الخارجية الروسية لا تصاد باليهود
الخارجية الروسية لا تصاد باليهود
كتبت ماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، حول الاضطراب الذي أحدثه في إسرائيل حديث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أصول هتلر اليهودية.
وجاء في المقال: وضع الصراع في أوكرانيا روسيا وإسرائيل في خندقين متعارضين حول تفسير التاريخ. قبل ذلك، لم يكن لدى موسكو مثل هذا التفاهم المتبادل العميق بشأن الحفاظ على ذاكرة الحرب العالمية الثانية مع دولة أخرى، خارج فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي، مثل إسرائيل. والآن، تتهم إسرائيل روسيا بارتكاب "أخطاء تاريخية"، ويتهم وزيرة خارجيتها الخارجية الروسية بـ "معاداة التاريخ"... ذلك أن سيرغي لافروف، لم يستبعد، في مقابلة معه، وجود دماء يهودية في أدولف هتلر.
وهكذا، صل الأمر إلى استدعاء السفير الروسي إلى الخارجية الإسرائيلية. كما تراكمت لدى الدبلوماسيين الروس الكثير من الشكاوى ضد الدولة اليهودية، التي من وجهة نظرهم تدعم "نظام النازيين الجدد في كييف".
على ما يبدو، ظنت موسكو أن الإسرائيليين سوف يتخذون موقفا أكثر مرونة بشأن الأزمة الأوكرانية. ففي السنوات الأخيرة، تعاونت روسيا وإسرائيل بشكل وثيق في العديد من القضايا، بما في ذلك تلك المتعلقة بالأمن الإقليمي، وخاصة حول إيران ودورها في سوريا. ومع أن المواقف الروسية والإسرائيلية بشأن هذه القضايا ليست متقاربة، إلا أن كلا الطرفين التزم بقدسية مصالح الطرف الآخر الأمنية. وبالتالي، فعلى الرغم من أن موسكو انتقدت الضربات الإسرائيلية على أهداف إيرانية في سوريا، إلا أنها لم تحاول أبدا إيقافها.
احتدت العلاقات بين روسيا وإسرائيل بوضوح بعد بدء "العملية الروسية الخاصة" في أوكرانيا. فتصريحات يائير لابيد حول بوتشا، وكلماته بأن "الغزو الروسي لأوكرانيا لا يمكن تبريره"، لم تمر مرور الكرام في وزارة الخارجية الروسية.
كل هذا تسبب في سلسلة من المقالات في وسائل الإعلام العربية حول احتمال تشديد موسكو موقفها من إسرائيل وأفعالها في النزاعات الإقليمية. ومع ذلك، فحتى الآن، باستثناء تبادل الملاحظات اللاذعة، لا توجد علامات أخرى على تدهور العلاقات بين البلدين، على الرغم من أن الوضع متوتر وقد يتفاقم مع تطور الصراع في أوكرانيا.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب