معطيات مثيرة بشأن “التدفق العكسي” للغاز من إسبانيا للمغرب


 

أكدت حكومة بيدور سانشيز، اليوم الخميس، أنها شرعت في تصدير الغاز إلى المغرب عبر الأنبوب المغاربي، معتبرة أن الغاز الذي ستنقله إلى المغرب لن يأتي من الجزائر التي هددت بفسخ عقدها مع مدريد إذا حولت الغاز المستورد منها إلى وجهة “غير تلك المنصوص عليها في العقود”.

 

وستكون الرباط قادرة على شراء الغاز الطبيعي المسال (LNG) في الأسواق الدولية، وإعادة تحويله إلى غاز في إسبانيا ونقله إلى المغرب عبر خط أنابيب الغاز المغاربي، الذي قررت الجزائر نهاية أكتوير الماضي توقيف إمداداته إلى المغرب.

 

وفي هذا الصدد يقول الخبير الاقتصادي، عمر الكتاني، إنه رغم شروع إسبانيا في تصدير الغاز إلى المغرب، إلا أن أزمة الغاز ستستمر في المغرب لفترة، بسبب الأسعار المرتفعة، لأن هناك إشكالية تطرح بشأن هل ستستمر الدولة في دعمه أم العكس؟، في حين أن الدعم القديم الذي خصصته الدولة يحتاج لدعم جديد، بسبب ارتفاع أسعار الغاز دوليا”.

 

وأوضح الخبير الاقتصادي، في تصريح لـ”الأيام24″، أن المشكل الثاني هو الكمية التي سيحصل عليها المغرب، وأنه بسبب الصداقة والجوار مع إسبانيا، فإن مدريد ستزودنا بالغاز، لكن المشكل أن هذه المسألة هي مؤقتة، والحل على المدى المتوسط الطويل، يكمن في حل مسألة إنتاج الغاز وتحويل الغاز الذي اكتشف في المغرب إلى قابل للاستهلاك، وهذا أمر يتطلب استثمارات كبيرة”.

 

وأضاف الكتاني، “أننا الآن في حالة انتقالية لتزويد بلادنا بالغاز، وهي حالة مؤقتة ريثما يسهل عملية الإنتاج المغربي، ويصبح لدى بلادنا، اكتفاء ذاتيا، وإلا ستصبح الكلفة المالية مرتفعة، مشيرا أن الغاز الذي سيتدفق عبر خط الأنابيب المغاربي بين المغرب وإسبانيا، ستقوم مدريد بتحويل كميات منه من الغاز المخصص لأوروبا، لأجل تزويد المغرب بما يحتاجه من الغاز”.

 

واعتبر الكتاني، أنه “الغاز الذي سيقوم المغرب بشرائه غالبا هو موجه إلى السوق الأوروبية، وسيتم من خلاله تزويد المغرب بكميات معينة، لأن المغرب، ليس مستهلكا كبيرا للغاز، كما أنه من حسن الحظ، هناك أنبوب الخط المغاربي، لديه إمكانية العمل من كلتا الجهتين، ولهذا كان مستغلا بطريقة اقتصادية، وهي نفس المهمة التي سيقوم بها الآن لكن من خلال التدفق العكسي، وذلك سيمكن المغرب من أن يحصل على الغاز بدون الاستعانة ببواخر العملاقة التي تنقل الغاز بكميات كبيرة، وهي مكلفة، لكن عبر الأنبوب سيكون أقل كلفة.

 

وأكد مصطفى بايتاس، مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، بخصوص استعمال أنبوب الغاز المغاربي، إن المملكة عبرت عن رأيها، أكثر من مرة، وبأنها تعمل بجد لضمان التزود بالغاز الطبيعي، وأن يكون المغرب في منأى على أي تقلب يمكن أن يحصل، مشيرا إلى أن المغرب أطلق طلبات للتعبير عن الاهتمام في هذا الصدد، لأنه عازم على دخول سوق الغاز الطبيعي المسال، والذي سيكون محورا من المحاور الرئيسية الاستراتيجية مع إسبانيا.

 

وقالت وزارة التحول البيئي الإسبانية، مساء الأربعاء “لن يكون الغاز الذي يحصل عليه المغرب تحت أي ظرف من الظروف من أصل جزائري”. وأضافت أن “تفعيل هذه الآلية نوقش مع الجزائر في الأشهر الأخيرة وتم إبلاغه اليوم (الأربعاء) لوزير الطاقة الجزائري”.

 

وتوقفت الجزائر عن إمداد إسبانيا بالغاز عن طريق المغرب في نهاية أكتوبر عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين البلدين بشأن قضية الصحراء .

 

ويؤكّد خبراء أنّ رسوم المرور التي كان يجبيها المغرب من الجزائر على شكل كميّات من الغاز بأسعار تفضيلية كانت تؤمّن له 97% من احتياجاته من هذه المادة الحيوية.

 

وقررت إسبانيا السماح للمغرب بالتزود عكسيا بالغاز عبر نفس الأنبوب الذي يمتد من الجزائر إلى إسبانيا عبر المغرب. إذ ستكون الرباط قادرة على شراء الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية وتسليمه إلى إسبانيا حيث يتم إعادة تحويله إلى غاز قبل نقله إلى المغرب عبر خط الأنابيب.

 

وهدّدت الجزائر بفسخ عقد تصدير الغاز إلى إسبانيا إلى أعادت تصديره للمغرب. حيث قالت وزارة الطاقم والمناجم الجزائرية في بيان إن “أيّ كمية من الغاز الجزائري مصدّرة إلى إسبانيا تكون وُجهتها غير تلك المنصوص عليها في العقود، ستُعتبر إخلالاً بالالتزامات التعاقدية وقد تفضي بالتالي إلى فسخ العقد الذي يربط سوناطراك بزبائنها الإسبان”.

 

ورغم تراجع اعتماد إسبانيا على الغاز الجزائري في الأشهر الأخيرة، لا يزال نحو ربع الغاز الذي تستورده إسبانيا يأتي من الجزائر في الربع الأول من هذا العام مقارنة بأكثر من 40 بالمئة عام 2021، بحسب مشغل شبكة الغاز الإسبانية. ويتم تسليم هذا الغاز إلى إسبانيا عبر خط أنابيب الغاز تحت البحر ميدغاز الذي يربط بين البلدين مباشرة.

تاريخ الخبر: 2022-04-28 21:18:13
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 68%
الأهمية: 82%

آخر الأخبار حول العالم

مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا يعرف تطورات جديدة

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:23:17
مستوى الصحة: 66% الأهمية: 76%

"أيه بي تي 42".. ذراع الحرب السيبرانية الإيرانية وجاسوسها ال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:22:46
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية