للمغرب أي يدعم أوكرانيا ماديا أو عسكريا، ولا يعتقد خالد شيات في تصوره للموضوع أن المغرب سيختار الجانب العسكري إذ أن هناك أيضا الدعم المالي والمعنوي الذي يمكن أن يقدمه لأوكرانيا وهذه إشارة ايجابية لتواجد المغرب وعلاقاته مع الدول الصديقة التي ينتمي إليها استراتيجيا وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوروبي وهم شركاء أساسيون للمغرب على مستويات متعددة، بحسب خالد شيات.
هذا ويهدف المؤتمر الذي مثّل فيه المغرب عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئاسة الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، إلى تعزيز أمن أوكرانيا وسيادتها على المدى الطويل، ويهم الاحتياجات الدفاعية للبلاد في الفترة التي تلي الحرب، كما ناقش تسليح كييف كي تتمكن من التصدي لهجوم روسي في الشرق.
وحمل المؤتمر، الذي نظمته وزارة الدفاع الأمريكية، اسم “المجموعة التشاورية من أجل الدفاع عن أوكرانيا” وقد انعقد في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا، بمشاركة دول أعضاء في حلف الناتو وأخرى من خارجه.
وترأس المؤتمر لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، الذي قال أمام الدول المشاركة إن “أوكرانيا يمكن أن تنتصر على روسيا”، كما “أنه اجتماع تاريخي اجتمعت فيه أكثر من 40 دولة لمساعدة أوكرانيا على الفوز في المعركة ضد الغزو الروسي الظالم، هدفنا هو أن نغادر هنا بفهم مشترك وشفاف لمتطلبات أوكرانيا الأمنية على المديين القريب والبعيد”، بحسب قول وزير الدفاع.
