«رفاق العمر».. ثنائيات في المشهد الثقافي صنعت حبا لا يغيب عنه الشمس

قصص الحب لا تنته وتقفز من الماضي لتسكن الحاضر، نستعيدها لكونها تمثل تاريخنا الثقافي والاجتماعي، ومن قلب المشهد الثقافي  المصري وشوارعه ولدت تلك القصص وعاشت وتظل بيننا ومثلوا لنا ثنائيات يشار لهم، في التقرير التالي نرصد أشهر هذه الثنائيات في المشهد الثقافي المصري .

فتحية العسال 

- فتحية العسال وعبد الله الطوخي "حضن العمر"

 واحدة من أبرز قصص الحب التي شهدها المشهد الثقافي المصري والتي جمعت بين الكاتب الشهير عبد الله الطوخي وفتحية العسال في بداية الخمسينات من القرن الماضي.

 وأعجب عبد الله الطوخي بفتحية العسال، وبدأت رحلة الحب تنمو وتزدهر مع  القراءة، وعن ذلك قالت فتحية العسال في أحد حواراتها المنشورة بصحيفة القدس العربي وتقول عن تلك الفترة: لما جاء وخطبني الأستاذ عبد الله الطوخي، بدأنا نجلس معا للقراءة، وبدأنا بقراءة سلامة موسى، وجبران وكل الكبار.. وقد صنع الحب منا توأمة روحية تسمح لنا أن نقرأ معا". 

 وتابعت " وبدأ هو يكتب، وعندما يكتب لم يكن يبعث نصوصه للنشر إلا بعد أن أقرأها وأبدى رأيى فيها، وحين يقتنع برأي لى فهو يعيد الكتابة، وكان يقول لى يا معذبتي، ضاحكة لأنك تفرضين على إعادة الكتابة من جديد، ولهذا أخذت الكتابة عندى أشكالا متعددة، وبعد أن كتبت للإذاعة، بدا أمرا غريبا أن أكتب للمسرح، وقد كتبت أول مسرحية سنة 1969".

و قد كتبت فتحية العسال سيرتها الذاتية تحت عنوان"حضن العمر"، ورصدت فيه تفاصيل مشوارها مع  الكاتب الراحل عبد الله الطوخي وسيرتها التي كشفت فيها عن  خلافها الابرز والاشهر مع عبد الله الطوخي وتبريرها لقرار الانفصال، والذي كان مخالفا  لما رآه "الطوخي" في انها قررت  الانفصال خوفا من امتلاكه لها وسيطرته عليها ، وكان قرار الانفصال كما رأته هي بسبب خلافها مع "الطوخي" لإعلانه بموافقتها على معاهدة كامب ديفيد.

وفي حوار لها مع الكاتبة والناقدة شيرين أبو النجا نشر بصحيفة الشرق الأوسط  سألتها "تبدو السيرة منذ الوهلة الاولى وكأنها محاولة لتفسير طلبك للطلاق من عبد الله الطوخي، هل هذا حقيقي؟ ولماذا كان تركيزك على الخاص رغم ان سيرتك الذاتية لا يمكنها ان تفلت من قبضة السياسي؟

وجاءت إجابة العسال " بالفعل كان قرار كتابتي للسيرة هو أحد وسائلي لتفسير طلب الطلاق. كنت أظن ـ بل كنت أعلن ـ أن سبب الطلاق هو خلافنا على معاهدة كامب ديفيد. لكن عندما تأملت التجربة وغصت في اعماقها وجدت أنني كنت أرفض سيطرة عبد الله علي كامرأة ليس كإنسانة خرجت من عباءة وصايته علي، وامتلاكه لي بطلب الطلاق. بعد خروجه من السجن وبعد مرور عدة سنوات على انخراطي في العمل النضالي كان يسألني فين فتحية بتاعة زمان؟. 

 وأضافت لم يعترف أنني مستقلة، و كيف يمكنني أن أمارس الحرية مع رجل غير متحرر من شبح الملكية والموروث في كتابتي، أو بمعنى أدق، محاولتي لفهم سبب الطلاق، كنت ايضا اكتب عن تجربتي في الحياة النضالية، فأنا لا أرى انفصالاً بين الخاص والعام السياسي. ربما سيظهر ذلك بشكل أوضح في الجزء الأخير."

 

-  نوال السعداوي وشريف حتاته.."أوراق العمر"

تزوجت نوال السعداوي مرتين أولهما كان أحمد حلمي وكان فدائيا، وأنجبت منه ابنتها الكاتبة منى حلمي ، ومن بعد جاء زوجها الثاني  وكان رجل قانون وخيرها بينه وبين الكتابة والإبداع فاختارت الثانية.

 ومن ثم أحبت زوجها الثالث الدكتور شريف حتاتة، طبيباً زميلاً في وزارة الصحة، وكان يحمل سيرة سياسية طويلة عبر نضاله في فترة الخمسينيات والستينيات، واعتقاله ومن ثم هروبه للخارج وعودته مرة اخرى لمصر، واستمر زواجهما ما يقرب من 43 عاما كان زواجهما أحد مضرب الأمثال في المشهد الثقافي والسياسي المصري.

 وبحسب الكاتب الكبير محمد العزبي، كان حبًا يضرب به الأمثال بين نوال السعداوي الغاضبة الصادقة ونار على علم في الخارج أكثر منها في وطنها، وشريف حتاتة الهادئ الذي حمل أسماء متعددة أثناء اختفائه.

فقد كان شريف كما تناديه أمه، وعزيز اسمه الحركي، وعصام يوقع به خطاباته من سجنه لزوجته الأولى، المصرية الإيطالية، ومحمد الشامي أثناء هروبه في فرنسا، وهو الاسم الذي أطلقه عليه النائب البورسعيدي الوفدي حامد الألفي عند تهريبه من مصر، وعبد القادر التلمساني اسم المخرج السينمائي الراحل، الذي منحه جواز سفر يحمل اسمه بعد تزويره ليعود به إلى مصر فور قيام ثورة يوليو.

 علاقة شريف حتاتة  بنوال السعداوي استمرت ما يقرب من 43 وانتهت بالانفصال في عام 2010، وكان انفصالهما يبدو غريبا ومثيرا للتساؤلات  وانتهى الأمر بزواج   شريف حتاته بالكاتبة والناقدة أمل  الجمل حتى رحيله، والتى بدورها قدمت كتاب  تحت عنوان نوال السعداوي وشريف حتاتة تجربة حياة الصادر عن دار المحروسة، رصدت فيه تجربة الكاتبين  ومشوارهما الإبداعي والسياسي والثقافي .

- عبلة الرويني وأمل دنقل..سيرة حب "الجنوبي" الذي لا يغيب .

 كلمة السر فيما جمع أمل دنقل بعبلة الرويني تبدو في  الشعر، في صعود الشاب الجنوبي  بكلماته  والتى كانت قد تخطت كل الحدود المرسومة ليرددها  المناضلون والعاشقون في آن واحد. 

 كان أمل شاعرا يساريا او هكذا يمكن وصفه  فهو شاعر الرفض الأول، وكان من الصعوبة أن يكون له حوارا منشورا في إحدى الصحف المصرية ، وخاصة التابعة لمؤسسات الدولة، ولكن فعلتها  عبلة الرويني وقررت ان تحاور أمل دنقل .

 كان طريق الوصول إلى أمل دنقل  يبدو سهلا فصناديق بريده مفتوحه للجميع، مقهى ريش،أتيلية القاهرة ، دار الأدباء، أماكن مفتوحة للناس يرتادها مريدي الشعر والشعراء والكتاب والصحفيين، وتقول عبلة الرويني عبر كتابها الجنوبي " كان مقهى ريش هو بداية الطريق إلى أمل دنقل، إنه الملامح والمكان والهوية الذي بدأت منه رحلة البحث عن شاعر ، لا أعرف ملامح وجهه، وذلك في أكتوبر 1975 .

 وتابعت، ذهبت للبحث عن أمل مرات عديدة  إلى مقهى ريش، ولكن اكتشفت أنه لايأتي صباحا،وكان المساء الموعد الأول  لمقابلة أمل بعبلة فى الساعة الثامنة مساء والنصف تحديدا كان اللقاء الأول بدار الأدباء

سالته عبله كنت أظنك كبيرا قليلا، ضحك بصوت مرتفع : يبدو أن عندك عقدة إلكترا، ولم استفز أيضا بل ابتسمت: اطمئن لن أحبك، وقالت كان الانطباع الأول الذي كونته سريعا، أن هذا الشخص مختلف عن الآخرين يتكلم لغة أخرى، يسلك سلوكا آخر ، بل ويحس أحاسيس أخرى فمنذ اللحظة الأولى سقطت كل المسافات والادعاءات والأقنعة وبدا لي وجه صديق أعرفه منذ زمن.

وأضافت أن الموعد الثاني بمقهى ريش وخرجت عبلة مع أمل ليكملا حوارهما بعيدا عن ريش، تعددت اللقاءات بين أمل وعبلة الرويني، وكانت العلاقة بين الاثنين  تشير إلى صرع الديكة فالفارق العمري الذي يزيد يقرب من 14 عاما،  كان يشير إلى أن الشاعر المتمرد والمنفلت يكون أكثر هدوئا  وتمارس عبلة  تمردها. 

  وتزوجت عبلة من أمل عام 1979 ، وما جعل  قصة حب امل وعبلة من اكثر  القصص استدعاء في عالمنا المعاص  هو ما مربه امل وعبلة الرويني،فلم يمض وقت كثير من زواجهما إلا وعاش امل رحلة مرضه واكتشف الأطباء مرضه بالسرطان  ورحل أمل دنقل اثر مرضه ،وعاشت قصة حبهما ترددها كل الاجيال .

- تجارب تعيش بيننا 

 هناك العديد من القصص التي  يمكن الإشارة في  وقتنا الراهن  ونراهن على استمرارها، و في خلقها حالة فريدة في المشهد الثقافي المصري والعربي لكتاب يعيشون بيننا الآن. 

  وعلى رأس تلك الأسماء يأتي اسم الكاتب الصحفي  اسامة  الرحيمي والكاتبة الروائية منى الشيمي، والتى تعد قصة ارتباطهما  أحد قصص الحب  التى يجب ان يتوقف عندها  الأجيال الجديدة، إلى جانب ثنائيات  مثل  الروائي والطبيب محمد إبراهيم والكاتبة الساخرة رشا عبادة، والكاتب الروائي فتحي إمبابي والروائية منى العساسي.

تاريخ الخبر: 2022-04-29 09:21:09
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

رياضي روسي يجر قطارا سريعا برقم قياسي عالمي (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 18:07:00
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 97%

نيمار يشارك في حملة تبرعات بالبرازيل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 18:07:01
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 86%

ضابط بريطاني: الأسلحة الروسية مصممة لإسقاط مقاتلات مثل "إف-16"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 18:06:52
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 96%

خبير يرسم نظرة متفائلة لأداء الروبل الروسي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 18:06:55
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 87%

بيلاروس تجري اختبارا مفاجئا لحاملات الأسلحة النووية التكتيكية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 18:06:58
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 85%

تقارير إعلامية تتحدث عن آخر النقاط الخلافية في مفاوضات غزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 18:06:55
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 93%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية