كيف تناول الشعراء مظاهر الاحتفال بقدوم العيد ورؤية هلال شوال؟

ليس ثمة خلاف في تراثنا العربي على الترحيب بهلال شوال الذي تحمل رؤيته بشرى الاحتفال بعيد الفطر، وكان أحب الأهاليل إلى الناس كافة، وإلى الشعراء بخاصة لأنه يرفع عنهم قيود الصيام، ويضرب بهلال شوال المثل للشيء البهيج الذي يسر به الناس ويحتفلون بثبوت رؤيته والنظر إليه.

وفى هذا المعنى يقول ابن المعتز في وصف فتاة جميلة بحسب ما جاء في كتاب «رمضان زمان» للكاتب الدكتور أحمد الصاوي: «مر بنا والعيون ترمفه  في قد عصن وحسن تمثال، مخلته والعيون تنظره من كل فج هلال شوال، ويعد ابن المعتز من الشعراء الذين أبدعوا في وصف هلال شوال».

ثم بعد ذلك تبارى ابن النبيه والشاعر الأندلسي على بن ظافر في إنشاء بيتين في وصف هلال شوال منها: أنظر إلى هلال بدا يذهب أنواره الحندسا.

ومن الطرائف التي تتصل برؤية هلال شوال أن الملك المعظم الشاعر الأديب عيسى الأيوبي كان قد صعد إلى مئذنة الجامع الأموي لاستطلاع هلال شوال ومعه القاضي والشهود، فلم ير الهلال أحد منهم ولكن رأته جارية من محطاته فقال الملك المعظم لابن القصار الشاعر: قل في ذلك شيئًا فقال ابن القصار: «تواري هلال الأفق عن أعين الورى، وغطى بستر الغيم زهوا محياه».

وكثيرًا ما ارتبط الترحيب بهلال شوال عند بعض الشعراء بالإشارة إلى قرب انتهاء رمضان، وكان يطلقون على ما بعد العشرين من الشهر «الواوات».

وأما تهاني عيد الفطر فهي كثيرة في الأدب العربي، ومنها ما التزم بالتهنئة الخاصة كراثية البحتيري التي يهنئ فيها المتوكل العباسي بصومه رمضان وبعيد الفطر ويصف فيها خروجه للصلاة ويشير إلى خطبته البليغة وفيها يقول: بالبر صمت وأنت أفضل صائم وبسنة الله الرضية تفطر.

مظاهر الاحتفال بعيد الفطر

أمما الاحتفال بيوم عيد الفطر فإن من مظاهره على مر الزمان ذلك الاهتمام الكبير بأداء صلاة العيد التي يتقدمها دوما الخلفاء والسلاطين وعمال النواحي وأرباب الوظائف كالقضاة والعلماء في الدول المختلفة.

وتعد الدولة الفاطمية في طليعة الدول الإسلامية التي اهتمت بمظاهر العيد وكانت لهم طقوس خاصة مازال أثرها حتى اليوم في كل من مصر وبلاد الشام.

ففي يوم العيد يجلس الخليفة في قاعة الذهب ليظهر الفطر ويجلس على يمينه الوزير ثم يجلس بعده الأمراء كل في المكان المخصص له ويتبعهم الرسل الواصلون من جميع الولايات وهم وقوف في آخر الإيوان.

وبعد أن يستعرض الخليفة الدواب بفرسانها ويتلى القرآن بمجلسه يحمل إليه فطوره الخاص المعطر بالمسك والعود والكافور والزعفران مع أنواع البلح الملونة التي يستخرج ما فيها وتحشى بالطيب وغيره، فيأخذ ثمرة يفطر عليها ويناول مثلها للوزير فيظهر الفطر عليها ويفعل ذلك مع بقية المدعوين فيجعلون في أكمامهم ما يناولهم إياه بعد تقبيله، ثم يأذن الوزير بناء على أمر الخليفة بافتتاح السماط والسماح للحاضرين بالأكل منه وأخذ ما يشتهون.

وبعد سماط الإفطار يخرج الخليفة مع حواشيه إلى مصلى العيد خارج باب النصر وهي مصلى كبيرة قائمة على ربوة وجميعها مبنى بالحجر ولها سور وفى صدرها قبة كبيرة بها محراب والمنبر إلى جانب القبة وسط المصلى مكشوفًا تحت السماء.

وعند خروج الخليفة من باب خاص بالقصر يعرب بباب العيد ويستعرض الجند فى طريقه إلى المصلى ويعود بعد الصلاة فيدخل من ذات الباب وفى القصر سماط الكعك ليأكل منه الجميع حتى قرب الظهر.

وكان موكب العيد في العصر الفاطمي حافلًا بأنواع من المرح ليشاهدها الخليفة عند ذهابه وإيابه من المصلى، ويتولى القيام بها طائفة من أرباب الرواتب تعرف بالبرقية أو صبيان الخف، فيركب جماعة منهم على خيول فيركضون وهم يتقلبون عليها ويخرج الواحد منهم من تحت إبط الفرس وهو يركض ويعود ويركب من الجانب الآخر ويعود وهو على حاله لا يتوقف ولا يسقط منه شيء إلى الأرض.

ويعد الفاطميون هم من اهتموا اهتمامًا بالغًا في مظاهر العيد، ثم تطور الأمر في العصر الأيوبي والمملوكي ولكن سيظل الحظ الأوفر من مظاهر الاحتفال إلى الدولة الفاطمية وكذلك عمل كعك العيد وقسوة العيد فإليهم يرجع الفضل بهذه المظاهر التي لا غني عنها في الاحتفال بيوم الفطر.

تاريخ الخبر: 2022-04-28 15:21:24
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

بانجول.. افتتاح سفارة المملكة المغربية في غامبيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:26:34
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

بانجول.. افتتاح سفارة المملكة المغربية في غامبيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:26:27
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية