كنيسة مارمرقس بشبرا تودع راعيها القمص لوقا قسطنطين (صور)


وسط الحان و تسابيح افراح القيامة ، ودعت كنيسة مارمرقس بشبرا اباها و راعيها المحبوب القمص لوقا قسطنطين الذى فاضت روحه الطاهرة يوم الخميس الماضى لتشارك مع الملائكة والقديسين افراح القيامة فى الكنيسة المنتصرة و ليعاين المجد السماوى المعد له تكليلا لجهاده بعدما تحرر من آلام الجسد ليسمع الصوت الفرح للعيد الصالح و الامين .

أقيمت صلاة الجناز مساء أول أمس الجمعة وترأس الصلاة نيافة الحبر الجليل الأنبا أنجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية و نيافة الأنبا مارتيروس الأسقف العام لكنائس شرق السكة الحديد و بمشاركة الآباء كهنة الكنيسة و لفيف من الآباء الكهنة والرهبان من ابنائه و محبيه ، كما شاركت بالحضور راهبات الكرمليت .

فى مشهد مهيب لساعات طويلة منذ مساء الخميس، والآلاف من شعب الكنيسة يتوافدون للتبرك من الآب الذى قضى فى الكهنوت اكثر من 43 عاما و تربى فى كنفه اكثر من جيل وهم يلقون نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه الطاهر .

القى القمص بيمن جورج راعى كنيسة مارمرقس بشبرا كلمة خلال حفل الوداع ، تضمنت ” الفاهمون يضيئون كضياء الجلد و الذين ردوا كثيرين الى البر كالكواكب الى ابد الدهور ” ، ” اذا كان احد يخدمني فليتبعني وحيث أكون هناك ايضا يكون خادمى، وإن كان أحد يخدمني يكرمه الآب ” .. طوباك بالاكاليل يا ابانا القديس يا من عشت بالأمانة و جاهدت الجهاد الحسن وأكملت السعى .

كنت همزة الوصل و ستزال بين اجيال آباء كنيستنا ، تتلمذت على يد آباءنا المتنيحيين ابونا ميخائيل ابراهيم و ابونا مرقس داود و ابونا يوحنا جرجس و ابونا اسطفانوس عازر و عاصرت ابائنا القمص مينا ميخائيل و المتنيح القمص ميخائيل نجيب و ابونا مرقس فتحى

و كان سعيك الذى توج برسامة القمص برسوم بشرى و القمص يوسف يوسف و ابونا كيرلس كمال و ابونا انطونيوس مفيد و ابونا ميخائيل مقار و ابونا مرقس منير و ابونا يوحنا محفوظ و ضعفى ، و تتلمذ على يديك العديد و العديد منن صاروا الان آباء كهنة و آباء رهبان فى شتى ربوع مصر و المهجر ، فكنت نعم الأب الروحي والمرشد الأمين .

حبك لكنيستك العامة و مارمرقس خاصة و سهرك على الرعية كان السمة الظاهرة فى حياتك ، احببتهم فحميتهم لآخر قطرة عرق و دم و لم تبخل عليهم بأي شىء طوال حياتك بكل حياتك التى قاربت على ال 74 عاما من خلال الخدمة لأكثر من نصف قرن منها اكثر من 43 سنة فى الكهنوت منذ عام 1979 حتى اليوم .

لا ننسى قداساتك اليومية لعشرات السنين .. احببت القديسين فاحبك القديسون و امتلأت الكنيسة برفاتهم و لم تترك تذكارا لهم الا و تباركت و نحن معك بهم .
و الآن كأنى اسمع الرب يقول لك كفاك تعبنا يا حبيبى لابد ان تستريح و اعمالك تتبعك ، فنعما و هنيئا لك يا ابانا و صلى عنا امام عرش النعمة لنكمل ايام غربتنا بسلام و يديم المحبة و وحدانية القلب و كما قدستها بالجسد قدسها الآن بالروح بصلواتك عنا .

أعقبها كلمة لنيافة الأنبا انجيلوس معددا الكثير من الخدمات و ما قدمه ابينا القمص لوقا من خدمات وإنجازات عديدة ستظل شاهدة على جهاده مدى الأجيال ، جاء نصها :

وَقَالَ الْمَلِكُ لِعَبِيدِهِ: “أَلاَ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَئِيسًا وَعَظِيمًا سَقَطَ الْيَوْمَ فِي إِسْرَائِيلَ؟ (٢صم ٣ : ٣٨ )

في ظرف انتقال أبونا المحبوب جداً القمص لوقا قسطنطين تحضر إلى ذهني ما قاله الملك داود في موت أبنير بن نير رئيس الجيش فرثاه بقوله لعبيده ألا تعلمون أن رئيساً وعظيماً سقط اليوم في إسرائيل وها أنا أكرر القول على أبونا لوقا وأقول ألا تعلمون أن رئيساً وعظيماً سقط اليوم في كنائس شبرا الشمالية، فقد كان أبونا القمص لوقا رئيساً وعظيماً .

كان رئيساً ومتشبهاً بسيده رئيس السلام فقد كان رئيساً في ما يخدم السلام سواء في الكنيسة أم الوطن والمجتمع فقد أسس أبونا لوقا مستشفى مارمرقس التي تخدم ليس حي شبرا وحي الساحل فقط بل تكاد تكون تخدم كل أحياء القاهرة بل وكل محافظات مصر وكان أبونا لوقا هدفه الأول والأخير من المستشفى علاج غير القادرين على مصاريف العلاج وبمجرد معاناته من الفشل الكلوي إنطبق عليه ما قيل عن سيده فيما هو تألم مجرباً قادر أن يعين المجربين فقام بتأسيس مركز مارمرقس للغسيل الكلوي والذي أيضا يخدم مرضى الفشل الكلوي من أرجاء الجمهورية .

أيضاً في رئاسته كأقدم كاهن وقمص بكنيسة مارمرقس بشبرا كان يضع سلام الكنيسة فوق أي إعتبار لذلك كثيراً ما كان يتنازل عن قرارات إتخذها أو أمورٍ قد نظمها من أجل السلام والمحبة .

كذلك فهو كان رئيساً ورائداً في تأسيس المشاريع الخدمية فأنشأ وأسس بيت المؤتمرات بالعبور وبيت المؤتمرات بمرسى مطروح وبذلك كانت كنيسة مارمرقس بقيادته من أوائل الكنائس التي أنشأت هذه البيوت وذلك بسبب رؤيته المستقبلية لإحتياجات الخدمة.

ويطول الوقت إن تكلمنا عن رياسته وريادته في مختلف مجالات الخدمة وتأسيس خدمات مختلفة من الحضانة والكورال والمسرح وإكتشاف المواهب إلى آخر هذه الخدمات المتنوعة .

أيضاً كان عظيماً وعظمة أبونا لوقا في أمور كثيرة جداً فقد كان عظيماً في اتضاعه وبساطته وشكره ومحبته للجميع وغفرانه للمسيئين إليه ومن الأمور المذهلة في عظمته هو مواظبته على صلاة القداس الإلهي وقد إستلم هذه المواظبة من أبونا ميخائيل إبراهيم إذ كان يخدم معه شماساً ويصلي معه القداس الإلهي كل يوم

وقد أوصى أبونا ميخائيل إبراهيم بسيامته كاهناً على الكنيسة وسار على نفس النهج في صلاة القداس يومياً ولكن المُذهل أنه كان يغسل الكلى طوال الليل ويخرج من الغسيل على صلاة القداس الإلهي وكنت أتابعه وأتعجب جداً من هذه العظمة التي لهذا الأب الوقور، وظل يجاهد جهاداً مستميتاً في مواظبته على صلاة القداس ووصل عدد مرات الغسيل إلى أربع أيام أسبوعياً وأوقات كان يغسل يومين متتاليين وكل هذا كان مجهود جبار على القلب فقد كان عظيماً في جهاده وتساوى بكبار النساك وساكني البراري .

أيضاً كان عظيماً في نسكه فقد كان ناسكاً جداً سواء في ملبسه أو طعامه وكان مكتفياً بأقل القليل وغير مهتم بالمظاهر الكاذبة ولكن يهتم بجوهر الأمور.

إن كنا نحزن لفراق هذا الأب الذي كان سنداً لنا في أمور كثيرة في الخدمة إلا إننا نفرح له لأنه قد إستوفى بلاياه على الأرض شاكراً وهو الآن يتعزى عوض كل الآلام التي مر بها واختبرها وعانى منها.

أخيراً نقدم كل الشكر للثالوث القدوس الذي أعطانا هذه البركة أن نخدم مع هذا الأب الفاضل ونتبارك من الصلاة معه ونختبر فضائله، كما نشكر قداسة البابا تواضروس الثاني على تعزيته لنا وجميع آباء المجمع المقدس والآباء الكهنة الذين شاركونا التعزية .

وببركة صلوات الجميع إكليروس وشعب نطلب نياحاً لنفس أبونا لوقا وتعزية الروح القدس لنا جميعاً .
المسيح قام .

فى ختام الصلوات أقيمت زفة لجثمانه الطاهر فى ارجاء الكنيسة و قامت كشافة الكنيسة بتحيته اثناء ايداع الصندوق فى السيارة ليسجى جسده فى سلام .

تاريخ الخبر: 2022-04-29 21:21:10
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية