أكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعودية تحمل عدة أهداف سياسية واقتصادية وتمثل تغيرا في رؤية أنقرة تجاه العديد من الملفات الخاصة بالمنطقة العربية.

أهداف زيارة أردوغان إلى السعودية

وقال طارق فهمي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن زيارة أردوغان إلى السعودية تأتي بعد زيارته إلى الإمارات في فبراير الماضي، مشيرا إلى أن الزيارة لها أهداف سياسية مهمة، حيث يتمثل الهدف السياسي لحزب العدالة والتنمية حزب الرئيس أردوغان في السعي لسياسة "صفر مشكلات" من جديد، كما تسعى تركيا إلى الانفتاح على الدول العربية الرئيسة خاصة مصر والإمارات والسعودية، في ظل استعداد حزب العدالة للانتخابات وسط دعوات داخله لإنهاء الخلافات مع الدول العربية.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن أهداف زيارة أردوغان إلى السعودية، تشمل أيضا دعم الوضع الاقتصادي لأنقرة، حيث تسعى تركيا لإقامة شراكة اقتصادية مع الرياض والاستفادة من الاستثمارات السعودية، وما حدث بين أبو ظبي وأنقرة خلال زيارة أردوغان للإمارات سيتكرر مع الرياض، حيث إن الاقتصاد التركي بدأ يتعافى، والآن تريد أنقرة أسواقا جديدة وقوية مثل الخليج للاستفادة منها.

وأضاف: "كما تريد تركيا الدخول في الترتيبات الجديدة بالمنطقة العربية، فالآن تجري الرياض مشاورات مع إيران، وأنقرة تسعى لإثبات حضورها في هذا الملف في هذا التوقيت، وأنها طرف رئيسي في أمر كهذا، وأن لها علاقات جيدة مع دول الخليج العربي كما أن أي مصالحة إيرانية سعودية لن تكون على حساب تركيا"، مشددا على أن تركيا من مصلحتها أن تكون علاقات جيدة مع دول الخليج.

انعكاس زيارة أردوغان على الخليج

أما بالنسبة للسعودية أوضح طارق فهمي أن المملكة تمر بمرحلة مهمة، وتسعى لإعادة مصالحها مع الدول الرئيسية بالمنطقة وتطوير علاقاتها وإقامة مصالح مباشرة، كما أن رؤية محمد بن سلمان ولي العهد السعودي إيجابية في هذا الشأن فهو يسعى لإحداث توازن في نمط علاقات المملكة مع تركيا وإيران، وإذا عادت العلاقات مع أنقرة ستتغير قواعد اللعبة السياسية.

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن زيارة أردوغان للمملكة سيكون لها نتائج مهمة وإيجابية وستغير قواعد اللعبة في منطقة الخليج العربي.

ونوه بأن انعكاسات الزيارة ستتضح لاحقا وستتمثل في الاستثمارات والمشروعات المشتركة والدخول في شراكات اقتصادية.

أثر زيارة أردوغان للسعودية على علاقات تركيا ومصر 

وبشأن العلاقات مع مصر، أوضح أستاذ العلوم السياسية أن هناك اتصالات بين القاهرة وأنقرة، وعرضت تركيا أسماء عدة سفراء على مصر لاعتمادها لديها، متوقعا حدوث انفراجة في هذا الشأن.

واستبعد فهمي دخول وساطة سعودية أو إماراتية بشأن المشاورات الجارية بين القاهرة وأنقرة، لأن البلدين ليسا في حاجة إلى وساطات لأنهما على اتصال مباشر وتنعقد من وقت لآخر لقاءات بين مسؤولي البلدين.

نتائج زيارة أردوغان على سوريا وليبيا وشرق المتوسط

وتوقع فهمي أن تغير تركيا رؤيتها بشأن موقفها في سوريا وليبيا ومنطقة شرق البحر المتوسط، فأردوغان يبحث الآن عن سياسة "صفر مشاكل"، لأن السياسة التركية براجماتية نفعية واقعية، بالتالي مواقفها تجاه هذه الملفات وغيرها ستتجاوب مع الطرح والرؤية العربية وستقوم بالتهدئة.